هل تغيرت فرحة رمضان اليوم عن الأمس؟


رمضان سواء أكان اليوم أو كان في الماضي تبقى فرحته في القلوب لا تتغير أو تتبدل ، فمثلاً كانت الفرحة في رمضان يطرب لها السامع وتتجمل بها العيون وتسر بها القلوب. تعظيم قدوم رمضان مازال في النفوس كبير لا يتزحزح مهما اختلفت الأزمان ، فرحة شهر فضيل يلتجأ الصائم إلى ربه لطلب الرحمة والمغفرة والدعاء بأن يصلح حاله وحال عياله ويرزقه، لأن الرزق صار الشغل الشاغل له فتكون الفرحة مشوبة بالتفكير في كيفية تدبير حاجات رمضان والانشغال في ذلك .
وفي الأردن المواطن ومع ارتفاع أسعار السلع والمنتجات وبقاء الراتب كما هو متواضع ، قد لا يستطيع تلبية كافة حاجات والمشتريات فتراه يترصد العروض في المولات والمحال التجارية، كي يوفر بعض المال لأن لديه التزامات أخرى كدفع الفواتير وإصلاح الأشياء التي تحتاج إلى إصلاح في المنزل ، وهناك أقساط الجامعة إن كان لديه ولد أو بنت يدرس أو تدرس في الجامعة، هذا عدا مصاريف المواصلات له ولأولاده إن كانوا لا يزالون يدرسون في المدرسة ومصاريف أخرى كثيرة.
" الراتب لا يكفي" من أكثر العبارات التي يسمعها الكثيرين من الموظفين والعاملين!! فكيف بمن يعمل بالمياومة من عمال المياومة الذين يتقاضون أجوراً زهيدة نظير أعمالهم.
تضعضع الاقتصاد عالمياً يخلق بالضرورة أزمات في العديد من المجتمعات ، مما يدفع الحكومات إلى اتخاذ إجراءات تقشفية للتخفيف من حدة العجز أو التضخم الذي تعاني ميزانية الدولة ، فلا عجب أن تتأثر الأسواق بانكماس الاقتصاد العالمي وترتفع الأسعار مما تنعكس وبشكل سلبي على حياة ومعيشة الفرد ويبدأ بالتذمر والشكوى من غلاء الأسعار.
المواطن في رمضان بأمس الحاجة إلى أن تكون الأسعار وفق المعقول حتى يتسنى له شراء ما يحتاجه لشهر رمضان المبارك ليدخل البهجة على عياله.
هذه دعوى نوجهها للتجار والباعة إلى التخفيف من أسعار المنتجات والسلع الغذائية وغيرها من ضروريات الشهر ، وذلك من باب مساعدة الناس والحصول على الأجر والثواب وبخاصة في شهر رمضان يحتاج المسلم إلى الأعمال الصالحة التي ترفع ميزان حسناته وتدفع عنه السوء و البلاء .