مهاجر من أصول كولومبية.. من هو قاضي نيويورك الذي بيده "مصير" ترامب؟
قبل مثوله -المتوقع مساء اليوم- أمام القضاء في نيويورك، كأول رئيس أميركي يقف ذلك الموقف، سارع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى اتهام القاضي الذي سيتولى محكمته بـ "بغضه" وكرهه.. فمن هو قاضي محكمة نيويورك "خوان ميرشان" الذي ستتوجه إليه الأنظار ويكون محط اهتمام وسائل الإعلام خلال الفترة القادمة؟
يعرف عن ميرشان أنه قاض مخضرم ذو خبرة طويلة في القضاء، وهو مدع عام سابق قضى 16 عاما في المحكمة. ومن المتوقع أن يترأس اليوم إجراءات الاستدعاء غير المسبوق للرئيس السابق.
ورغم أنه سيتعامل في إطار هذا الملف مع قضية غير مسبوقة بالتاريخ الأميركي (وهي جلب رئيس سابق إلى القضاء) فإنه تعامل الفترة الأخيرة مع أكثر من ملف ذي صلة بترامب، فقد ترأس قضايا جنائية ضد شركته ومديرها المالي السابق، كما تولى النظر في قضية أحد مساعدي ترامب السابقين بالبيت الأبيض، وهو ستيف بانون.
ينحدر ميرشان البالغ من العمر 60 عاما من أصول كولومبية، فقد هاجر رفقة عائلته المتواضعة من البلاد عندما كان عمره 6 سنوات، ثم نشأ وعاش في مدينة نيويورك التي يتبوأ اليوم أحد أعلى المواقع القيادية بأجهزتها القضائية.
ورغم الهجرة وقساوة الظروف، فقد تمكن ميرشان من شق طريقه من خلال الدراسة والتعلم، فكان أول فرد من عائلته يذهب إلى الجامعة، وحصل على شهادة في القانون من جامعة هوفسترا عام 1994.
وفي مساره المهني، عمل ميرشان مدعيا عاما في مانهاتن، كما عمل بمكتب المدعي العام للولاية قبل أن يعينه العمدة السابق مايكل بلومبيرغ قاضيا في محكمة الأسرة عام 2006.
وبعد 3 سنوات، تم تعيين ميرشان في المحكمة العليا الابتدائية في نيويورك. وتشمل واجباته الخاصة الآن الإشراف على محكمة الصحة العقلية في مانهاتن حيث يحصل بعض المتهمين على فرصة لحل قضاياهم بالعلاج والإشراف، وهو برنامج يعتبره قصة نجاح.
ومن المرجح أن ميرشان سيكون تحت ضغط هائل خلال الفترة القادمة، من وسائل الإعلام وأنصار ترامب (الترامبيين) وسيمثل تعاطيه مع هذا الملف محطة فارقة في حياته المهنية.
ولكن باترشيا هولمز، القاضية الفدرالية السابقة بولاية إلينوي، نصحت ميرشان بتجاهل الضغط، وعدم الاستماع لوسائل الإعلام، وخاطبته قائلة "عليك أن تفعل ذلك بشكل صحيح.. يجب أن يكون قرارك عادلا، وعلى الجمهور أن يعرف أنه عادل، ومن ثم تكون النتيجة هي النتيجة.. تأكد من أنك تبتعد عن السياسة، لأن الأمر يتعلق فقط بالقانون".
لماذا أثار غضب ترامب؟
لا أحد يعرف بالضبط الأسس الذي بنى عليها ترامب موقفه واتهامه للقاضي ميرشان بكرهه، وربما تعود بعض أسباب غضب ترامب من قاضيه الجديد أن ميرشان قد ترأس في السابق قضيتي احتيال ضريبي جنائيتين مرتبطتين بشركة ترامب العقارية، ومديره المالي السابق، وكلاهما أدى نظر القاضي المذكور فيها إلى نتائج غير مواتية لشركات ترامب.
فقد أشرف هذا القاضي على قضية الاحتيال الضريبي ضد شركة ترامب ورئيسها المالي ألين ويسلبرغ.
وشارك ميرشان بشكل كبير في المفاوضات التي أدت إلى إقرار ويسلبرغ بالذنب عام 2022 بسبب الالتفاف على الضرائب على امتيازات الوظائف الكبيرة، بما في ذلك شقق مانهاتن والتعليم المدرسي.
وبموجب الصفقة، حكم على فايسلبرغ بالسجن لمدة 5 أشهر مقابل الموافقة على الشهادة ضد الشركة.
ولم يتهم ترامب نفسه بهذه القضية، ولكن عندما حان وقت المرافعات الختامية، سمح ميرشان للمدعين العامين بالادعاء بأن ترامب كان على علم بمناورات الغش الضريبي. وقال القاضي إنه يريد إبعاد السياسة عن المحاكمة التي أجراها بنبرة معتدلة ولطيفة إلى حد كبير.
وبشكل منفصل، فإن ستيف بانون، الخبير الإستراتيجي السابق بالبيت الأبيض في إدارة ترامب، كان أحد الذين واجهوا القاضي ميرشان.
ووصف بانون، المتهم بخداع المانحين الذين قدموا أموالا لبناء جدار حدودي جنوبي للولايات المتحدة، القضية بأنها "هراء" قبل أن يعفو عنه الرئيس السابق قبل ساعات من مغادرته البيت الأبيض رفقة عشرات آخرين.
المصدر : الجزيرة