برنامج انا أشارك
قطعت جامعة البلقاء التطبيقية اشواطا وخطوات رائدة وفاعلة وجادة في الوقت نفسه، بالتعاطي والتفاعل بجدية مع نهج الدولة الرسمي والمتثل بالسير قدما في سبيل الإصلاح السياسي وتاطير قيم الديمقراطية وجوهرها، بهدف تحقيق المزيد من الوعي السياسي وتاصيل مفهوم المواطنة وزيادة حجم المشاركة السياسية للشباب. اذ أن هذا العمل الوطني المسؤول بحاجة لمزيد من الإهتمام الشخصي والمؤسسي وتوفر روح المبادرة والوعي بقيمة تلك الممارسات الوطنية التي تنم عن انتماء حقيقي وفهم ووعي مهمين لاستراتيجيات الدولة ونظامها السياسي. وبرز هذا الإهتمام جليا وواضحا بحسن إدارة هذا الملف من قبل الهيئة المستقلة للانتخاب ممثلة برئيسها المعايطة وطاقم الهيئة التدريبي، ومؤسسات التعليم العالي المتعاونة مع الهيئة، وفي مقدمتها جامعة البلقاء التطبيقية ورئيسها الأستاذ الدكتور احمد العجلوني وعمدائه الأكارم. هذا الرجل الذي يصر على العمل بحماسة وبصمت وبشفافية ونزاهة مطلقتين منذ تسلمه رئاسة الجامعة. ورغم ثقل المهمة وتعدد المسؤوليات، وكذلك رغم قصر الفترة الزمنية التي قضاها في الجامعة منذ تسلمه مهامه وما زال ،فقد تمكن من انجاز الكثير وخاصة تلك المتعلقة بتطوير البيئة التدريسية والأنظمة المتعلقة بهم وخاصة نظام الترقيات وكذلك سعيه لتوفير اجواء مريحة للعمل لجميع من يعمل بها وكذلك للاداريين فيها . وبناء شراكات مع مؤسسات عالمية ومحلية كفيلة برفع سوية الجامعة واعضاء هيئة التدريس فيها. كما تمكن من حل كثير من الملفات العالقة يستحق من أجلها كل معاني الثناء والاحترام.
لقد تمكنت الدولة الأردنية من السير بنجاح في تحقيق خطوات سريعة وقفزات نوعية فيما يتعلق بفكرة التحديث السياسي للمؤسسات السياسية وتحسين هيكلتها، من خلال اصدار العديد من القوانين الناظمة لذلك التطور والتحديث وفي مقدمتها قانوني الانتخاب والأحزاب. وهذا يتطلب تجويد وتهيئة الشق الثاني والمكمل لتلك المعادلة السياسية وهو المواطن وهو جوهر وأساس العملية السياسية وخاصة الشباب والمراة. وهذا ما اولته الهيئة المستقلة للانتخاب جل اهتمامها، ولهذا وجدناها توقع اتفاقات شراكات مع العديد من مؤسسات التعليم العالي ومنها البلقاء التطبيقية (مؤخرا الشهر المنصرم ) . وتمثلت تلك الشراكة بتدريب الطلبة وتوعيتهم على المفاهيم السياسية الهامة للمرحلة القادمة والمتعلقة بضرورة الانخراط بالاحزاب السياسية وضرورة المساهمة فيها بهدف انجاحها، والأمر الثاني وهو آلية الانتخاب واهميته وتوعية الطلبة بان انتخابات المرحلة القادمة سيكون الشق الأكبر منها انتخاب على أسس حزبية. وأن الشباب جزءا هاما من تلك المعادلة. وهذا يعني ضرورة اشراكهم بهذا الملف لانهم جوهره. وهذا بحاجة لتشاركية فاعلة وجادة من الجامعات وتوفير البنية التحتية اللازمة لذلك وتهيئة المناخ المناسب.، وشحن همم الطلبة وتذليل كل الصعاب من أمامهم ومساعدتهم على الاسهام الفاعل بذلك. وهذا ما فعلته جامعة البلقاء التطبيقية من خلال برنامج (انا أشارك ) الذي تنفذه الهيئة المستقلة للانتخاب في رحاب جامعة البلقاء وكلياتها المنتشرة في كل ارجاء الوطن.. فشجعت الطلبة ووفرت لهم السبل لانجاح ذلك العمل الوطني.
وبحكم طبيعة عملنا وتدريسنا لمادة التربية الوطنية في الجامعة ، ومحاولتنا تلمس هموم الطلبة وتطلعاتهم السياسية على مستوى الوطن وتحفيزهم على الاهتمام بالعمل السياسي من خلال ادراكهم القيمة الحقيقية لوجود الاحزاب السياسية البرامجية الجديدة واهميتها مستقبلا، ومعرفة درجة تقبلهم لفكرة الأحزاب . وقد لاحظت ما كان مؤخرا من زيادة الوعي السياسي لدي بعض الطلبة خاصة بعد انخراط بعضهم ببرنامج (انا أشارك) التي تقدمه الهيئة المستقلة للانتخاب في كليات جامعة البلقاء التطبيقية ومنها كلية عمان الجامعية. وقدر لي أن احضر جانبا من ذلك العرض الطلابي العملي بدعوة من احدى طالباتي. حيث شاهدت بأم عيني محاكاة انتخابات حقيقية برلمانية او طلابية وبما تتضمنه من تعددية حزبية في الترشح للانتخابات على اساس القاىمة، وبيانات انتخابية وتمثيل للشباب والمراة على السواء. كما شاهدت ما يتعلمه الطلبة من انتخابات عبر احزاب سياسية وعبر شعارات مختلفة وسقوف عالي من الحرية في الطرح السياسي ، يثبت ان طلبتنا مؤهلون للعمل السياسي مستقبلا، ولكن الفكرة بحاجة لاستمرارية في العمل وبنفس النشاط والهمة، وشمولية لمعظم الطلبة مع تقديرنا العظيم لجهود الهيئة والجامعة في هذا العمل الوطني التوعوي بامتياز.
ما اود قوله أن (برنامج انا أشارك) المطبق في معظم الجامعات الحكومية ومنها جامعه البلقاء التطبيقية ، برنامج وطني سياسي توعوي وتفاعلي بامتياز، وسيأتي اكله قريبا ان شاء الله. ولعل اكثر ما لفت انتباهي في إحدى حفلات التخرج ومنها تلك التي أقيمت في كلية الزرقاء الجامعية التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية، حيث لوحظ الأثر الملموس والواضح على الطلبة والذي برز واضحا بتعبير احدى الطالبات المميزات في هذا البرنامج عن اعتزاز ها وافتخارها بهذا البرنامج و لكل من ساهم بادماجها بالحياة السياسية وفي مقدمتها جامعة البلقاء التطبيقية والهيئة المستقلة للانتخاب. وجاء ذلك في ختام حفل أقيم لهذه الغاية بعد أن انهت دورة (برنامج انا أشارك) .. واوجزت الطالبة ما اكتسبته من مهارات بقولها ".... في هذا البرنامج سمعت(بضم السين ) أصواتنا التي لم تكن تسمع ، وأن الشباب قوة كامنة يجب أن يستهان بها." . حيث حصلت كلية الزرقاء الجامعية على المرتبة الثانية بين الجامعات الأردنية فيما يتعلق بهذا البرنامج الوطني والريادي الذي يهدف لصقل شخصية الطلبة وتوعيتهم السياسية وجعلهم جزءا فاعلا في المرحلة القادمة من تطوير الحياة السياسية الأردنية..
يتضح لي(كأحد اعضاء هيئة التدريس بهذه الجامعة ) ، كما يتضح لكثير من المتابعين والمراقبين لنشاطات الجامعات مدى اسهامات جامعة البلقاء في توعية الطلبة بالحياة الحزبية الأردنية المستقبلية . ويمكن لنا ازاء هذا الشكل والنوع من التفاعل والتشاركية المتزايدة لجامعة البلقاء التطبيقية أن نفخر بهذه الجامعه قيادة وإدارة وطلبة على جهودهم الحثيثة بهذا الجانب الهام في حياة الطالب الجامعي، وفيما تقوم به من رفع
سوية المجتمع وانخراطه في الحياة السياسية . ولهذا نقول شكرا جامعة البلقاء التطبيقية. شكرا للهيئة المستقلة للانتخاب التي يحق لنا ان نعترف بدورها الفاعل في تطوير الحياة السياسية الأردنية . والتي توجة تفاعلها مع جامعة البلقاء التطبيقية مؤخرا بتوقيع اتفاقية شراكة لتدريب الطلبة على تلك البرامج الفاعلة لتوعيتهم سياسيا وحزبيا.