مسلسل "فلوجة" التونسي.. نجوم العمل المثير للجدل يتحدثون

حقق المسلسل التونسي "فلوجة" الذي يعرض في رمضان 2023، نسب مشاهدة غير مسبوقة، لجرأته في طرح وتناول قضايا المخدرات في الوسط التعليمي.

وقد حازت قناة الحوار التونسي منذ اليوم الأول من شهر رمضان على المرتبة الأولى في ترتيب القنوات التلفزيونية الأكثر مشاهدة، بنسبة تفوق 3 ملايين مشاهدة.

 ومنذ الحلقة الأولى أثار مسلسل "فلوجة"، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، وأقام محاميان دعوى قضائية تطالب بوقف بثه، ليتم فيما بعد رفض هذه القضية.

 
واحتوت الحلقة الأولى على مشاهد صادمة دفعت عدداً من المتفرجين إلى الدعوة إلى منع بث المسلسل، منها توزيع الأقراص المخدرة وبيعها للتلاميذ.

وفي مشهد آخر تطاول الطلاب على أستاذتهم بعد أن كتبوا على سيارتها شتائم بالإنجليزية.

وبثت القناة عملها الدرامي الذي يتناول بعض الظواهر والسلوكيات في المدارس على غرار ترويج المخدرات والعلاقات العاطفية بين المراهقين والانحراف والعنف، ودور رجال الأمن فيما يحصل في محيط المدارس، وعلاقة المراهقين بأولياء أمورهم، كما يعالج المسلسل ظاهرة التعصب الديني.

عنوان المسلسل مستوحى من اسم مدينة الفلوجة العراقية، لكنه لا يتناول أحداث الحرب في العراق، وإنّما يتناول حربا من نوع آخر تدور رحاها في المعاهد الثانوية المدرسية في تونس.

وقد عرض المسلسل مشاهد صادمة تدور في المعاهد الثانوية في تونس تتضمن مشاهد إدمان للمخدرات وفساد أخلاقي.



و"فلوجة" مسلسل مقتبس من السلسلة الإسبانية "elite" (النخبة)، التي عرضت على منصة "نتفليكس" العالمية.

وإن كان معنى "فلوجة" في اللغة هو الأرض الصالحة للزراعة حيث تتفلج تربتها حين يمسها ماء السماء عن خيرات الأرض، فإنها تتخذ معاني أخرى في المسلسل، إذ تُصور فضاءً يتفجر عن الفساد والانحراف وتصدع القيم والأخلاق.

مسلسل "فلوجة" من إخراج التونسية سوسن الجمني ومن بطولة نخبة من الممثلين التونسيين منهم محمد علي بن جمعة ومحمد مراد وشاكرة رماح وسارة التونسي وحسام الساحلي ونضال السعدي وفارس عبدالدايم ونعيمة الجاني، إضافة لوجوه جديدة منهم سارة الشريف ورحمة بن عيسى.



نجاح باهر
وعن نجاح المسلسل، علقت الممثلة الشابة سارة الشريف، التي جسدت دور "مرام" تلك التلميذة في المعهد الثانوي التي توفيت بسبب جرعة زائدة من المخدرات، قائلة إن قصة المسلسل وطريقة الإخراج والتمثيل جذبت المشاهدين.

وأكدت لـ"العين الإخبارية" أن "أجواء العمل كانت جيدة رغم أن التعامل كان مع ممثلين مخضرمين وكان لهم دور مهم في تأطير الممثلين الشباب".

وعبّرت عن إعجابها بتجربتها الجديدة في التمثيل، قائلةً إنها تمنت لو أن شخصيتها في المسلسل لم تمت رغم إقرارها بأهمية ذلك ضمن الحبكة الدرامية للمسلسل.

وتابعت: "وجودي على إنستغرام كمؤثرة لا يتعدى كونه هواية.. وشخصيتي في المسلسل تشبهني في جوانب كثيرة".

وأكملت: "توقعت ردود فعل عنيفة حول دوري في فلوجة وكنت مستعدة لذلك.. غير أن كل شيء تغير في الحلقات حيث نالت الشخصية إعجاب المشاهدين وتعاطفهم".

وتابعت: "الرسالة الأساسية التي وقع تمريرها عبر شخصية مرام هو ضرورة عدم إصدار الأحكام المسبقة بناء على المظاهر الخارجية".



من جهة أخرى، قالت الممثلة التونسية نعيمة الجاني إن المشاهدين تسرعوا في الحكم على المسلسل منذ البداية لكن بالوقت غير كثيرون رأيهم وأعجبوا بالعمل.

وأكدت لـ"العين الإخبارية"، أن أي عمل درامي يجب أن يثير الجدل وأن يحدث صدمة في مواضيع وقضايا اجتماعية من أجل تعرية الواقع.

وترى أن مشكلة التعليم في تونس مشكلة عميقة، موضحة: "تعليم لا ينبني على ركائز صحيحة يعني أنه لا يوجد غد زاهر".

والجاني تقمصت في المسلسل دور مديرة المعهد التي كانت في البداية غير مبالية لمشاكل التلاميذ ثم تغيرت شخصيتها نحو الحزم والجدية والتفهم وذلك بتطور الأحداث.

وتابعت: "أردت الحديث عن الشباب الذين مثلوا أدوار التلاميذ في المعهد، أبدعوا كلهم بدون استثناء وأن أفضل ممثل شاب هو فارس عبدالدايم الذي أبدع كثيرا".

وأكدت أن هؤلاء الشباب لم يدرسوا التمثيل ولم يمثلوا سابقا ولكن اشتغلوا بطريقة جيدة على الشخصيات التي تقمصوها.

وسبق أن وجّه الرئيس التونسي قيس سعيّد دعوة إلى وزارة الداخلية "بتسيير دوريات أمنية مستمرة أمام المدارس والمعاهد لحماية التلاميذ في محيطهم المدرسي".

وشدّد على "ضرورة مضاعفة المجهودات للقضاء على مروجي المخدرات على وجه الخصوص، لأن الغاية من الترويج ليست الربح المادي فقط بل أيضا ضرب المجتمع وتفكيكه، فمن انخرط في المؤامرة لتفكيك الدولة منخرط في هذه المؤامرة لتفكيك المجتمع”.