مغالطات فيصل الفايز الثلاث..كيف يقدم مسؤول رسمي اعترافا بالتفوق للعدو الصهيوني؟!!


فاجأنا رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز في احدى اللقاءات الرمضانية بتصريحات غاية في التناقض والغرابة والخطورة في ان معا ، فلقد قال الفايز - وهنا سألخص ما جاء في مداخلته واوجزها في محاور ثلاثة :
المحور الاول : تحدث فيه عن التحديات الداخلية وخلص فيها الى نتيجة : ان ملكنا قوي وجبهتنا الداخلية ضعيفة .
المحور الثاني : تحدث عن التجربة الحزبية الغضة ، وكيف انها ستحتاج الى ١٢ عاما لتصل الى حكومات برلمانية حزبية ..
المحور الثالث : تحدث بمنتهى الوضوح ان الاردن لا يقوى لوحده على مواجهة او مجابهة اسرائيل ..

المتحدث كما تعرفون هو رئيس مجلس الاعيان الاردني ،وقال ما قال on record في لقاء جمعه بالصحفيين والاعلاميين في سهرة رمضانية ،و لذلك يمكن بكل موضوعية مناقشة ما قاله ومحاسبته سياسيا عليه امام الرأي العام ..

اولا : نحن نعرف جيدا ان مصدر قوة الحاكم مستمدة بالاساس من تماسك جبهته الداخلية والتفافها حوله ورهانها عليه وعلى حكمه وقراراته وثقتها به وبنهجه و حكمته ورشده .. وبغير ذلك فانه لا قوة لحاكم بمعزل عن وضع قاعدةِ حكمِه وتماسك جبهته الداخلية وقوتها .. فاذا كانت جبهتنا الداخلية قوية فان الملك قوي ، والعكس بالعكس ..

ثانيا : ما قاله الفايز عن الاحزاب السياسية يدعو للاحباط الشديد ، واظنه قد عكس توجها داخل اروقة صناعة القرار ، فعلى الاحزاب ان تنتظر طويلا ، طويلا جدا ، ونظن ان هذا التيار في الدولة يتعامل مع موضوع الاحزاب على انه تكتيك ، يلجأون اليه لتجاوز الضغوط الداخلية والخارجية والالتفاف على دعوات الاصلاح السياسي الحقيقية ، بمشهد مركب ومحضر ومصمم ليختزل كل شئ بديكورات مصمته فارغة لن تقدم او تغير شيئا، وهذا ما عدنا نعرف اذا ما كان ينسجم مع التوجيهات الملكية او يتعارض معها جذريا ..

ثالثا: كيف يجرؤ مسؤول رسمي ان يقول على الملأ ان لا قبل لنا بدولة الاحتلال ، ونحن نعرف جيدا ان هذا غير صحيح، بالاضافة إلى أننا نعرف بأننا مستهدفون من قبل الاحتلال، هل يظن الفايز ان الدعم الغربي والترسانة العسكرية وحدهما كافيان لحسم الصراع في المنطقة ، اذا كان هذا صحيحا ، كيف انتصرنا في معركة الكرامة ، كيف انتصرت غزة ، كيف انتصرت لبنان ، كيف ينتصر الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة يوميا على هذه القوة الغاشمة؟!! ، الحرب دولة الرئيس هي صراع ارادات ، والقوة المادية واحدة من المدخلات المهمة فيها ، ولكنها ليست الحاسمة .. لن اطيل في الحديث عن معاني ودلالات هذا الموقف المستهجن ، ولكن على الاقل فكر قليلا قبل ان تعطي للعدو اعترافا واقرارا بتفوقه، رغم ان هذا غير واقعي ودقيق ..