فيلم "بنات ألفة" التونسي في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي

لأول مرة منذ 53 سنة، يشارك الفيلم التونسي "بنات ألفة" في المسابقة الرسمية من مهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورته 76.

الفيلم من بطولة هند صبري وإخراج وتأليف كوثر بن هنية، ومن إنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه، وتمّ تصويره في تونس العام الماضي.

و"بنات ألفة" عمل وثائقي روائي، يسلط الضوء على الفترة الممتدة من 2010 إلى 2020 بما تحمله من صراعات وتقلبات، حيث تنطلق الأحداث من قصة حقيقية لسيدة أربعينية تدعى "ألفة"، تصارع الفقر وتشهد سقوط بناتها في مستنقع الإرهاب والتطرف وهروبهن إلى ليبيا حيث انضممن إلى تنظيم داعش الإرهابي وانتهى بهن المطاف في السجن.

 
 
 

ويروي الفيلم، وهو من بطولة الممثلة هند صبري التي تلعب دور "ألفة" تتأرجح حياتها بين النور والعتمة، ويتصاعد المسار الدرامي للقصة باختفاء ابنتيها.

واعتمدت كوثر بن هنية في طرحها السينمائي على أداء ممثلات محترفات في مشاهد تصويرية وروائية بتصور جديد يجمع بين الأسلوب الوثائقي والدرامي لدفع عنصر التشويق في رحلة البحث عن الفتاتين.

ومن جهتها تقدمت وزارة الشؤون الثقافية التونسية في بيان لها بالتهنئة لفريق العمل، على هذا الترشح الهامّ، متمنية مزيدا من التوفيق حتى ينال تتويجا في مهرجان "كان" وفي بقية مشاركاته القادمة.

وقد أعربت النجمة هند صبري عن سعادتها باختيار إدارة مهرجان كان السينمائي الدولي للفيلم التونسي "بنات ألفة"، للتنافس على 'السعفة الذهبية' في المسابقة الرسمية لمهرجان كان في دورته الـ76 والمقرر انطلاقه في الفترة من 16 إلى 27 مايو المقبل.

وكتبت في تدوينة عبر حسابها على إنستغرام: "فخورة وسعيدة باختيار الفيلم التونسي الذي أشارك فيه (بنات ألفة) بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان، أهم مسابقة في العالم.. الفيلم إخراج كوثر بن هنية وإنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه.. يوم جميل ومهم في تاريخ السينما التونسية والعربية".

وتعتبر أول مشاركة لهند صبري، في مهرجان كان، عام 1994 عبر تجربتها السينمائية الأولى فيلم "صمت القصور" لمفيدة التلاتلي وحصل العمل على جائزة "الكاميرا الذهبية".

حدث وطني مهم

وصرح منتج الفيلم الحبيب عطية بأن هذا العمل هو إنتاج مشترك بين تونس وفرنسا وألمانيا والسعودية.

وعبر -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- عن سعادته باختيار فيلمه في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة المتنافسة على جائزة "السعفة الذهبية" في مهرجان "كان" الدولي السينمائي.

وأكد أن هذا الاختيار يعد حدثا سينمائيا وطنيا مهما، حيث لم يقع اختيار أعمال تونسية في هذه المسابقة منذ سنة 1970 حين تنافس فيلم "حكاية في غاية البساطة" للمخرج الراحل عبداللطيف بن عمار ضمن مهرجان "كان" في مسابقة الإفلام الطويلة.

وتابع: "تعاملت سابقا مع كوثر بن هنية وأدعم كل خياراتها، فقد أنتجت لها معظم أفلامها، منها: الشلاط، وزينب تكره الثلج المتوج بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية لسنة 2017، وعلى كف العفريت الذي سبق أن شارك في مسابقة نظرة ما بمهرجان كان، وكذلك الرجل الذي باع ظهره الذي يعتبر أول فيلم تونسي يرشح للقائمة القصيرة للأوسكار عام 2021".

وأكد: "نحن سعداء باختيار مشروعنا من بين أكثر من ألفي فيلم أجنبي.. والسينما دائما تمنح تونس ذاك الإشعاع القوي واللافت".

وتعد هذه المرة الأولى التي تنافس فيها كوثر بن هنية ضمن مسابقة مهرجان كان، لكنها استطاعت تحقيق إنجاز سابق للسينما التونسية عندما وصلت من خلال فيلم "الرجل الذي باع ظهره" للقائمة النهائية لترشيحات جائزة أوسكار عن أفضل فيلم دولي عام 2021.

وتروي أحداث ذلك الفيلم معاناة اللاجئين السوريين منذ خروجهم من بلادهم وخلال رحلة بعضهم في اللجوء إلى أوروبا، وحتى بعد الوصول. ويلعب دور البطولة فيه الممثلان السوريان يحيى مهايني وديا إليان.