بعد فشل إجلائه.. جثمان طالب سوداني يوارى بساحة جامعته وتفاعل لافت مع قصته (فيديو)
تصدّر اسم الطالب السوداني خالد عبد المنعم مواقع التواصل، إثر مقتله بطلق ناري في منطقة الصدر، بعد فشل محاولات إجلائه مع آخرين بالقرب من كلية الآداب جامعة الخرطوم، أول أمس الأحد. وقضى خالد، الذي يُعرف بين زملائه باسم "الطقيّع” نسبة إلى مسقط رأسه بقرية الطقيع بريف مدينة المناقل وسط السودان، إثر اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وكانت "رابطة كلية الآداب” قد أعلنت الأحد مقتل الطالب إثر طلق ناري بالصدر، قبل أن تعلن الاثنين مواراة جثمانه بساحة أحد مباني الكلية، وقالت في منشور عبر فيسبوك: "اللهم صبّر ذويه وصبّرنا، واربط على قلوبهم وقلوبنا”. وذكر ناشطون أن جثمان خالد سيوارى في الجزء الشرقي من الجامعة، بعد أخذ الجامعة الإذن من أسرته، في ظل حديثهم عن حبه للجامعة وتأثره بها أيام دراسته. وخلال الساعات الأخيرة، وثق طلاب بجامعة الخرطوم في مقطع فيديو عبر فيسبوك، تكدس عشرات الطلاب منذ يومين بقبو مكتبة كلية الهندسة بجامعة الخرطوم، التي تقع قرب القيادة العامة للجيش السوداني حيث يجري تبادل إطلاق النار منذ أربعة أيام. وفي نداء استغاثة، ناشدت رابطة الآداب جميع المنظمات الإنسانية وفرق الإنقاذ والطوارئ والكوارث والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية بالسودان، التدخل والإسراع بإيصال المساعدات لإجلاء الطلاب والعاملين العالقين، ومن بينهم جثمان الشاب. ويبلغ العدد الكلي للعالقين 89 شخصًا بينهم 50 طالبًا نفدت مؤنهم و5 طالبات وامرأتان كبيرتان في السن، فضلًا عن 6 أساتذة و20 عاملًا و6 آخرين، وفق إحصائية رسمية لرابطة كلية الأداب. وأطلق ناشطون حملة إلكترونية عبر المنصات السودانية، تحمل وسم "إجلاء طلاب جامعة الخرطوم”، في ظل نداءات استغاثة خوفًا من نفاد الاحتياجات الأساسية للعالقين، وخطر فقدان حياة آخرين إثر الاشتباكات. وتداول رواد المنصات في السودان صورة أظهرت جثمان الشاب "عبد المنعم” بعد أن وريت بإحدى ساحات الكلية في مشهد مؤثر، بينما نعاه زملاؤه بكلمات مؤثرة عبر حساباتهم بمواقع التواصل. وعبر الوسم المتداول، قالت المدونة محاسن نجم الدين: "الشهيد طالب الآداب خالد هيتم دفنه في الجامعة، ما في أوجع من الجامعة اللي كان يبني فيها مستقبله تتحول إلى مقبرته، حسبي الله ونعم الوكيل”. أما الكاتب السوداني علي وديدي فنعاه بكلمات مؤثرة، ذكر فيها: "كان خفيفًا على القلوب، نقي الروح والسريرة، مُحبًّا وبارًّا لجامعة الخرطوم، فلهذا ذهب منها شهيدًا يعانقه مصحفه، كان إنسانًا بسيطًا وجميلًا، وخبر استشهاده صدمة”. وعلّق صانع المحتوى يوسف السمندل بالقول: "هذه مأساة إنسانية كبرى تتحملها الحكومة والأطراف المتنازعة، حيث لا توجد فرق إنقاذ ولا سيارات إسعاف ولا مسارات إنسانية آمنة، ولا سماح لمنظمات الإنقاذ والطوارئ الداخلية والدولية بالعمل، ما نحن فيه وضع إنساني صعب لا يوجد حتى في أصعب حروب العالم من حولنا”. ويواجه عشرات المدنيين بينهم أطفال أوضاعًا إنسانية قاسية في وسط العاصمة الخرطوم، بعد أن وجدوا أنفسهم في مرمى نيران الاشتباكات العنيفة التي تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول عدد من المواقع الاستراتيجية.