السودان.. الى اين؟
يتمتع السودان بموقع استراتيجي هام في القرن الافريقي حيث يمتد من هناك الى وسط القارة الافريقية. يحتوي السودان على موارد استراتيحية وفيرة من الزراعة الى المعادن والتي اهمها الذهب، حيث تختزن جباله واوديته على حوالي خمسة بالمائة من احتياطيات الذهب في العالم، هذا بالاضافة الى الثروة المائية الهائلة حيث يخترقه نهر النيل بنيليه الابيض والازرق.
وللدلالة على اهمية هذا البلد يتوجب معرفة حجم السفارة الامريكية في الخرطوم، حيث تعد الاكبر والاضخم في افريقيا، وكانت تلك السفارة المحرك الاول لكل المؤمرات التي ادت الى تقسيم السودان الى دولتين مستقلتين عندما تم اقتطاع جنوب البلاد لاقامة دولة جنوب السودان التي تحتوي في ارضها على كافة منابع النفط السوادنية.
من وجهة النظر الامريكية الاسرائيلية لا زال السودان الحالي بعد اقتطاع جنوبه، لا زال دولة عربية لديها من الموارد والخصائص السكانية ما يؤهلها لتشكل تهديدا كبيرا للمخططات الامريكية الاسرائيلية في المنطقة مستقبلا اذا ما اعتدل حال البلد وخرجت من حالة الفوضى القائمة، لذلك لا بد من تقسيمها الى دولتين واحدة في الغرب والجنوب واخرى في الشمال والشرق السوداني. وهذا بالضبط ما يجري الان حيث تحول الصراع الصامت بين حميدتي (الذي لتف حوله غرب وجنوب البلاد والبرهان الذي يعتبر مناطق الشمال والشرق بيئته الحاضنة. .
وتشير معطيات الموقف العسكري بين الطرفين ان لا تقدم لاي طرف على الاخر في المعارك خاصة في منطقة الخرطوم مما يعني ان الية الصراع اصبحت ثابته وان اي من الطرفين غير قادر على حسم المعارك لصالحة، وهي الوصفة المثالية لتعمق الصراع العسكري وامتداده الى بقية مناطق البلاد.
لذلك من المتوقع ان تستمر الحرب بين طرفيها وان تتوسع وتمتد الى الغرب والشرق، عندها تنهض شهية القوى الاقليمية والدولية للتدخل في الصراع الدائر عندها يتحول الى حرب اهلية على اوسع نطاق وسيكون في طليعة المتدخلين اسرائيل والاطراف الدولية والعربية المساندة لها.
وفي نهاية المطاف ستتجمع الاحداث والمعطيات في مسار وحيد يقود حتما مع الاسف الى تفتيت البلاد مرة اخرى الى دولتين الاولى في غرب وجنوب السودان والثانية في شماله وشرقه..
وطبعا سيكون لكل طرف دولته التابعة الى احد الاطراف الدولية المؤثرة مدعومة كالمعتاد باطراف عربية تابعة لها..
qatamin8@hotmail.com
* الكاتباكاديمي وكاتب اردني