نور الشريف.. عاشق الكرة المعارض لطريقة "غوارديولا"

بعقلية ناقدة، لُقب الفنان المصري نور الشريف بـ"الفنان المفكر"، فكان دائم التحليل، ولم يقبل أي شيء على علته، سواء في الفن أو كرة القدم.

في بداية حياته المهنية، عاش نور الشريف فترة مرتبكة، حين انقسم قلبه بين حب الكرة ومشروعه الرياضي المتوّج باللعب بين ناشئي الزمالك، وبين الرغبة في التمثيل.

 وحسم القدر هذا التردد، وتعرض "الشريف" لإصابة بالغة في قدمه، ولازم الفراش 3 أشهر، وكانت مدة كفيلة بتغيير ميوله وقناعاته، ليبدأ رحلة البحث عن جينات الممثل الكامنة.

وتخرج نور الشريف في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967، وأوقعته الصدفة مع الفنان المسرحي سعد أردش الذي رشحه للمشاركة في مسرحيات مثل "الشوارع الخلفية" و"روميو وجولييت".

ورغم نجاحاته الكبيرة في الفن وحصوله على عديد من الألقاب والجوائز، لم تخرج كرة القدم من رأس نور الشريف، وكانت حاضرة دائمًا في معظم أحاديثه التلفزيونية، وكان له رأي في تطوير الكرة المصرية.

ويكشف الظهور الإعلامي لـ"الشريف" عن آرائه في عالم الساحرة المستديرة، ففي أحد اللقاءات أبدى استياءه من طريقة لعب بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، حين كان مدربًا لبرشلونة الإسباني.

نور الشريف والزمالك

تحدث نور الشريف عن علاقته بنادي الزمالك، وقال في لقاء سابق على شاشة "الريان" القطرية عام 1978: "كنت شبلًا في الزمالك، وزاملت في دفعتي حمادة إمام ونبيل نصير والجوهري الكبير، وكنت متحمسًا للغاية للنادي، حتى بعد تركي للزمالك والانتقال إلى معهد التمثيل".

وأقر "الشريف" بأنه لم يكن يرى في نفسه مشروع لاعب كبير، ولكنه يقول: "ظللت مشجعا لكرة القدم بحماس كبير، واكتشفت أن اللاعبين لا يشعرون بالجماهير، اللاعب يبحث عن مصلحته الشخصية فقط، والروح في الزمن الماضي كانت أكبر، حين كان اللاعبون يبكون عند الخسارة".

وعن الفترة التي ترك فيها الملاعب وقرر الالتحاق بمعهد التمثيل عام 1962، يقول "الشريف": "كان عليّ الاختيار بين الكرة والفن، وشعرت حينها أني لن أصبح لاعبا فذا"، وأشار إلى ذكرياته الكروية في حي السيدة زينب: "كان فريقنا معروفا بفريق المؤلفين، لأننا كنا نحب تأليف مهارة أو مراوغة جديدة".


 

إصلاح الكرة المصرية

في حوار خاص جمعه مع الفنان يونس شلبي في نهاية الثمانينيات، قدّم نور الشريف مقترحًا لإصلاح وتطوير مستوى كرة القدم المصرية، قائلًا: "حال الكرة المصرية لن ينصلح إلا في وجود نظام احترافي متكامل، وسيادة مبدأ الثواب والعقاب، ومظلة تأمين للاعبين، وغياب هذه المظلة تسبب في إصابة لاعبين مثل محمود الخطيب وعلي أبوجريشة بما حدّ من قدرتهم على الالتحامات".

وقاطع "الشريف" الكرة المصرية في أعقاب كأس العالم 1978 في الأرجنتين، وقال في أحد لقاءاته: "بعد مشاهدتي لكأس العالم 1978 شعرت أنني أمام ماكينات حقيقية، قدرة فوق الطاقة البشرية ولعب محكم وذهن مستيقظ دون الاعتماد على المراوغة مثل لاعبينا، ومن ثم قررت عدم مشاهدة كرة القدم المصرية مجددًا".

 

نور الشريف وبيب غوارديولا

وفي لقاء آخ كشف نور الشريف عن تفضيله لمشاهدة الدوريات الأجنبية، قائلًا: "لا أشاهد إلا مباريات كرة القدم الأوروبية، وأحب تشيلسي ومانشستر يونايتد في إنجلترا، وريال مدريد في إسبانيار، وبايرن ميونخ في ألمانيا، كما أحب يوفنتوس وروما وأودينيزي في إيطاليا".

وكان لـ"الشريف" رأي شديد القسوة في بيب غوارديولا، وقال في حوار مع صحيفة "أخبار اليوم" المصرية إن خطته مع برشلونة تعتمد على كثرة التمريرات بطريقة تبعث على الملل، كما توقع حينها انهيار فريق برشلونة، قائلًا: "فريق مستفز، أنتظر اللحظة التراجيدية التي سينهار فيها، وأتوقع أن يحدث هذا في غضون 3 سنوات".