"مصطفى".. طفلٌ شهيدٌ يلحق أشقّاءه الستة

شيّع أهالي بيت لحم جثمان الشهيد الطفل مصطفى عامر صباح (16 عاماً) من بلدة تقوع، قبل مواراته الثرى في مقبرة البلدة إلى جوار شقيقه وأخواته الخمسة الذين توفوا إثر أمراض مسنعصية.

والطفل مصطفى سلم من المرض ونال منه رصاص الاحتلال، ليفرغ منزل والده من أبنائه السبعة إلا شقيقه الأصغر الذي يعاني من ذات المرض الذي أودى بحياة شقيقاته.

يقول عامر صباح والد الشهيد في حديث ، إن مصطفى كان من تبقى له من أبنائه يستند عليه ويستأنس به بعد فقده 6 من إخوانه بسبب المرض واعتقال آخر منذ عام ونصف دون محاكمة، وشقيقه الأصغر الذي يعاني من إعاقة ويحتاج إلى رعاية صحية خاصة.

وروى صباح باكياً عن ذكراه الأخيرة مع نجله، بعدما أدّى صلاة الجمعة بجانبه وطلب منه البقاء في المنزل حتى عودته مع شقيقه الأصغر من المستشفى للذهاب معاً برفقة جدته في رحلة إلى البرِّية.

وأضاف: "منذ اللحظة الأولى لمعرفتي بالمواجهات كنت متيقناً أن مصطفى تقدم صفوف الشبان كعادته".

لكن دقائق قليلة مرت على صوت إطلاق النار قبل أن تصل مكالمة هاتفية لوالده لإبلاغه بإصابة مصطفى بجروح حرجة، ومع وصول الأب لمستوصف البلدة لفظ الإبن أنفاسه الأخيرة وارتقى شهيداً.

وأفاد الوالد المكلوم أن نجله عانى خلال الأشهر الستة الأخيرة قبل ارتقائه من انتهاكات الاحتلال واعتداءاته، موضحاً أن قوات الاحتلال اعتقلته لمدة شهر قبل الإفراج عنه بكفالة مالية.

وسابقًا، اعتدى عليه جنود الاحتلال بعد رفضه الركوع لمجندة عنّفته واعتدت عليه أثناء جلوسه بجوار المنزل، وعلى إثرها احتجز 24 ساعة داخل برج الاحتلال العسكري.

وقال صباح إن آخر اعتداءات الاحتلال كانت بعد الاشتباه بإطلاقه النار على مجندة أثناء لعبه ببندقية خشبية مع أصدقائه في الشارع، مضيفاً أن عشرات الجنود اقتحموا البلدة وحاصروا المنزل لاعتقال طفل كان يلهو ببندقية بجوار منزله.

وبيّن "أن نحو 30 جندياً نصبوا كميناً لمصطفى أثناء عودته من منزل جده ولم يفلحوا في اعتقاله، ما دفعهم لاقتحام المنزل وتهديدي بالاعتقال والتصفية، قبل عودته رافعاً رأسه لتسليم نفسه خشية أن يصيبنا جنود الاحتلال بأي أذى".

وأشار إلى أن قوات الاحتلال لاحقت نجله وحاولت إعدامه في سابقة، مؤكداً أن جنود الاحتلال استهدفوه بالرصاص فور وصوله لمكان المواجهات ولم يكن مشاركاً بها بعد.

وقال: "كان مصطفى شجاعاً رغم صغر سنه ومتأثراً بالمقاومين في جنين ونابلس ويكثر الحديث عن الشهداء وعوائلهم".

وأفاد مدير بلدية تقوع تيسير أبو مفرح لوكالة "صفا"، أن قوات الاحتلال أعدمت الطفل مصطفى وأطلقت عليه رصاصًا محرمًا دوليًا على بعد 50 مترًا فقط.

وبيّن أن قوات الاحتلال تقدمت مسافة طويلة عن مكان المواجهات اليومية المعتادة نحو الشبان المتواجدين في خربة تقوع الأثرية وأطلقت تجاههم الرصاص وقنابل الغاز والصوت.

وأشار إلى استياء أهالي البلدة من استهداف قوات الاحتلال للأطفال بشكل ملحوظ ومتزايد في الآونة الأخيرة، موضحاً أن جنود الاحتلال يستهدفون الأطفال وطلبة المدارس يومياً أثناء ذهابهم وعودتهم من مدارسهم.

ولفت أبو مفرح إلى أن البلدة محاصرة بحواجز الاحتلال ونقاطه العسكرية، مبيّناً أن البوابة الغربية مغلقة منذ أربعة أشهر من قبل الاحتلال.