“أريد أبي حيا”.. حملة رقمية لنصرة وليد دقة والأسرى المرضى في سجون الاحتلال

من خلف القضبان، أطلق أسرى سجن "نفحة” الإسرائيلي حملة لنصرة الأسرى المرضى، وعلى رأسهم الأسير وليد دقة المصاب بسرطان نادر في نخاع العظم، تحمل شعار "إن لم تنقذونا فالموت خيارنا الوحيد”.

كما نظمت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أمام الصليب الأحمر في غزة دعمًا للمعتقلين إدرايًا والمرضى في سجون الاحتلال.

 

 
 
 
 

ودعا الأسرى في بيان مقتضب، إلى البدء بحملات رقمية وميدانية كلٌ في موقعه وضمن صلاحياته، وذلك انطلاقًا من رفضنا لاستمرار الصمت أمام ظلم المحتل وقهر الموت الذي ينهش بأجسادنا ويسرق أرواحنا تباعًا.

ودعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (فلسطينية رسمية)، كافة المؤسسات العاملة في مجال الأسرى، ووسائل الإعلام والصحفيين وناشطي منصات التواصل وكافة أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والمهجر، للمشاركة الفاعلة في إطلاق حملة التغريدات الإلكترونية نصرةً للأسير القائد المفكر وليد الدقة والأسرى المرضى داخل السجون.

وقالت الهيئة في بيان لها اليوم الاثنين، إنه "يتوجب علينا أن نوصل آلام الأسرى ومعاناتهم لجميع المحافل الدولية، وذلك من خلال استخدام كل الشعارات والهاشتاغات (الوسوم)، التي تفضح وتعري سياسة الاحتلال الإجرامية”.

وأضافت الهيئة أنه يجب علينا استغلال كل المساحات على مواقع التواصل الاجتماعي وبكل اللغات لمخاطبة أكبر عدد من الجماهير الدولية، مع ضرورة متابعة الردود والتعليقات وذلك بهدف الشرح والتوضيح والرد على الاستفسارات والأسئلة المطروحة.

وختمت بيانها مناشدة "لنعلي صوت من تَبقى.. كونوا صوتهم”، ونقلت عن طفلته "ميلاد” قولها "أريد أبي حيًّا”. وأرفقت منشوراتها بوسم (#أنقذوا_حياة_الأسير_وليد_دقة) ووسوم بالإنجليزية والفرنسية 

وتمكنت زوجة الأسير وطفلته "ميلاد” من زيارته، الخميس قبل الماضي، في مستشفى برزلاي العسكري في عسقلان، بعد مماطلة دامت أكثر من أسبوعين. وأكدت الزوجة أنه يعاني من صعوبة في النطق، وأنه بحاجة إلى مراقبة طبية ورعاية متواصلة على مدار الساعة، نظرًا لما أصابه من هزال وفقدان للوزن.

وفي بيان سابق، حذرت الهيئة ونادي الأسير من أن الوضع الصحي للأسير دقة دخل مرحلة الخطر الشديد وأنه بحاجة إلى رعاية صحية حثيثة.

وفي ديسمبر/ كانون الأول، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين نقلًا عن محاميها كريم عجوة، بأن الأسير زكريا الزبيدي عضو المجلس الثوري لحركة "فتح”، قدّم طلبًا مستعجلًا إلى إدارة سجون الاحتلال للتبرع بنخاعه العظمي للأسير دقة.

وبرز وليد دقة على مدار سنوات أسره الطويلة مناضلًا سياسيًا وكاتبًا متميزًا ومثقفًا ومفكرًا وقائدًا محنّكًا ومؤثرًا، وإنه يُعتبر أحد أبرز مفكري ومثقفي الحركة الأسيرة، وواحدًا من أبرز الأسرى الذين أبدعوا في كتاباتهم عن الحالة الفلسطينية.

وفي 25 مارس/ آذار 1986، اعتقلت سلطات الاحتلال وليد دقة (60 عامًا) بتهمة الانتماء إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانتسابه إلى خلية فدائية عملت بهدف تحرير أسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى حيازة أسلحة ومتفجرات بطريقة غير قانونية (بحسب التصنيف الإسرائيلي) واتهامه بالقيام بأعمال فدائية داخل الخط الأخضر.

حُكم عليه بالسجن المؤبد (مدى الحياة) في البداية، ولاحقًا، تم تحديده سنة 2012 بالسجن 37 عامًا، أمضاها كاملة. وفي سنة 2018، أصدرت المحكمة المركزية في بئر السبع قرارًا يقضي بإضافة سنتين إضافيتين إلى حُكم الأسير وليد دقة، بادّعاء ضلوعه في إدخال هواتف نقالة إلى الأسرى، وهو ما يعني تأجيل الإفراج عنه إلى سنة 2025.

وتعرّض وليد خلال فترة سجنه لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، ولأشكال كثيرة من القهر والحرمان والتمييز العنصري، وتنقّل خلال سنوات سجنه الطويلة بين جدران سجون متعددة، إلا أنه على الرغم من كل ذلك بقي مناضلًا عنيدًا، بحسب مقال نشره نادي الأسير.

وواصل وليد دقة تعليمه وزيادة معارفه العلمية، فأنهى دراسته الجامعية في السجن، وحصل على درجة الماجستير في الديمقراطية السياسية، من خلال الانتساب عن بُعد إلى الجامعة العبرية المفتوحة، الذي يعدّ أحد إنجازات إضراب 1992، قبل أن توقفه إدارة السجون، ولكن الوعي والتأثير الفكري -كما يقول وليد- تصنعه أطر أوسع من الجامعة، أو المدرسة والأسرة.

وخلال عام 1999، ارتبط بزوجته سناء سلامة، ورُزق منها عام 2020 بطفلة سمّاها "ميلاد” عبر النطف المحررة.

وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره: "الزمن الموازي”، و”يوميات المقاومة في مخيم جنين”، و”صهر الوعي”، و”حكاية سرّ الزيت”.

المصدر:الجزيرة مباشر+مواقع التواصل