شعلة "هبة الكرامة".. فلسطينيو الداخل يختارون اللد لإحياء ذكراها غدًا
تُنظم في مدينة اللد بالداخل الفلسطيني المحتل يوم غدٍ الجمعة، مظاهرة ومسيرة قطرية إحياء للذكرى السنوية الثانية لهبة الكرامة التي اندلعت في أيار/ مايو 2021.
وتُعد اللد شعلة وأيقونة هبة الكرامة، كونها المدينة الأكثر أحداثًا واشتعالًا طوال أيام الهبة، التي اندلعت دفاعًا عن المسجد الأقصى وضد العدوان على قطاع غزة.
ويتزامن إحياء هذه الهبة مع عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، ارتقى فيه حتى صباح اليوم الخميس، 25 شهيدًا، فيما أصيب العشرات ودُمرت منازل ومنشآت.
واختارت الجماهير الفلسطينية ممثلة بفعالياتها الرسمية والشعبية، مدينة اللد لإحياء ذكرى الهبة، بدعوة من لجنة المتابعة العليا واللجنة الشعبية، واللتيْن دعتا إلى المشاركة الحاشدة تحت شعار "الدولة تستبيح قتل أبنائها".
وانطلقت شرارة الأحداث في المدينة بمواجهات عنيفة بـ10 مايو، واستشهد خلالها الشاب موسى حسونة برصاص أحد المستوطنين، كما استشهد الشاب محمد كيوان برصاص شرطة الاحتلال، فيما أصيب العشرات، واعتقل المئات.
ومنذ هبتهم يواجه الفلسطينيون في اللد، أخطر مخطط إسرائيلي لتهجير أهم معالم المدينة من حيث السكان والمقدسات والآثار، والذي عادت المؤسسة الإسرائيلية عبر أيديها في المدينة ممثلة برئيس بلدية الاحتلال وأعضاء البيت اليهودي، لمحاولة تمريره.
ويأتي اشتداد مخططات التهجير والملاحقة في اللد، عقب صدمة المستوى الأمني والسياسي، من موقف أهل المدينة، وهبتهم ضد المستوطنين ووقفتهم مع أهل القدس وغزة خلال معركة "سيف القدس" في العاشر من مايو عام2021.
ويُشكل الفلسطينيون ما نسبته 30% من سكان اللد، وهي تواجه بكل قوتها، استيطان اليهود على 70% من أرضها، لذلك سرعان ما تشتعل المدينة بالأحداث في كل المحطات في النضال الفلسطيني، ومن بينها مسيرة الأعلام للمستوطنين، والتي من المزمع أن يتم تنظيمها خلال الأيام المقبلة.
وتنطلق مسيرة إحياء هبة الكرامة، بعد صلاة الجمعة عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً من ساحة المسجد العمري في اللد.
وحسب اللجنة الشعبية في المدينة، فإن إحياء الذكرى باللد، يأتي تكريمًا لشهدائها الذين ارتقوا في الهبة، ناهيك عن الشبان الذين جرى اعتقالهم، إذ إن اللد وحدها اعتقل الاحتلال منها أكثر من 400 شاب في أعقاب هبة الكرامة.
وشددت على أن العشرات من الشبان ما زالوا يدفعون ضريبة الدفاع عن مدينتهم، عبر المحاكمات والإبعاد والغرامات الكبيرة، في خطوة انتقامية من المنظومة الإسرائيلية، على موقفهم في الهبة.
وكانت نيابة الاحتلال أغلقت ملفي الشهيدين حسونة وكيوان، بعد أسابيع من ارتقائهما، ودون أن يتم توجه أي تهم إلى قتلتهم من المستوطنين وعناصر شرطة الاحتلال.