العدالة الأمريكية القائمة عَلَى لون العيون وَالبَشَرَة

كتب  د. مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ - فِي كل مَرَّة يَحْصل فِيهِا عدوان عَلَى الشعب الفلسطيني نكتشف أن المنظمات الدَّوَلِيَّة تفشل فِي وقف العدوان، وَفِي محاسبة دَوْلَة الاحتلال عَلَى مخالفتها للقانون الدَّوْلي، وَكَمَا أن هُنَاكَ مُحَاوَلات جادة لإيقاف سيطرة الدولار فِي العالم، وإخراج العالم كُلهُ من تَحْتَ عباءة أمريكا وورقها الأخضر، فَلا بد من الوُصُوْل إلى مؤسسات دولية جَديدَة قائِمَة عَلَى العدالة، والإنسانية، بَعَيدًا عَن معايير مَصَالِح أمريكا وَدَوْلَة الاحتلال، فقتل الأبرياء هُوَ قتل بغض النظر عَن المقتول، ولا يُمْكِنُ وَنَحْنُ نعيش فِي القرن الحادي وَالعِشْرين أن يسكت العالم المتحضر عَن جرائم الاحتلال، بَلْ ويقبل بوجود دَوْلَة احتلال بغيض تمارس الفَصْل العنصري، وكل أشكال الإجرام، وَعِنْدَ قتل طِفْل فلسطيني يتلعثم الناطقون باسم الخَارِجِيَّة الأمريكية والأوروبية ويلفون ويدورون كَيْ لا يدينون الأمر، ولا يسمونه باسمه، وَعِنْدَ قتل جندي إسرائيلي يتباكون، ويحولون الأمر إلى فلم هندي، ويمطروننا بِالحَديثِ عَن حُقُوق الإنسان، وتقبل الآخر، والحرية.

لَنْ أتحدث عَن أمريكا وفشلها الأخلاقي، فَهذا كَلام مكرور، وَلَكِنَّنَا نتحدث عَن الأمل فِي وُجُود عدالة دولية حقيقية تراعي حُقُوق الإنسان بغض النظر عَن أصله وفصله ودينه ولون بشرته، فما دامت دول مجموعة "بريكس" (BRICS) تعمل عَلَى محاربة الأحادية الاقتصادية الأمريكية، فيجب أن تبحث دول العالم عَن مَحْكَمَة جنائية دولية تحكم بالعدل، لا بمصالح الدُّوَل الكُبْرى وَعَلَى رأسها أمريكا، ونرجو من الأخوة الأمريكان عدم إرسال ببغاواتهم لِتَعليمِ العالم الديمقراطية وَحُقُوق الإنسان وتقبل الآخر، وعدم إضاعة أموال دافع الضرائب الأمريكي عَلَيْهَا، بَلْ يَجِبُ توجيه مثل هَذَا التمويل، وَهَذِهِ الجهود لِتَعليمِ الحُكومَة الأمريكية نفسها أن حُقُوق الإنسان لا تتجزأ، وأنه ليْسَ هُنَاكَ أبيض أوْ أسود أوْ أحمر عِنْدَمَا يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، وأن القتل مدان مهما كانَ لون عُيون القاتل، ولون بشرة المقتول.

وطوبى لَكُمْ يَا أهل فِلِسْطِين يَا من واجهتم خِلال أكثر من قرن من الزمن أعتى قُوَّة باغية فِي التاريخ، مدعومة من قوى كَلامها المعسول لِيْل نَهَار عَن حُقُوق الإنسان، والحرية، والديمقراطية، وباطنها دعم القتل والتشريد للإنسان غير الأبيض، وَالبَحْث عَن المصالح الذَّاتِيَّة، ثمَّ تطويع كل شَيء من أجلها.