على اعتاب كارثة اقتصادية عالمية..
اقترب( التاريخ إكس) وهو الموعد الذي ستتخلف فيه الولايات المتحدة الامريكية عن سداد ديونها ودفع المستحقات التي عليها بعد ان استنفدت وزارة الخزانة الأميركية كامل السيولة المتاحة لديها ولا بد الان من إقرار الكونغرس الأمريكي مشروع قانون سقف الدين والذي لا زال الجمهوريون يرفضون اقراره وهذا من شأنه ان يدفع أمريكا للتخلف عن سداد التزاماتها ولأول مرة في التاريخ للمستثمرين في السندات الامريكية وعدم قدرة الحكومة على دفع النفقات والرواتب والخدمات الاجتماعية والصحية.
بداية شهر حزيران يونيو القادم الموعد المحتمل لأكبر كارثة إقتصادية عالمية قد تطيح بأسواق الأسهم وتفقد الثقة بالدولار الأمريكي وتدخل البنوك بأزمة وترفع أسعار الفائدة وفقدان ملايين الوظائف وارتفاع الدين القومي وتعمق حالة الركود التي يعيشها الاقتصاد العالمي الذي يعاني من أزمات متتالية هذا اذا لم يتفق الكونغرس خلال الأيام القادمة كما جرى في ٧٨ مرة سابقة على رفع سقف الدين بما مقداره ١،٥ تريليون دولار إضافية بعد ان وصل قيمة الدين الأمريكي٣١،٤ تريليون دولار مع بداية العام ٢٠٢٣ .
الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس سيدفع ثمنه العالم بأسره الذي يعتمد على الدولار كأكبر احتياطي للعمله في العالم حيث يستحوذ على اكثر من ٦٠٪ من احتياطيات النقد الأجنبي في العالم ويشكل العملة الأكثر تداولاً في المبادلات التجارية الدولية ويعتبر العملة الأكثر قوة بين عملات العالم ويتم تسعير المعادن الثمينة والنفط والغاز والكثير من السلع الأخرى كما ان تخلف أمريكا عن سدود ديونها سيلحق الضرر بالدائنين وخاصة الصين واليابان وبعض الدول الأوروبية.
لا احد يعلم الى اين تتجه الأمور وهل سيتفق الامريكيون على رفع سقف الدين في اللحظات الأخيرة وتجنيب العالم كارثة اقتصادية أيام قليلة باقية تفصلنا عن منعطف تاريخي للاقتصاد العالمي وتحديداً للدول التي يرتبط اقتصادها بالدولار الأمريكي.
* خبير اقتصادي