أردنيات من ذهب، الإعلامية إيمان العكور انموذجا للعمل الاجتماعي والخيري
بعيدا عن السياسة واحبالها وتعقيداتها، فقد ساقتنا التقادير اليوم للحديث عن قضايا اجتماعية اردنية هامة للغاية وملحة بامتياز،. وربما قد تكون أكثر أهمية وحاجة من الخوض في جوانب سياسية عدميه او محدودة الفاىدة وتحمل وجهات نظر مختلفة ومتضادة في الوقت نفسه . لكن الحديث عن العمل الاجتماعي الخير والنبيل والذي يستهدف خدمة الناس البسطاء الفقراء والأيتام الأرامل والأطفال والمرضى وطلبة الجامعات المعوزين والمقطوعين والمعدمين و اصحاب الحاجات له ميزة أخرى ونكهة أخرى ونظرة أخرى بجميع المقاييس، وله ناسه المختلفون في طينتهم وتركيبتهم. فالعمل الاجتماعى لايختلف عليه اثنان ولا تعادله خدمة في الدنيا اوقيمة او منصب او جاه فكله بزوال الا هذه العمل، فطوبي لمن سخرهم الله لهذا الفئة لخدمتهم مجانية لوجه الله أولا ، وحبا لهذا الوطن واهله ثانية.
اكتب اليوم عن شخصية اجتماعية نسوية سامية ووطنية بفخر و امتياز، لا تقدر يثمن. وان قدر فهو يعادل الذهب ويزيد قليلا..انا لا اعرفها بشكلها الشخصي ولا تربطني بها اية علاقة لا من قريب ولا من بعيد سوي ما أرى او اسمع من أفعال نبيلة وانسانية وخلاقة ومساعدات وحل الكربات و لقضايا اجتماعية واقتصادية بائسة ويائسة على المستوى الاجتماعي الأردني المتهالك . فالأفعال الحسنة والوطنية هي من تجبر الناس للحديث عنك، حتى لو كنت لست من محبي الإعلام وحب الظهور والسوشال ميديا كما يفعل الآخرون. . لا تعرف اني سأكتب عنها وربما لو عرفت لرفضت، لكني كتبت خلسة، والحق يجب أن يقال امام الملأ، فمن يسهم في بناء الأوطان يجب أن يشار اليه بالبنان. فالعمل العام ليس نيابة ووزارة واعلاما واعمال أخرى فهناك ماهو ارفع واقدر واثمن وابقى، أنه العمل الحقيقي الجاد. ذلك العمل الذي يقوم به محبيه والقائمون عليه بصمت، فهولاء الذين يعملون خلف الأضواء هم من يعشقون الأوطان ويسعون لنهضته و مواجهة تحدياته والموثرون فيه، وليس من يتراكضون علن شاشات التلفاز ويترأسون المؤتمرات الاحتفالات و الندوات ويتباطحون على حصصهم من المناصب الحزبية وغيرها. .
لم التقي بالأخت النشمية ايمان العكور يوما ما. وكل ما كنت اعرفه عنها وعن شخصيتها كان من خلال رؤيتي ومتابعتي للتلفاز الأردني عنها، انها اعلامية ذات شخصية فريدة متمكنه بعملها جسورة. لها جاذبية إعلامية بقوة شخصيتها . ترافق كبار مسؤولي الدولة وتقدم تقارير رائعة شافية ووافية عن زيارتهم وعلى رأسهم جلالة الملك المعظم فكانت من كبار مرافقيه الاعلاميين .. وكنت اقرا لها بعض المقالات بين الفينة والأخرى عن مواضيع سياسية او اجتماعية محلية خاصة تلك التي تحمل اوتتناول فكرا مستهجنا عن المجتمع الاردني ومخالفا لقيمه وعاداته، فتضع بذلك يدها على الجرح بكل جرأة. فهي جريئة في طرحها لمقالاتها كقوة الحديد ، ولكنها مخلصة ومتفاتية بخدمة شرائح محددة في المجتمع الأردني وخاصة الفقراء منهم وذوي الحاجات اكثر من عالم في علمه ومتعبد في صومعته وصانع بارع ومحترف في حرفته، أو مسؤول او صاحب رياسة في عمله يدعي امانته وتفانيه ومحبته لوطنه.
لعل أكثر ما لفت نظري وما ساقني للاهتمام والكتابة عن الاعلامية المخضرمة القامة الوطنية الاجتماعية إيمان العكور ومبادرتها الاجتماعية وجمعيتها التي تحمل شعار"خلينا نفزحهم" دورها ومساهمانها في خدمة العمل الاحتماعي والعمل الخيري والبحث عن حلول مؤقتة لأهله. كما كان لما شاهدته بالصدفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي (facebook) وما تقوم به من عمل اجتماعي وخيري يفوق عمل مؤسسات باكملها وربما قامات اقتصادية ممتلئة ماليا ويشار لها بالبنان بالأردن وربما غيرها اثره الواضح لأبراز عملها ودورها هذا. فكان هذا كله السبب الرئيس الذي حداني و شجعني لكتابة هذه الكلمات عنها ومبادرتها الاجتماعية. وربما أن ما تفعله وتقوم به هي ومثيلاتها من رواد العمل الاجتماعي يستحق أن يكتب عنه، ليس لغرض شخصي بقدر ما هو تشخيص لواقع واضح وهم وطني يؤرقنا ليل نهار (وهو الفقر والحاجة والعوز ) على أعلى المستويات، وليس بقصد اظهارها على المستوى الشخصي، فهي اكبر من ان يكتب عنها واكبر من كل المقالات لعظم ما تقوم به من خدمة الناس والفقراء المرضى والأطفال، وتلبية احتياجاتهم المالية والاجتماعية على قدر قدراتها وومبادرتها وجمعيتها (خلينا نفرحهم. ) وربما تعجز الحكومة باذرعها الاجتماعية ومؤسساتها على الوفاء به. ولكن عملها هذا لضخامته وقيمته واهميته يجعل منها ايقونة اجتماعية تفوق الكثيرين من سياسيين واقتصاديين وغيرهم.
ان ما تقوم به العكور بمبادرتها وجميعة *خللونا نفرحهم * التي تشرف عليها وتعمل من خلالها تسعي إلى معالجة بعض جيوب الفقر في اماكن مختلفة من المملكة .(ريف وحضر وبادية ومخيمات). ليس هذا فحسب بل نراها ايضا تحاول أن ترسم الإبتسامه على شفاه بعض الأطفال في المناطق الاقل حظا وكبار السن والمرضى (مرضى العيون وغيرها ) والمعدمين من الأردنيين والاردنيات ومن مرضى السرطان وطلبة الجامعات ممن يعانون ظروفا صعبة وغير قادرين على سداد نفقات جامعاتهم. بل حتى من هم غير قادرين على دفع إيجار بيوتهم وعلاجهم . وبخيل لي انها تحمل بعملها هذا رسالة مؤداها ان الخير في بلادي وخارجها ما زال موجودا وان الخييرين(اهل الخير ) ايضا هم باقون،. وبهذا ترفع لايمان العكور ومن معها من صديقاتها النشميات الاصيلات القبعات وكل باقات العرفان والتقدير على مواقفهن ووطنيتهن من خلال حبهم لأهل بلدهن..
نقول شكرا لكل القائمين على هذه المبادرة وشكرا لكل من ساعد معها لدعم الفقرا لو بقرش، لانه لولاهم لما استطاعت ايمان من زرع الابتسامة على شفاههن . و نقول بكلمة أخيرة رغم الفقر والترهل الإداري في بلادي ورغم تقصير بعض المسوولين ورغم الجشع وارتفاع حجم الجريمة ورغم التضخم وارتفاع الأسعار، تبقى الأردن بلد الخير وتبقى الأردن حبلي بأصحاب الهامات العالية وتبقى زاخرة بالمؤثرين الحقيقيين الذين يخافون على الأردن ويقدمون لأجله ولاهله كل ما يستطيعون... هذه المبادرة وغيرها هدفها ان نقول هناك أناس يريدون ان يقولوا لسا الدنيا بخير ولسا الأردن بخير رغم كل الظروف..وعلى المسؤولين وغيرهم من اهل الخبرة والاختصاص ان يبحثوا وينقبوا عن هكذا حالات بحاجة لخيركم واهتمامكم. .