الاستقلال
في الخامس والعشرين من الشهر الجاري تحتفل مملكتنا بعيد الاستقلال السابع والسبعين، تماماً كما تحتفل دول العالم بعيد استقلالها إلا فلسطين الرازحة تحت الاحتلال.
كل الدول تحتفل بأحد أيام العام كعيدٍ لاستقلالها سواءً من احتلال أجنبي أو كعيد وطني لها نتيجة ثورات وتغيرات طرأت على بناء الدولة لديها داخلياً، كما يحق للدول أن يكون لها عيد أو يوم وطني تعزز به هويتها الوطنية.
لا شك بأن وطننا الأردن الذي دخل مئويته الثانية منذ التأسيس لم تكن مسيرة بنائه سهلة، وذلك نتيجة لأحداث سياسية خارجية انعكست عليه في بعض الأحيان داخلياً، لكونه مر بظروف عديدة كانت قادرة على إيقاف مسيرة البناء وأحداث أخرى لا تتمناها بقية الدول، ومع ذلك استطاع هذا الوطن تخطيها بصلابة النظام السياسي وقوة المؤسسات، ورجالات الدولة التي كانت صادقة فعلاً، كما استطعنا تجاوز العقبات التي واجهت بناء هذا الوطن.
اليوم يعاني وطننا اقتصادياً نتيجة ظروف عديدة من أهم أسبابها الأحداث الكثيرة والغريبة الواقعة في الإقليم، أما سياسياً فنتيجة لتغير عقلية رجالات الدولة، ولكن هذه المعاناة يجب علينا تخطّيها، شريطة أن لا تُنسينا أن الدول تمر بمراحل تؤثر على مؤشراتها في كافة الأصعدة، وهنا يتحتم علينا كأردنيين العمل والحفاظ على ما بناه الأجداد والآباء، وتجاوز كافة الصعوبات التي تواجهنا، كأمر واجب وليس خياراً.
يحق لنا كأردنيين الاحتفال بهذا اليوم، ولكن قبل الاحتفال به علينا أن نعلّم شبابنا تاريخ هذا الوطن وما يجب فعله من الجميع للمحافظة على المنجزات والخروج من تلك الصعوبات بسلام، مع العمل على تعزيز المواطنة الحقة، وأن يكون هذا اليوم وتاريخه خارطة طريق للعمل على تقدُّم وطننا، وأن لا يكون هذا اليوم كأي يوم عطلة عادي أو يمر مرور الكرام.
الأوطان لا تُبنى بشعارات دون عمل حقيقي، والانتماء يبدأ من البيت والأسرة وينتقل ويتوسع، لهذا يجب علينا كأردنيين تعزيز القناعات بأن هذا الوطن مقر ومستقر وليس ممراً، إلى جانب الحفاظ على هويتنا الوطنية والابتعاد عن الهويات الفرعية التي لن تقدم لنا شيئاً بل على العكس تضعفنا، لذلك يتوجب علينا الخفاظ على الأردن من الأخطار المحيطة به بالنواجذ.
وكل عام والوطن بألف خير مليئاً بالعطاء والانجاز.