النفاق في المجتمع الأردني

 
يقول اللواء والسفير السابق عمر المدني - رحمه الله - في كتابه " أوراق مطوية في كتاب الزمن " القصة التالية حول هذا الموضوع وأقتبس :

" في جلسة خاصة مع المرحوم الشريف حسين بن ناصر قلت له : سيدي الحسين، القول المشهور عن أهل العراق، بأنهم أهل الكفر والنفاق، والآن مضى على سيادتك في الأردن أكثر من سبع سنوات، فكيف وجدت الأردنيين بالنسبة لهذا القول ؟ قال : يا ابني . . والله أن العراقيين ما بيطلعوا تلاميذ في مدرسة نفاق الأردنيين". انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق :
ما أصدق هذا القول لرئيس الوزراء الأسبق الشريف حسين بن ناصر. . الذي جسّد حقيقة هذه الممارسة، التي أصبحت ظاهرة لدى بعض شخوص الشعب الأردني هذه الأيام. فالمنافقون منه يغلّفون الأخطاء بحق الوطن بغلاف وردي، ويختلقون أعذارا واهية للتغطية عليها. ثم يترصدون لمن يشير لأي خطأ من الحريصين على الوطن وسلامته، لبيعهم إخلاصا ووطنية، بينما همهم الحقيقي هو تحقيق مصالحهم الشخصية.

ومن يتأمل مقالات بعض كتاب المقالات، أو من يشاهد المقابلات التلفزيونية، خاصة لبعض من هم في وظائف عليا، يجدها تقطرا نفاقا يكاد أن يبلل ورق الكتابة، أو يسيل جدولا من الأوهام على الشاشات الإلكترونية. ولا ينفرد هؤلاء بتلك الممارسة، بل أن بعض شرائح الشعب الأردني، أكثر نفاقا ووصولية من سابقيهم، ويظهرون غير ما يبطنون كما نشاهد في حياتنا اليومية.

رحم الله رئيس الوزراء الأسبق الشريف حسين بن ناصر، الذي صدقنا القول في نظرته الثاقبة، لما يعانيه مجتمعنا الأردني من هذا المرض الكريه، قبل ما يزيد على ستة عقود، ولكننا لم نرتدع وما زلنا نواصل السير على منواله حتى اليوم . . !