يوم مضيء في تاريخ الجيش العربي الأردني في فلسطين  (وادي التفاح )



كثيرة هي تلك الصفحات المضيئة في تاريخ الجيش العربي الأردني في التاريخ العربي  المعاصر  والمعمورة جمعاء، إلا أنه يبقى لنضال الجيش الأردني في فلسطين ميزة خاصة  حيث عوامل  عديدة جبلت الأردنيين على حب هذه الأرض والدفاع عنها، فجعلت من تلك التضحيات خالدة .. فكانت تضحياتهم  ودمائهم الزكية خير شاهد  على تلك البطولات والتضحيات وسطرها الفلسطينيون في ذاكرتهم التاريخية والجمعية قبل الأردنيين. فكانت معركة( وادي  التفاح) والتي وقعت  على مدخل مدينة  نابلس ضد العدو الاسرائيلي في السابع من حزيران من عام ١٩٦٧م  (في مثل هذا اليوم ) ملحمة بطولية لذلك الجيش.بكل المقاييس  رغم خسارة العرب للضفة الغربية وهزيمتهم في تلك الحرب. 

ففي مثل هذا اليوم ( السابع من  حزيران) الاغر  سجل ونسج  جنود وضباط الجيش العربي الأردني وتحديدا كتيبة الدبابات الثانية، في مدينة نابلس  أروع البطولات في معركة أسطورية عرفت بمعركة وادي التفاح( نسبة للمكان) امام لواء دبابات اسرائيلي كبير ، إذ تصدوا له بكل قوة وبساله بما معهم من دبابات ومدرعات  رغم ضعف الامكانيات العددية . في  هذا اليوم نستذكر تلك التضحيات ليس من باب الفخر الاعتزاز بتاريخ هذا الجيش العربي  وتضحياته وجنوده فقط ،  بل من باب شحن الهمم وتعلم الدروس المستفادة للمستقبل، بان الجيوش العربية قادرة على دحر هذا الكيان الغاصب والمتغطرس ان توافرت العزيمة والتصميم والإرادة، كما مثلها وسجلها الشهيد  المقدم البطل  صالح عبدالله شويعر وزملائه الأبطال الشهداء ملازم أول سليمان الشخامنة، رقيب اول صياح فياض الفقراء، جندي اول راشد موسى الغظامات وغيرهم. 

لقد تصدى في هذه المعركة أفراد وضباط  كتيبة الدبابات الثانية  يقودهم قائد الكتيبة الشهيد البطل المقدم صالح شويعر ، للواء الدبابات  الإسرائيلية، متحدين تلك الدبابات على كثافتها وقوة نيرانها، حيث قامت الدبابات الإسرائيلية برمي الدبابات الأردنية المتقدمة بنيرانها، وقابلتها الدبابات الاردنية بالرد واستبسل  الجنود الأردنيون بالقتال مما دعا العدو للاستنجاد بالطيران الإسرائيلي الذي استمر  بقصف دبابات الكتيبة الاردنية  قرابة الثلاثة ساعات. ومع ذلك استمر جنود  وضباط الجيش الأردني بالقتال  حتى دمروا معظم دبابات العدو. وعندما  نفذت ذخيرتهم تقدم المقدم شويعر متحدبا الدبابات الإسرائيلية وصدم ثلاثة منها حتى ارتقي شهيدا. 

تعكس معركة وادي التفاح على أرض فلسطين والتي خاضها بواسل الجيش العربي الأردني (أو معركة الدبابات او المدرعات كما يحلو للبعض تسميتها  ) تضحيات وشجاعة  الأردنيين واستماتتهم في الدفاع عن الحق العربي و الفلسطيني والمقدسات الإسلامية. كما تعكس مدى تلاحم الشعبين الفلسطيني والأردني ووحدة المصير. . كما تجسد تلك المعركة معنى البطولة والإصرار على القتال فقد اعترف الجيش الإسرائيلي بما لاقاه مقاومة عنيفة  من الجيش الأردني وإصرار على القتال، إذ تعرضوا  لمقاومة غير عادية من الجيش الأردني وجاء ذلك باعتراف الضابط الإسرائيلي الذي دخل نابلس في حديث له مع رئيس بلدية نابلس الأسبق حافظ طوقان. حيث اكرموا الشهيد شويعر وقدموا موقفه. ولكنهم  تمكنوا منه في النهاية. 

وتكريما لشهداء الجيش العربي الاردني الذين لطخت دماىهم الزكية ارض نابلس وفلسطين للدفاع عنها، وإبقاء لذاكرتهم  العطرة خالدة في نفوس الجميع، وللتاريخ ، فقد بني أهل نابلس الكرام مقبرة وضريح  لهم   عند مدخل المدينة الغربي،في المكان الذين جرت به المعركة واستبسلوا فيها دفاعا عن المدينة. وكتبواعلى شاهد قبر الشهيد صالح شويعر " الفاتحة للراقد في هذا الضريح المقدم صالح عبدالله شويعر (ابو علي ) بطل معركة الدبابات التي وقعت في وادي التفاح بنابلس يوم الأربعاء ٧/٦/١٩٦٧ رحمه الله".. كما قام وفد يمثل أهل نابلس عام ١٩٩٨م برئاسة رئيس بلدية نابلس حافظ طوقان بزيارة منزل الشهيد شويعر بالزرقاء اعرابا منهم عن تقديرهم للأبطال الذين دافعوا عن مدينتهم.