سودانية نقلت إلى العالم مأساة بلدها: هذا ما ألهمني لإلقاء خطابي في هارفارد (فيديو)
"عائلتي تعاني، مدننا تُنهب والعالم يشاهد بصمت” هذه الكلمات رددتها ريم علي الطالبة السودانية في جامعة هارفارد الأمريكية العريقة في خطاب تخرجها وهي تتحدث عن أوضاع بلدها، لتنقل إلى العالم ما يحدث من اقتتال دامٍ بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل / نيسان، وانقطاع في الخدمات.
تداول الناشطون على نطاق واسع، كلمات ريم التي رددتها بحرقة واضحة وطلاقة مبهرة، وقد زاد الإعجابَ بريم الإصرارُ الذي عبّرت عنه في كلمتها وهي تقول "لن نستسلم، لن نخسر، سنواصل الكفاح وسننجو ونزدهر إن شاء الله”.
#لا_للحربpic.twitter.com/2L4wG7y69h
— Khalid Taha (@KhalidmeTaha)May 24, 2023
وحلت الطالبة ريم علي، الجمعة، ضيفة على استوديو الجزيرة مباشر في واشنطن في مقابلة مع برنامج (هاشتاج)، وقالت إنها ترعرعت في أمريكا لكنها كانت تزور السودان في كل عطلة وارتبطت ببلادها التي جاء منها والداها.
وأفادت ريم علي بأنها ارتادت مدارس إسلامية منذ بداية مشوارها الدراسي، ثم دخلت جامعة هارفارد.
وعن السودان، قالت ريم إن من يزور البلاد يعرف كيف يعيش أهلها، معتبرة أن الصورة ليست وردية دائمًا، لكنها تحمل من هناك ذكريات جميلة مع عائلتها الممتدة ومع تقاليد بلادها.
شاركت ريم وهي تلميذة في المدرسة الثانوية في مشروع تطوعي لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة في السودان، وعايشت الصعوبات ومعاناة هذه الفئة وفئات أخرى هشّة داخل المجتمع.
وقالت ريم لـ(هاشتاج) إن "المجتمع المدني في السودان يخذل المواطنين، الذين لا تتوفر لهم خدمات صحية ولا بنى تحتية كما لا يجد السودانيون من يمثّلهم سياسيًّا، ولهذا السبب حدثت ثورة 2019”.
ورأت خريجة هارفارد بعد تجربتها التطوعية أن عليها خدمة وطنها بالعمل في المجال الإنساني، وأفادت بأنها شاركت في مسيرة 30 يونيو بعد سفرها إلى السودان عقب فض اعتصام القيادة.
"هذا ما ألهمني”
تحدثت ريم للجزيرة مباشر عما عايشته في تجربتها تلك، وقالت إنها شهدت "قتل المحتجين”، وإن التجربة جعلتها ترى "كيف يضحي السودانيون بأرواحهم لأجل الديمقراطية”، مستدركة "هذا ما ألهمني لإلقاء الخطاب في هارفارد، كنت أفكر في السودان وما زلت”.
وقالت الطالبة الجامعية إن مشروع تخرجها سيكون حول دمقرطة السودان بعد الاستقلال، وأنها بدأت العمل فيه قبل اندلاع الاقتتال، وهي الآن أكثر حماسًا لإنجازه.
ومضت ريم علي إلى الحديث عن الهوية، قائلة إنها وصلت إلى هويتها بعد وقت وجهد، إذ تعلمت في المراحل الأولى من الدراسة أنها أمريكية ثم أدركت أنها عربية، ثم مسلمة، وقالت إن ارتداءها للحجاب ليس أمرًا سهلًا في أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
وأضافت أنه "لا يُنظر إليها بالطريقة نفسها حتى بين العرب بسبب لون بشرتها”، وانطلاقًا من هنا ترى ريم أن ما يحدث في السودان يتعرض للتعتيم، "إذ صنفت الأمم المتحدة ما يجري فيه بأنه كارثة إنسانية، في حين لا يسلط الضوء عليه كما سُلّط على أوكرانيا العام الماضي”.
وتابعت المواطنة الأمريكية السودانية قائلة "العالم هرع لمساعدة أوكرانيا لأنهم بيض وأوربيون”، متساءلة "لماذا لا يساعد الناس السودان، ليس فقط الغرب، بل أيضا العالم العربي والإسلامي والأفريقي؟!”.
وقالت ريم إن العالم يعتقد أن "الحروب هي دأب دولنا، لكن الواقع ليس كذلك؛ فهي كارثة إنسانية لا يمكن التعايش معها”، ومضت إلى الحديث عن شحّ المساعدات الإنسانية في حين يفتح مستشفيان فقط أبوابهما أمام 6 ملايين مواطن في الخرطوم.
وأشارت ضيفة (هاشتاج) إلى ضرورة التوعية بما يجري في السودان من خلال الخطابات ومواقع التواصل الاجتماعي، ثم جمع التبرعات لأن المساعدات الدولية محدودة، بعد أن أغلقت المنظمات والهيئات الدبلوماسية مقراتها في بداية الاقتتال وغادر موظفوها البلد.
ترى ريم علي أن المساعدات الإنسانية لا تتعلق بالبلد الذي ينتمي له المنكوبون، بل تتعلق بأنهم يحتاجون إلى الغذاء والمأوى والأدوية والماء، وينبغي أن لا يرتبط الأمر بالسياسة وإنما بالإنسانية.
تعمل ريم في منظمة أمريكية غير حكومية لأجل السودان على المستويين الدبلوماسي والإنساني، وتدعو أبناء وطنها إلى الانضمام إليها من خلال خطوات بسيطة، لكنها قد تعني الكثير للشعب السوداني.