هل نحن قادرون
إنه ليس مجرد حفل زواج. إنه صورة مشرقة عن الأردن
تجاوز صدى زفاف الأمير حسين حدود المملكة ، وكان نموذجا للتنظيم الجيد والتنفيذ المتميزالذي لم يألفة الأردنيون من قبل ، حيث عملت جميع الوحدات والاجهزه الحكومية والإعلامية بطريقة لا مثيل لها.
أثبت الزفاف الملكي أن حجة ضعف التنسيق بين الجهات الحكومية ليست سوى حجة من قبل المسؤولون التنفيذيين لأنهم عند حدوث تلك الاخطاء محصنون من المساءلة والعقاب ، لكن الخطأ في الزفاف الملكي لم يكن مقبولا بأي شكل من الأشكال أو بأي نسبة كانت بأي حال. الحجج المعتادة للمسؤولين عن إدارة اجهزة ووحدات الدولة كما خبرناها مثل أن قطرة ماء أكبر من فتحة منهل الصرف الصحي ، او ان المسؤولية تقع عن هذا الأمر الخطأ ضمن اختصاص وزارة أو مسؤول آخر ، اولا توجد مخصصات لتنفيذ هذه المهمة أو الطلب ، أو أنها ليست أولوية للتنفيذ هذا العام.
كما تمكن الزفاف الملكي من كسر إحدى التابوهات في أداء الإعلام الأردني وهي وضوح وشفافية الرسالة الإعلامية. فلقد اعتاد الأردني على انعدام الشفافية ، ونقص المعلومات ، وعدم الوضوح أو التناقض من الجهات الرسمية ، لكن الرسالة الإعلامية للزفاف الملكي كانت واضحة ومفهومة على جميع المستويات ومن جميع الأطياف الشعبية. اذاً نحن كإدارة مدنية تمتلك هذه القدرة لماذا لا نمارسها في الإدارة اليومية للحكومة؟
أن التنسيق الجيد هي جانب حاسم في أي مهمة ناجحة. وهو ينطوي على الاستخدام الفعال للموارد لتحقيق النتائج المرجوة حيث ان فوائد التنسيق والتعاون للإدارة الجيدة عديدة ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على نجاح الحكومة. وتتمثل إحدى الفوائد الأساسية للإدارة الجيدة في زيادة الإنتاجية. فالإدارة الفعالة تضمن تخصيص الموارد بكفاءة ، وتفويض المهام بشكل مناسب وينتج عن هذا سير العمل بانسيابية أكثر، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية ورفع الكفاءة. فائدة أخرى للإدارة الجيدة هي رفع انتاجية الموظفين. فعندما يشعر الموظفون أن عملهم يحظى بالتقدير وأنه تتم إدارتهم بفعالية، فمن المرجح أن يكونوا متحمسين ومشاركين في عملهم. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الرضا الوظيفي، وانخفاض معدلات الدوران الوظيفي ورفع الانتاجة ومضاعفت الايرادات.
والإدارة الجيدة تؤدي أيضا إلى اتخاذ قرارات أفضل. فالمديرين الفعالين لديهم فهم واضح لأهدافهم وغاياتهم، فضلا عن الموارد المتاحة لهم. وهذا يسمح لهم باتخاذ قرارات مستنيرة تتماشى مع الاستراتيجية العامة للدولة. كما تعزز الإدارة الفعالة الابتكار والإبداع داخل الحكومة فعندما تدار الموارد بشكل فعال، يمكن أن تؤدي إلى انتاجية افضل و خدمات جديدة، وتحسين العمليات، وزيادة القدرة التنافسية في السوق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الإدارة الجيدة إلى تحسين الأداء المالي للحكومة. فمن خلال إدارة الموارد بشكل فعال واتخاذ قرارات مستنيرة ، يمكن للحكومة خفض التكاليف وزيادة الإيرادات وتحسين الانتاجية.
علاوة على ذلك ، فإن الإدارة الجيدة ضرورية لأي حكومة لبناء علاقة جديرة بالثقة مع الجمهور. فعلى عاتق الإدارة تقع مسؤولية ضمان ارتباط جميع الوحدات داخل التسلسل الهرمي للحكومة والعمل نحو هدف مشترك. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنفيذ استراتيجيات اتصال فعالة، وتحديد أهداف وغايات واضحة، وتعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة.
كما ان التواصل هو المفتاح عندما يتعلق الأمر ببناء الثقة مع الجمهور. فيجب على الإدارة التأكد من أن جميع الوحدات داخل الحكومة تتواصل بشكل فعال مع بعضها البعض ومع الجمهور. ويمكن تحقيق ذلك من خلال عقد اجتماعات منتظمة بين الوحدات المختلفة، واستخدام التكنولوجيا لتسهيل الاتصال، وتوفير التدريب على تقنيات الاتصال الفعالة. فعلى سبيل المثال، كان حفل الزفاف الملكي نموذجا ممتازا يحتذى به إذ انه كان هناك اجتماع منتظم خلال الأشهر الستة الماضية للتأكد من أن جميع المشاركين في تنفيذ العرس على نفس الخط والتفاهم والتنفيذ لمهمتهم.
ويجب على الإدارة تحديد أهداف وغايات واضحة لكل وحدة داخل الحكومة. وهذا سيساعد على ضمان أن يعمل الجميع نحو هدف مشترك، وتساعد الأهداف والغايات الواضحة أيضا في إبقاء الجميع مسؤولين عن أفعالهم، وهو أمر ضروري لبناء الثقة مع الجمهور. ففي حفل زفاف ولي العهد كان الهدف واضحا والجميع يعرف مهمته وسيكون مسؤولا عن تنفيذ مهمته.
كما ان الشفافية والمساءلة ضروريان لبناء الثقة مع الجمهور. فعلى الإدارة تعزيز ثقافة الشفافية من خلال توفير تحديثات منتظمة عن الأنشطة الحكومية والأداء المالي وأي معلومات أخرى ذات صلة. كما يجب أن يحاسبوا أنفسهم على أفعالهم من خلال تحمل المسؤولية عن أي أخطاء أو إخفاقات. بالإضافة إلى هذه الاستراتيجيات، يجب أن تعطي الإدارة الجيدة الأولوية للخدمة العامة وهذا يعني ضمان تدريب جميع الموظفين على تقنيات جودة الخدمة المقدمة لدافعي الضرائب، والاستجابة السريعة للاستفسارات أو الشكاوى العامة، والذهاب إلى أبعد الحدود لتلبية احتياجات دافعي الضرائب.
في الختام، الإدارة الجيدة ضرورية لأي حكومة تهدف الى النجاح في مهمتها وترك بصمة مشّرفة في تاريخها مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، وتحسين اليات اتخاذ القرار، والابتكار والإبداع، وتحسين الأداء المالي من خلال استخدام الموارد بفعالية وكفاءة. علاوة على ذلك ، فإن الإدارة الجيدة ضرورية لبناء علاقة جديرة بالثقة مع الجمهور من خلال تنفيذ استراتيجيات اتصال فعالة، وتحديد أهداف وغايات واضحة، وتعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة، وإعطاء الأولوية للخدمة العامة. وهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة الثقة في قدرة الحكومة على الوفاء بوعودها، وهو أمر ضروري للنجاح على المدى الطويل وبالتالي، فإن الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات.