كلاسيرا تطلق "قمّة أنوكسيرا" العالميّة في الأردنّ لمناقشة آفاق "التعلم في عصر الذكاء الاصطناعيّ"

 
 
في إطار التجاوب مع التوجّه العالميّ نحو تقوية التعليم عبر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ وتطوير أساسيّات العمليّة التعليميّة باستخدام التقنيّة الحديثة، احتضن الأردنّ الدورة الخامسة من قمّة أنوكسيرا العالميّة.
هذه القمّة، الّتي أقيمت تحت رعاية الدكتور عزمي محافظة، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلميّ، نظّمت بالتعاون مع جمعيّة شركات تقنيّة المعلومات والاتّصالات "إنتاج"، وقد رعتها كلاسيرا، الشركة الرائدة في مجال تكنولوجيا التعليم، وذلك في الرابع عشر من حزيران/يونيو بفندق الفور سيزونز في عمّان، بمشاركة مجموعة من الخبراء والمتحدّثين المتميّزين في هذا المجال.

الملتقى الأكبر في الأردنّ في مجال تقنيّات التعليم
ويشكّل هذا الملتقى، الّذي يعدّ الأكبر في الأردنّ والمتخصّص في مجال تقنيّات التعليم، جزءاً من سلسلة مؤتمرات تنظّمها كلاسيرا بالتعاون مع الجهات الرئيسيّة في قطاع التعليم والتدريب والتقنيّة

ويهدف هذا الملتقى إلى تسليط الضوء على مستقبل التعليم والفرص الّتي تتيحها التقنيّة الحديثة، بالإضافة إلى تعزيز دور المشاركين في العمليّة التعليميّة، مثل الطلّاب والمعلّمين والأهل.

وتتمثّل الرؤية الأساسيّة لهذا الملتقى في تمكين الطلّاب لتعزيز مهاراتهم في التفكير النقديّ والاستعداد لمواجهة التحدّيات المستقبليّة.

وأقيمت النسخة الحاليّة من الملتقى تحت شعار "التعلم في عصر الذكاء الاصطناعيّ" وقد تمّت رعايتها من قبل شركتي مايكروسوفت واتش بي العالميتين.

وقدّمت هذه الفعاليّة فرصة رائعة للمستثمرين وصنّاع القرار والقادة في مجال التعليم والمعلّمين والباحثين، من الأردنّ وأنحاء العالم، لاستكشاف وتبنّي أحدث التقنيّات في التعلّم الذكيّ. كما ركّزت على طرق دمج الذكاء الاصطناعيّ في قطاع التعليم الأردنيّ.

وقد تمّ خلال الملتقى تقديم مفاهيم جديدة مثل "التعلّم عبر المنصّات المتكاملة" (Super Platforms)، الّتي تساهم في تعزيز دور المعلّم وتحسين عمليّة إدارة النظام التعليميّ بما يتناسب مع متطلّبات الثورة التكنولوجيّة الحديثة المدعومة بالذكاء الاصطناعيّ، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع عناصر العمليّة التعليميّة.
تطوير قطاع التعليم وتبنّي الذكاء الاصطناعيّ

تبرز هذه النسخة من الملتقى الخطوات الهامّة الّتي يتّخذها الأردنّ نحو تطوير قطاع التعليم وتبنّي تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ.
وفي هذا الصدد، قال المهندس ماجد الشيخ، المدير العامّ لكلاسيرا في الأردنّ: "مستقبل التعليم في الأردنّ يبدأ الآن. البلاد قامت بالاستثمار في النجاحات الّتي تحقّقت في التعليم عن بعد للبدء في دمج الذكاء الاصطناعيّ بالتعليم، والجهود المشتركة بين القطاعين التعليميّ والتقنيّ تسهم في تسريع هذه العمليّة."

وقد أعرب المهندس محمّد المدني، الرئيس التنفيذيّ لكلاسيرا، عن سعادته بنجاح القمّة في دورتها الخامسة في الأردنّ، مؤكّداً أنّ الحضور الواسع من الجهات الحكوميّة والقطاع الخاصّ يبرز أهمّيّة التكنولوجيا كعامل رئيسيّ في تشكيل مستقبل التعليم والتدريب. وأشار إلى أنّ القمّة تهدف إلى تحقيق أهداف التحوّل الرقميّ، والّذي يعدّ جزءاً مركزيّاً من رؤية الأمم المتّحدة للتنمية المستدامة، خصوصاً في قطاع التعليم، الّذي يعدّ حيويّاً لتحقيق الرخاء والسلام والازدهار في المنطقة العربيّة.

وأضاف المدنيّ: "تمّ اختيار الأردنّ لاستضافة النسخة الخامسة من قمّة أنوكسيرا العالميّة هذا العام لأوّل مرّة، كتقدير لجهود الدولة في مواكبة الثورة التكنولوجيّة الهائلة، من خلال تطوير التعليم وتعزيز ثقافة التحوّل الرقميّ والابتكار، والتقدّم اللافت في تطوير آليّات التعليم للعام 2030، والجهود المبذولة لدعم الاستثمار في القطاع التعليميّ".

القضايا المركزيّة في تقنيّات التعليم

وركّزت الجلسات الّتي عقدت ضمن القمّة العالميّة على القضايا المركزيّة في تقنيّات التعليم، بما في ذلك "الذكاء الاصطناعيّ والثورة الصناعيّة الخامسة" و"الثورة التعليميّة القادمة" ودور القطاع الخاصّ في تجسير الفجوة المتعلّقة بالمهارات اللازمة في قطاع التكنولوجيا، وكيفيّة تكوين مستقبل التعليم في عالم الذكاء الاصطناعيّ.

كما علّق المدير المسؤول في قطاع التعليم في مايكروسوفت لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا، مارك ايست قائلاَ: "تترك الثورة الصناعية الخامسة آثاراً جذرية على قطاع التعليم حيث سيتغير دور المعلم بصورة غير مسبوقة كما سيتمكن الطلاب من استكشاف آفاق جديدة بفضل الأدوات المبتكرة وستكون البيانات أساس اتخاذ القرارات ما يسهم في تعزيز مخرجات التعليم بصورة ملحوظة".

مدير مكتب كلاسيرا في الأردنّ، المهندس ماجد الشيخ، أضاف إلى هذا من خلال القول: "كما هو الحال مع جميع التغييرات والتقنيّات الجديدة، هناك جدل كبير على المستوى العالميّ حول تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ، لكنّ هذا لا يعني أنّنا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة الفرص الّتي تقدّمها هذه التقنيّات لتحقيق التقدّم في جميع القطاعات في وقت قياسيّ. وكما أشار الخبراء خلال الجلسات النقاشيّة، الذكاء الاصطناعيّ لن يحلّ مكان المعلّم، ولكنّه سيساهم في تطوير دوره ليصبح أكثر استراتيجيّة، ضمن الجهود الهادفة إلى تزويد الطلّاب بمهارات التفكير الناقد، وتحويل التكنولوجيا إلى شريك يمكن الاستفادة منه بشكل أمثل."

تقوية مخرجات التعليم وربطها بمتطلّبات سوق العمل

وأكّد الرئيس التنفيذيّ لجمعيّة شركات تقنيّة المعلومات والاتّصالات – إنتاج، المهندس نضال البيطار، على دور جمعيّة "إنتاج في تقوية مخرجات التعليم وربطها بمتطلّبات سوق العمل، لاسيّما أنّها تواصل سعيها باستمرار لبناء شراكات قويّة مع الجامعات الأردنيّة لتحقيق هذا الهدف.

وشدّد على أهمّيّة الحوار المستمرّ بين صانعي القرار والمسؤولين عن تطوير المناهج الدراسيّة والقطاع الخاصّ بهدف مساعدة الطلبة على تفهّم الفجوة بين ما يتعلّمون في الجامعة وما يتطلّبه السوق المحلّيّ.

إلى جانب ذلك، قال المهندس البيطار، ان "إنتاج" تدعو دائماً لتطوير المهارات الحياتيّة للطلاب، كالقدرة على التواصل الفعّال والعمل ضمن فرق، بهدف رفع جاهزيّتهم للدخول إلى سوق العمل، مؤكّداً أنّ هذا العمل الدؤوب يتزامن مع التطوّر السريع للتكنولوجيا، الّذي يتطلّب من الجميع تكيّفاً وتعلّماً مستمرّين.

تتويج الجهود الّتي يبذلها الأردن

ويعتبر اختيار الأردنّ لاستضافة هذه القمّة تتويجاً للجهود الّتي تبذلها المملكة في مجال التحوّل الرقميّ. كما يشير ماينك دينغرا، مدير قطاع التعليم بجنوب أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة اتش بي، إلى أنّهم يشعرون بالسعادة لاستضافة الأردنّ لهذه النسخة من القمّة، خاصّة في ظلّ الدور الحاسم وغير المسبوق لتقنيّات الذكاء الاصطناعيّ في حياتنا.

ويساهم هذا النوع من المبادرات في تحقيق الرؤية الّتي يتمّ التركيز عليها، وهي تمكين 150 مليون شخص حول العالم من الوصول بعدالة إلى الإمكانيّات الرقميّة بحلول عام 2030، خاصّة وأنّ القطاع التعليميّ هو قلب هذه الرؤية، حيث يتمّ تطبيق التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعيّ.

ويشار إلى أنّ النسخة الخامسة من القمّة تعقد في الأردنّ بعد أن عقدت في باكستان ومصر. ومن المخطّط أيضاً أن تعقد النسخة المقبلة من القمّة في المملكة العربيّة السعوديّة، لاسيّما وأنّ هذه القمّة تعتبر بمثابة فرصة رائعة لتبادل الأفكار والإستراتيجيّات حول كيفيّة تحقيق التحوّل الرقميّ في التعليم على نطاق عالميّ.