مضت أيام وتعاقبت سنوات، ولا يزال بريق الفنانة المصرية زبيدة ثروت حاضرا، فهي قطة السينما، وملاكها الصغير، ونجمة الحب الضائع.

في 14 يونيو/ حزيران 1940، ولدت (زبيدة أحمد ثروت)، وسط أسرة شديدة الثراء، ولديها أصول عريقة، فوالدها كان ضابطا، أما والدتها فكانت حفيدة السلطان حسين كامل.

عاشت زبيدة طفولة رائعة، وظهر جمالها في مرحلة الصبا، ولذا شاركت في مسابقة ملكة جمال الشرق، التي نظمتها مجلة "الجيل" وفازت باللقب بفضل جمال عينيها.

Ads by

نجوم في موسم الحج.. لحظات روحانية تثير إعجاب الجماهير (صور)

بعد الفوز في المسابقة، تصدرت صور زبيدة ثروت أغلفة المجلات، وذات مرة استوقفت صورتها المنتج الكبير حسين حلمي المهندس، ورشحها للمشاركة في فيلم يحمل اسم "الملاك الصغير" بطولة الفنان يحيى شاهين، وفي عام 1965 شاركت في فيلم "دليلة" بطولة عبدالحليم حافظ وشادية.

ونجحت زبيدة في استثمار الفرصة، ولمع اسمها بعد فيلمها الشهير مع عبدالحليم حافظ "يوم من عمري" والذي جسدت خلاله دور فتاة ثرية، تهرب من والدها الغني لأنه يريد إجبارها على الزواج من شخص لا تحبه، وبالصدفة تلتقي شابا بسيطا يحلم بأن يكون صحفيا معروفا، وتقع في حبه.

حقق فيلم "يوم من عمري" وقت عرضه نجاحا لافتا، ووضع زبيدة ثروت في المقدمة، كما منحها الجمهور ألقابا عديدة منها "ملكة الرومانسية".

أعمال زبيدة ثروت

تنوعت أدوار الفنانة زبيدة ثروت، وتشكلت بين الكوميديا والتراجيديا، وعبر شاشة السينما قدمت ما يقرب من 29 فيلما، أهمها "الأحضان الدافئة، يوم من عمري، الحب الضائع، سلوى في مهب الريح، في بيتنا رجل، المذنبون، لا شيء يهم، حبيبي مجنون جدا، لقاء هناك، عاشت للحب، احترسي من الحب، نصف عذراء"، كما شاركت في بطولة 4 عروض مسرحية هي: "مين يقدر على ريم، عائلة سعيدة جدا، شهر زاد و8 ستات، أنا وهي ومراتي".

رجال في حياة قطة السينما المصرية

وقعت زبيدة ثروت في حب العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ولم تكلل هذه العلاقة بالزواج، بسبب رفض أسرتها زواجها بفنان، بحجة أن الشهرة تجعله متعدد العلاقات وغير مستقر، وعن هذه العلاقة تحدثت مع الإعلامي عمرو الليثي قائلة: "عبدالحليم كان يصنع "دبلة" من خصل شعرها، وكان يلفها على يده ويقبلها، وعندما شاهدته والدتها وهو يفعل ذلك، سألته للدرجة دي بتحب زبيدة يا عبدالحليم فأجابها أوي أوي".

لم تغلق زبيدة قلبها بعد فشل قصتها مع عبدالحليم وتزوجت بضابط في البحرية اسمه إيهاب الغزاوي وانفصلت عنه سريعا، ثم تزوجت للمرة الثانية بالمنتج السوري صبحي فرحات، وأثمر هذا الزواج إنجاب 4 بنات.

وعندما تُوفي صبحي فرحات تزوجت للمرة الثالثة بمحمد إسماعيل، أما الزيجة الرابعة فكانت بالفنان عمر ناجي.

آخر أيام زبيدة ثروت

عرفت زبيدة ثروت، مرارة الحزن، عندما أصيبت ابنتها الكبرى بالسرطان، وباءت محاولات علاجها بالفشل، وعندما ماتت ابنتها عاشت أياما صعبة وفكرت في الهجرة إلى أمريكا لكنها عادت وتمسكت بالبقاء في مصر.

وفي 13 ديسمبر/ كانون الأول 2016 فارقت زبيدة ثروت الحياة، عن عمر ناهز الـ76 عاما، وتركت خلفها أعمالا لا تنسى، وذكريات لا يهزمها النسيان.