"حنا عصفور".. محامي المقاومين الذي دربت "إسرائيل" فرقة لاغتياله

لم ينس أهالي مدينة شفا عمرو بالداخل الفلسطيني المحتل، محامي المقاومين إبان عام النكبة 1948 "حنا عصفور"، فتاريخه الحافل بالبطولة والدفاع عن أجدادهم في تلك الحقبة، جعله حاضرًا إلى اليوم.

وطالب أهالي المدينة مؤخرًا بتسمية شارع رئيسي فيها، باسم حنا عصفور، واعترضوا على إطلاق لجنة تسمية الشوارع، اسمه على شارع فرعي.

وعصفور الذي عرف بأنه محامي المقاومين، خططت "إسرائيل" لاغتياله بفرقة كاملة، قبيل أحداث النكبة، في الفترة التي استولت فيها على المناطق الساحلية بدعم بريطاني، وكان اغتياله مطلبًا إسرائيليًا، قُدم وخُطط له من عصابة "الهجناه" قبل عقود.

وضمن ملف أطلقته وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، للكشف عن ملفات ومجازر مخفية مؤخرًا، تكشف عن ملف اغتيال 3 من قيادات شفا عمرو عام النكبة، كان من بينهم محامي.

وولد حنا عصفور عام ١٩٠٢ في مدينة شفا عمرو، ونال شهادة المحاماة عام ١٩٢٥ من معهد الحقوق الفلسطيني، ثم تدرب في مكتب المحامي محمود الماضي ابن قرية إجزم المهجرة.

تدريب فرقة لاغتياله

وعُرف عصفور بمواقفه الوطنية المقاومة للاستعمار والصهيونية، كما أنه مثّل الكثير من المقاومين الذين اعتقلتهم سلطات الانتداب البريطاني، وهو ما جعله هدفًا لعملية اغتيال.

ويقول المحامي المختص بالكشف عن الملفات، جهاد أبو ريا لوكالة "صفا": "في بداية عام ١٩٤٤ توجه نائب رئيس بلدية الاحتلال بحيفا دافيد كوهين، إلى مسؤول عصابة الهجناه في المدينة يروحام كوهين، وقدم طلبًا باغتيال ثلاثة من قيادة المدينة".

ويضيف: "القادة هم القائد الحيفاوي الأبرز رشيد الحاج ابراهيم، وعضو البلدية ومحامي المقاومين حنا عصفور، ورجل الأعمال الحاج طاهر قرمان".

وجاء في ورقة مخطط الاغتيال "أن عصفور ومن معه يعملون على إقالة رئيس بلدية حيفا اليهودي شبتاي ليفي، وتعيين رئيس فلسطيني مكانه".

وورد "أن السماح بإقالة ليفي من شأنه أن يضعف مكانة اليهود ويقلل عدد القادمين اليهود".

وحسب أبو ريا، فإن من أجل تنفيذ عملية الاغتيال، تم تعيين ثلاثة من أعضاء عصابة "الهجناه"، وتابعوا المستهدفين الثلاثة لـ3 أشهر.

وعقب تقييم عملية المراقبة، اختارت العصابة ثلاث فرق اغتيال مدربة.

ويكمل أبو ريا: "في اللحظة الأخيرة ليوم الاغتيال، تراجعت العصابة عن تنفيذ الخطة.

مقربين للقسام

ومن دواعي فخر أهالي شفا عمرو بتاريخ المحامي عصفور، أنه كان من المقربين جدًا، من الشيخ القائد عز الدين القسام، وكان يفخر أنه من تلاميذ القسام.

ومن كلمات عصفور التي سجلها تاريخه، عن القائد القسام: "حضرت دروساً لمعلمنا الشيخ القسام، واستمعت إليه يتحدث وراقبته وهو يزورني في مكتبي، المرة تلو المرة، إثر اعتقال شباب عملية نهلال".

ووصفه بأنه "كثير الصمت، قليل الكلام، ولم يقل يومًا إنه يعرف معتقلًا أو يدعمه، فقد كان يدعمهم بزيارته المتكررة لهم".

وإلى جانب ترافعه عن المقاومين؛ كان عصفور مدافعًا عن حقوق الناس ومعاناتهم، وعلى وجه الخصوص أهالي شفا عمرو.

وجاء أنه ترأس وفد العمال العرب لمؤتمر النقابات العالمي الذي عقد جلساته في لندن سنة 1945، وكذلك ترأس وفد العمال الذي أقيم بباريس من نفس العام، وشغل منصب رئيس مجلس ادارة شركة باصات الكرمل، وشركة سينما النجمة وعضو نقابة المحامين العرب في فلسطين.

ويتضح من سجلاته المحفوظة في أرشيف البلدية "أن والده هو يوسف عصفور مختار البروتستانت في شفا عمرو، وأن عصفور شغل منصب مستشار بلدية المدينة منذ بداية سنوات الـ30 من القرن الماضي".

وخلال مسيرته أصبح عصفور مستشارًا قانونيًا، بعدما أصبح من المحامين المشهود لهم بالجرأة، كما أنه كان من الأثرياء، وهو ما لم يجعله يتراجع عن دوره الوطني.

ووفق أبو ريا، فإن بيت المحامي عصفور الذي بناه قبيل عام النكبة في منطقة الكرمل، استعمله الصهاينة بعد النكبة كـ"بيت الضباط"، وهو يعرف حتى اليوم لدى الإسرائيليين بهذا الاسم.

WhatsApp Image 2023-06-18 at 11.58.40 AM.jpeg

WhatsApp Image 2023-06-18 at 11.58.53 AM.jpeg

صفا