سعاد حسني سندريلا الشاشة العربية.. وهج لا ينطفئ

تحل اليوم الأربعاء 21 يونيو/ حزيران الذكري الـ22 لرحيل سندريلا الشاشة العربية، الفنانة سعاد حسني.

بملامح رقيقة وحضور جذاب، وموهبة نادرة قلما تتكرر في عالم التمثيل والغناء، استطاعت الفنانة المصرية سعاد حسني العبور لقلوب جمهورها.

وتركت برحيلها في ظروف غامضة ألما في قلوب محبيها، فقد كانت وفاتها مفجعة لجمهورها، فكيف أن ترحل الفتاة التي تمناها كل شاب وحيدة في بلد غريب تخشى مواجهة جمهورها.

 وبمناسبة ذكرى رحيلها تلقي "العين الإخبارية" الضوء على محطات مهمة في مسيرتها القريبة من القلب، وأدوارها المرحة والدرامية الصادقة.

ارتبط ظهور سندريلا الشاشة العربية بظهور البهجة على وجوه محبيها، فقد كانت منبعا للتلقائية والبساطة والعذوبة منذ نعومة أظافرها.

الولادة


ولدت سعاد حسني في 26 يناير/ كانون الثاني 1943 في حي بولاق بوسط العاصمة المصرية القاهرة، والدها محمد كمال حسني ولديه أصول سورية، وكان يعمل خطاطا عربيا، أما والدتها فهي جوهرة حسن صفور التي تعود أصوها لعائلة من حِمص بسوريا.

كانت سعاد العاشرة بين أخواتها الـ 16، الذين كان بعضهم أخواتها لأبيها والآخرون لأمها، بينما شقيقاتها هما: كوثر وصباح.

وولادة سعاد حسني في عائلة تقدر الفن جعلها تعشق الموسيقى، واعتادت في سن صغيرة على ارتياد برامج الأطفال والظهور في حفلات تبرز موهبتها واهتمامها بالموسيقى، وتمنت أن تصبح مطربة مثل أختها الكبرى نجاة الصغيرة.

اكتشاف موهبتها
ويرجع السبب في اكتشاف موهبة الفنانة سعاد حسني إلى الشاعر المصرى عبدالرحمن الخميسي، فهو رأى أنها موهوبة بالفطرة تجمع بين الذكاء والتلقائية والبساطة، فقرر ضمها لفرقته المسرحية التي تحمل اسمه، وقدمها من خلال دور "أوفيليا" في مسرحية هاملت.



100 فيلم
كان الظهور الأول لسعاد حسني على الشاشة عندما قدمها المخرج هنري بركات بطلة لفيلمه "حسن ونعيمة" عام 1959، والذي تدور أحداثه حول قصة الحب التي نشأت بين نعيمة و"المغنواتي" حسن، وواجه كل منهما مجموعة من الصراعات ورفض الأهل ومحاولات التفرقة بينهما.

توالت بعد ذلك أعمال سعاد حسني، ومشاركاتها في أفلام صارت علامات في تاريخ السينما المصرية، ويصفها النقاد بجواهر فنية خالدة، وبلغ إنتاجها على شاشة السينما ما يقرب من 100 فيلم.

واستطاعت سعاد حسني أن تمنح الجمهور شعورا بأنها تشبههم، وخاصة الفتيات، فكانت تعتبر أن أدوارها تجسيدا لهن وتعبيرا عنهن، فظهرت فتاة شقية مُغامرة تخطئ كثيرا وتُصيب أحيانا، وتمتعت بخفة ظل وروح مرحة، وكما قدمت الاستعراض والغناء، جسدت أيضا الدراما والمأساة.



وقدمت سعاد حسني للسينما المصرية مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية، ومنها "الزوجة الثانية، والكرنك، حب في الزنزانة، وشروق وغروب، وأميرة حبي أنا، حسن ونعيمة، وأين عقلي، وموعد على العشاء، الراعي والنساء، إشاعة حب".

ويأتي 8 من أفلام سعاد حسني ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري، ونالت عن هذا المشوار جائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم المصري ووزارة الثقافة المصرية عن أكثر من عمل.

زيجات سعاد حسني


ما زال الحديث عن زواج سعاد حسني بصورة عرفية من عبدالحليم حافظ محل جدال، ما بين النفي والإثبات، ولكن الأكيد أن سعاد حسني تزوجت من المخرج صلاح كريم عام 1966 حتى 1968.

وفي عام 1970 تزوجت من المخرج علي بدرخان حتى انفصلا عام 1981، ولم يمر سوى عدة أشهر على زواجها من زكي فطين عبدالوهاب، حتى حدث الانفصال بسبب رفض والدته "ليلى مراد"، بينما توفيت وهي متزوجة من كاتب السيناربو ماهر عواد.

وفاة غامضة
حين حصلت سعاد حسني على جائزة أفضل ممثلة من المهرجان القومي للأفلام الروائية عن فيلم "الراعي والنساء" لم تصدق أن الألم الذي كان ينهش جسدها لم يمنعها من إجادة الدور، وذكرت كيف غالبت مرضها وأصرت على الحضور لتسلم الجائزة بنفسها.

بدت سعاد حسني خلال هذه الفترة شديدة الإرهاق، فكانت تعاني من تآكل فقرتي العجز والقطنية في العمود الفقري، وتطلّب الأمر سفرها إلى فرنسا لإجراء جراحة عاجلة عام 1992، ومع عودتها وآمالها للتماثل للشفاء هاجمها التهاب فيروسي في العصب السابع.



سبب وفاة سعاد حسني
بسبب الألم، كانت تتناول سعاد حسني الكورتيزول الأمر الذي جعلها تبدو بوزن أكبر، الأمر الذي كان له نعكاسه على حالتها النفسية وبدد آمالها بالعودة إلى السينما والتلفزيون، فسافرت للعلاج في لندن، واستمرت بها حتى وفاتها في 21 يونيو/ حزيران 2001، حين وجدت جثتها ملقاة على الأرض أمام مبنى ستوارت تاور، حيث كانت تسكن.

وما بين ادعاءات انتحارها بعد إصابتها باكتئاب حاد، وما بين دعاوى قتلها على يد أجهزة معينة، أو الاستسلام لرواية وفاتها نتيجة عدم الاتزان والسقوط من الشرفة، رحلت الحقيقة مع "السندريلا"، ويبقى الأكيد هو تقديمها أجمل أفلام السينما المصرية بروح مرحة وحضور خفيف وقريب إلى القلب دون تكلف.