سبات المشاريع في وزارة الاشغال العامة !!!

    
معالي وزير الاشغال لا ادري كيف يمكن لي ان اتخيل هذا البطء في انجاز المشاريع وكأنها تسير عكس عقارب الزمن، ولا ادري كيف يمكن لمسؤول ان ينام قرير العين وما زال هناك مسؤوليات ومهام لم تنجز وفق الخطط الموضوعة من قبله، فالمسؤولية تقتضي الا ينام احدنا وما زال هناك انجاز مطلوب منه، كيف له ان يستشعر براحة في حين ان مشاريعه غير المنجزة والمتوقفة وغير المتابعة من قبله ما زالت تسبب قلقا وتعبا وتنغيصا لحياة الاخرين، ولا ادري اين يمكن ان اجد في قاموس الوظيفة العامة معنى اتقان العمل والانجاز بأمانة وإخلاص لله أولا وللقسم، فعند وضع اليد على كتاب الله ان تكون مخلصا لله وللملك وان تقوم بواجباتك بكل امانة، فهذا يعني ان الأمانة أصبحت ثقيلة والحنث باليمين بالإضافة لكونه يستحق عذاب الله هو جريمة امام القانون، ولا ادري يا معالي الوزير كيف لك ان تتخيل ان مشروعا ما يمكن ان يتم إنجازه بدون متابعة مباشرة وحثيثة من قبلكم ومن قبل كوادر وزارتكم التي تصاب أحيانا بحالة من الجمود وتدخل في سباتها وتنتظر معجزة الافاقة من هذه الغيبوبة، فهل سيوقظها حادثا كبيرا تكون ضحاياه من المواطنين بسبب الاعمال التي تصاب بالشلل، ويتعثر بها المواطن صباح مساء، وفي هذا السياق اضرب مثالا من عدة امثلة على مشاريع الوزارة، فطريق ساكب جرش من الطرق الأكثر حيوية في المملكة لأنه المنفذ المباشر للزوار الى محافظة عجلون من عمان، وشهد هذا الطريق عدة حوادث بسبب عدم الانارة ليلا، وهو طريق سياحي بامتياز ويشهد كثافة سير بسبب عدد الزوار، وباشرت الوزارة بمشروع لإنارته وتركيب الاعمدة ومد الكوابل، الا ان المار بالطريق يشاهد الاعمدة الملقاة على الطريق تنتظر يدا لترفعها وترفق بها من طول السبات على جوانب الطريق، وبدا المشروع وكأنه لم يعد في حساب الوزارة و الوزير لمتابعة العمل واصابه الإهمال، وان ربط الإنجاز برغبة المقاول يشكل خطرا ثانيا، فمتابعة المقاول هي من اهم الويات الوزارة، فهذا الإهمال في المتابعة للمقاول وإنجاز العمل يترك الباب مفتوحا على مصراعيه وتوقع الأسوأ في كل لحظة لا سمح الله، فالأمر لا يحتمل الانتظار ولا يوجد أي مبرر لمثل هذا الصمت وهذا السكون الذي يندرج تحت باب الإهمال والترهل والاساءة لمعنى الوظيفة العامة والخدمة العامة.
فبأي وجه سنقابل أولئك المتضررين من عدم استكمال المشروع؟ وبماذا سنجيبهم لو وقع ما لا تحمد عقباه، عندها لا ينفع لا الندم ولا الاعتذار ولا سوق الأسباب غير المقنعة لعدم متابعة المشاريع وانجازها في زمن معقول، فالهدر في القوت اشد ضررا من هدر المال، فما بالك ان كان هدرا للوقت وهدرا للمال معا؟ يا معالي الوزير كوادر الوزارة مطالبة ومن خلالكم ان تتابع هذه المشاريع فالمتضرر الوحيد المواطن وميزانية الوطن وندفع جميعا ثمن هذا الترهل والإهمال بشكل باهظ، نتمنى ان نرى ونسمع ما يبدد الشكوك ويبث الامل بعودة الروح للمشاريع الراقدة او المهملة.