بعد العملية المزدوجة من جنين إلى تل أبيب .. من يزرع الرياح يجني العواصف

من يزرع الرياح يحصد العواصف، ومن يزرع الحنظل حتمًا لن يحصد إلا المُر.. هكذا بدا الحال بعد عملية تل أبيب المزدوجة والتي أصيب خلالها 8 مستوطنين بينهم ثلاثة بحالة الخطر، فيما استشهد المنفذ.

الفصائل الفلسطينية باركت العملية الفدائية التي نفذها الشاب عبد الوهاب خلايلة (20 عامًا) من بلدة السموع في الخليل، واعتبرتها ردًا أوليًا وطبيعيًا على جرائم الاحتلال ومجازره في جنين.

ورأى كتاب ومحللون مختصون بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي، أن جرائم ومجازر الاحتلال في الضفة الغربية ولاسيما في جنين أصبحت منارة لكل الفلسطينيين الذين سأموا وهم المفاوضات وسياسات الخداع فكان العدوان على المخيم الزيت الذي صُب على النيران الكامدة في صدور الأحرار.

وقال هؤلاء في أحاديث منفصلة لوكالة "صفا" أن سرعة الرد على سياسة العنجهية والبطش ومحاولة التفرد بجنين التي ينفذها نتنياهو وحكومة المستوطنين وفي قلب الكيان الإسرائيلي، تؤكد أن المقاومة في الضفة المحتلة في تصاعد ولا تقتصر على مدينة أو ساحة، وأن العنف بالتأكيد لن يقابل بالاستكانة وانعدام الخيارات من قبل الفلسطيني المقهور في بيته وأرضه.

جنين نموذج حي للمقاومة

الكاتب والمحلل المختص بالشأن الفلسطيني ذو الفقار سويرجو، ذكر لـ "صفا" أن إصرار رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتياهو" على التعامل بالمعادلة الصفرية مع الشعب الفلسطيني والتنكر لكل شيء واعتماد سياسة القوة والبطش والهمجية ووسم المقاومة المشروعة بـ "الإرهاب" ومحاولة التضليل بأن المقاومة تتركز في شمال الضفة، جاء بالرد القوي من جنوبها.

وأوضح سويرجو أن عملية تل أبيب تؤكد أن فكرة المقاومة لا تموت في صدور أبناء الشعب الفلسطيني الذين لم يُؤثروا الاستكانة وانعدام الخيارات والقبول بسياسة الإرهاب الإسرائيلي التي يمارسها المستوطنين مدعومين بحكومة اليمين المتطرف.

وقال:" هذا الإرهاب وهذا العنف الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا في الضفة بالتأكيد سيقابل بالمزيد من العمليات الفدائية وتوجيه الضربات في كل الأماكن التي توجع الاحتلال".

وأضاف "ما يجري في جنين نموذج حي لدعم فكرة المقاومة وتعزيزها في صدور وأذهان أبناء الشعب الفلسطيني، وهذا تجلى في طريقة احتضان المواطنين للمقاومين بطرق إبداعية، وما يجري من قتل وتدمير وتهجير يشكل منارة لكل الفلسطينيين الذين سأموا من كل سنوات الخداع والمفاوضات من خلال وعودات كاذبة هنا وهناك".

ولفت الكاتب سويرجو إلى أن ممارسة المقاومة بات الطريق الأوحد نحو تحقيق أهداف شعبنا بعد تلاشي وثبوت فشل فكرة التفاوض مع المحتل وإعطاء مزيدًا من الوقت لمستوطنيه لفرض وقائع جديدة نحو التهويد وسرقة الأراضي وقتل حلم الحرية والاستقلال.

وتابع " على الرغم من الضوء الأخضر التي منحته الإدارة الأمريكية، ولكن يبدو أن نتنياهو بدأ يغرق في أزقة جنين، وآلية انتهاء العدوان بات صعبا قبل تفجر الأوضاع في ساحات أخرى".

أنه وفي في حال تمادى نتنياهو في العدوان على جنين وأهلها "فإن المقاومة في غزة في حالة استنفار وتُراقب الوضع، ومن الممكن توسع الساحات والجبهات".

صب الزيت على النار

الكاتب والمحلل المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان، أشار إلى أن العدوان على جنين والجرائم التي يرتكبها الاحتلال في المخيم بمثابة صب الزيت على النار.

ولفت أبو علان إلى أن كثير من العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية كانت عقب جرائم ارتكبها الاحتلال وعلى وجه الخصوص في مخيم جنين.

وقال:" الاحتلال برغم بطشه وقوة تدميره ليس لديه حل سحري لمثل هذه العمليات، وهذا كان جليا باعتراف قادة أمنيين وعسكرين إسرائيليين".

وأكد أبو علاّن على أن كل الشواهد تقول أن الرسم البياني للمقاومة بالضفة في تصاعد رغم تزايد جرائم الاحتلال ومستوطنيه.

وأشار على أنه وعلى الرغم من أن العدوان الإسرائيلي يتركز في شمالي الضفة حاليا، إلا أن الرد جاء من جنوبها وبالتحديد من بلدة السموع من الخليل، لافتًا إلى أن العملية رسالة شديدة اللهجة بأن على الاحتلال ألا يتوهم بأنه يمكن الاستفراد بمدينة أوحي أو ساحة من ساحات الوطن .

كما نوّه إلى أنّ سرعة الرد على العدوان في جنين وفي قلب الكيان رسالة أيضا "بأنّ شعبنا لن يُعدم وسائل المقاومة والدفاع عن النفس، ولن يثنيه الإجرام الإسرائيلي وأن الأمر سيرتد على نتنياهو وحكومة المستوطنين".

وختم " قبل أسبوعين كانت عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "عيلي" وأول أمس عملية طعن في "بني براك" قرب تل أبيب واليوم عملية دهس وطعن في "تل ابيب" .. المقاومة تقول أن عملياتها مستمرة ولا تعمل بردات الفعل فقط ".