مخيمات صيفية في القدس.. ظاهرها تثقيفي وباطنها أسرلة
لم تكتف شرطة الاحتلال الإسرائيلي باعتقال وملاحقة الأطفال والشبان المقدسيين، وسجنهم منزليًا، بل تريد كي وعيهم فكريًا وأسرلة عقولهم، من خلال جذبهم لأنشطة ومخيمات صيفية مجانية تشكل وعاءً لدس "السم في العسل"، وغرس ما تريده من أفكار جديدة تحمل في طياتها أجندات خبيثة.
ولتحقيق ما تسعى إليه، أعلنت شرطة الاحتلال الجماهيرية في القدس المحتلة عن مخيم صيفي مجاني للفتية المقدسيين في بلدة سلوان وحي رأس العامود جنوبي المسجد الأقصى المبارك، قائلة: إنه "سيتضمن محاضرات ضد العنف والمخدرات، و4 رحلات سياحية إلى إسرائيل".
ومن خلال ما يُسمى بـ"المراكز الجماهيرية" الإسرائيلية المنتشرة بالقدس وضواحيها، تستقطب بلدية الاحتلال المقدسيين، ولا سيما شريحة الطلبة عبر تقديم برامج مختلفة، مثل دورات تعليمية مجانية ورحلات ترفيهية مع إسرائيليين، إضافة لإقامة احتفالات وعروض فنية ومخيمات صيفية.
وتمارس هذه المراكز عدة أنشطة لا منهجية في ظاهرها ثقافي خدماتي واجتماعي، وفي باطنها إفساد للفكر الوطني والثقافة، ومحو للهوية الوطنية الفلسطينية.
أهداف خبيثة
رئيس لجنة حي وادي الربابة عبد الكريم أبو سنينة يقول إن الاحتلال لم يكتف بالسيطرة على جزء كبير من المدارس والمناهج الفلسطينية في المدينة المقدسة، بل يسعى للسيطرة على أبنائنا من خلال جذبهم للمشاركة في مخيمات صيفية تحمل أهداف خبيثة.
ويضيف أبو سنينة، في حديث لوكالة "صفا" أن "الاحتلال يريد غزو عقول أطفالنا بأفكار وقيم وثقافة اللاعنف، رغم أنه يُمارس العنف بحق أبنائنا من خلال الاعتقال والملاحقة وإطلاق النار اتجاههم، واضطهادهم، وكذلك هدم البيوت، ومصادرة الأراضي".
ويوضح أن الاحتلال يُحاول من خلال هذه الأنشطة الصيفية، القضاء على كل فكر مستقيم لدى هؤلاء المقدسيين، وإضعافهم وتطويعهم داخل المجتمع الإسرائيلي، لجعلهم أدوات ناعمة بأيدي الاحتلال.
وأخطر ما يُواجهه المقدسي- وفقًا لأبو سنينة- "محاولة الاحتلال إنشاء جيل يُدافع عنه وعن فكره، ويعمل لأجندته، جيل متربط بالكيان الإسرائيلي بامتياز، بعيدًا عن هويته الوطنية الفلسطينية".
وتكمن خطورة نشاط شرطة الاحتلال الجماهيرية في "تحسين صورة الاحتلال إعلاميًا، اختراق المجتمع المقدسي ومحاولة ترويضه وكي وعيه، محاولة تطبيع العلاقات بين المقدسيين والشرطة، إيصال الرواية الصهيونية السياسية لطلبة المدارس، وإضفاء طابع مدني على جهاز الشرطة".
ويؤكد أبو سنينة رفضه القاطع لمثل هذه المخيمات والفعاليات الصيفية، داعيًا إلى مقاومتها ومحاربتها بكل الوسائل، والعمل على توعية الأهالي بمدى خطورتها على أبنائهم، ونشر مقاطع فيديو على كل مواقع التواصل الاجتماعي تُوضح حقيقتها ومخاطرها على المجتمع المقدسي.
زيادة الفرقة
أما رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي فيقول لوكالة "صفا": إن "الشرطة الجماهيرية تعد شكلًا من أشكال الاحتلال لكن بطريقة تجميلية، هدفها تنفيذ مشاريع في ظاهرها اجتماعية تثقيفية تربوية إلى حد ما، وفي حقيقتها مشاريع استخباراتية تهويدية بالدرجة الأولى".
ويضيف الهدمي أن "الاحتلال من خلال هذه المشاريع والأنشطة، يهدف إلى جمع معلومات عن الأحياء المقدسية سواء عبر الأطفال أو الشبان، وعن طبيعة الحياة والعلاقات الاجتماعية بين الأسر وداخلها، بغية استخدامها لمعرفة الثغرات التي يمكن من خلالها زيادة الفرقة والنزاعات بين أبناء المجتمع الواحد".
ويبين أن "هذه الشرطة الجماهيرية تحمل نفس العقيدة العسكرية العنصرية التي لا تختلف وإن كانت تُؤدي دور مختلف لأجندات خبيثة، بهدف العمل داخل الجمعيات المقدسية لأجل تطبيع العلاقة مع الاحتلال، وجعله هو صاحب الكلمة والسيادة، ونحن الأقلية الذين ترعاهم الشرطة".
ووفقًا للهدمي، فإن "الاحتلال يريد أيضًا، أن يبعد عن ذهن المقدسي ضورة القتل والدمار والتدنيس والإبعاد عن المسجد الأقصى، وغيرها من الجرائم، بالإضافة إلى كي الوعي وتغييب الصورة الحقيقية لهذا الاحتلال، ونفي وجود حقيقة أي صراع معه".
ويطالب الهدمي، جميع المقدسيين بمقاطعة كل الأنشطة الصيفية والمراكز والشرطة الجماهيرية، وتوعية وتربية أبنائنا على الفهم الصحيح لطبيعة العلاقة مع شرطة الاحتلال.