دبلوماسية "الأصدقاء الألدّاء " ودبلوماسية " التحكيم "
مسلسل العقوبات التجارية المتبادلة والتحركات العسكرية والشدّ والجذب الإعلامي وتأخير زيارة وزير الخارجية الأمريكي ثم استقباله ( لم يحرز فيها تقدم وفقا للتقارير) ، لم يمنع وزيرة المالية الأمريكية " جانيت يلين " من إطلاق حزمة تصريحات لافتة قبل زيارتها للصين التي انتهت منذ أيام وخلالها وبعدها ، مثل : " فكّ الإرتباط الصيني الأمريكي عمليا مستحيل " و " العالم يتسع لأمريكا والصين ليديرا علاقتهما بمسؤولية تحقق التزاماتهما وتمتعهما بالإزدهار" و " ليس من المعقول أن نحلّ كل مشاكلنا في زيارة واحدة وحيدة لكنني متأكدة أن زيارتي هذه ستمهد لبناء قنوات اتصال بناءة " و " أعتقد أن اجتماعاتي التي استمرت 10 ساعات على مدى يومين مع نظرائي ستعزز الجهود لوضع العلاقات الامريكية الصينية على أسس أمتن " ، إنتهى الإقتباس .
تصريحات وزير المالية الصيني كانت بمستوى نعومة تصريحات " يلين" ، ما يدفعني للقول أن " يلين " خدمت الأهداف الأمريكية باحترافية أكثر ودبلوماسية أنضج من وزير الخارجية بلينكن ، ويدفعني هذا لترشيحها وزيرة خارجية لأمريكا مستقبلا ، كما يدفعني للتمني على الدبلوماسية الأردنية أن تتابع دبلوماسية "الأصدقاء الألدّاء" ، بدلا من دبلوماسية " التحكيم الدولي" مع الأصدقاء ، في "العطارات " بغض النظر عن التفاصيل ونتائج التحكيم وكلفه والضغوط المتعلقة ، وكما يدفع بسؤال أيضا: لماذا ترفض الحكومة مراجعة اتفاقيات شركات توليد الطاقة الأردنية بدلا من الخسائر التي نتحملها ؟ "فالغبن الفاحش" من ذوي القربى أشد قسوة خاصة عندما تكيل الحكومة بمكيالين ؟