طلال العواملة: الدراما الاردنية تُنازع.. وشارع طلال هو باب الحارة الاردني
رصد - أكد رئيس مجموعة المركز العربي الإعلامية، طلال عدنان العواملة، أن الدراما الأردنية "تُنازع"، وذلك نتيجة عدة عوامل، أبرزها: "الحكومة والوضع الإداري في البلاد، ونقابة الفنانين، والمنتجين، والفنانين أنفسهم الذين لا يطورون من أنفسهم وينتظرون الدعم الحكومي المباشر".
وقال العواملة خلال مقابلة عبر شاشة عمانTV إن الدراما غائبة عن العقل السياسي في البلاد، حيث لا يجري تصنيفها على أنها أداة إعلامية مؤثرة في الشارع، لافتا إلى أن هناك سوء تخطيط وسوء إدارة في هذا السياق، حيث أن معظم دول العالم الكبرى تعتبر الدراما قوة ترفيه ناعمة.
وأضاف العواملة أن هذا الوضع لا يتحمّله مسؤول واحد بعينه، حيث أن المسؤولين يتغيرون والواقع لا يتغيّر.
وبيّن العواملة أن دول مصر وسوريا يؤمنوا تماما بأهمية "الدراما" كوسيلة لتصدير ثقافتهم وتأكيد حضورهم الاقليمي، بينما ذهبت تركيا لتأكيد حضور دولي عبر الدراما. مشيرا إلى أن "التجربة التركية فريدة من نوعها، حيث أن هناك آلية عمل كاملة مع الحكومة التركية لاستغلال هذه الأداة التي عززت حضور تركيا الدولي وجلبت لها أعداد كبيرة من السياح".
أعمال درامية أردنية ناجحة غاب عنها التلفزيون الاردني.. واخرى اساءت للمنجز الاردني
وحول الأعمال الدرامية الأردنية، أشار العواملة إلى أن هناك خلافا على تعريف الأعمال المحلية، لافتا إلى عدة أعمال درامية متميزة أنتجها المركز العربي ولاقت انتشارا عربيا واسعا.
واستغرب العواملة عدم قيام التلفزيون الأردني ببثّ تلك الأعمال عبر شاشته، مثل "مسلسل سلطانة" الذي قال إنه يعدّ من أهم الأعمال في تاريخ الدراما الأردنية وجرى بثّه عبر معظم المحطات التلفزيونية باستثناء التلفزيون الأردني، وكذلك مسلسل عودة أبو تايه ومسلسل نمر بن عدوان الذين حققا نجاحا باهرا على مستوى الوطن العربي ولم يقم التلفزيون الأردني ببثّهما.
وتابع العواملة: "مسلسل الاجتياح أيضا حصل على جوائز عالمية، لكن لم يجرِ بثّه عبر شاشة التلفزيون الأردني رغم أن المركز العربي قدّمه كهدية للتلفزيون الأردني الذي رفضه لأسباب مجهولة (أمنية أو سياسية)"، لافتا إلى أن هذا المسلسل كان يتحدّث عن اجتياح قوات الاحتلال المدن الفلسطينية، ويتوافق ويتسق مع الموقف الأردني الرسمي تجاه القضية الفلسطينية".
ولفت العواملة إلى أن الأوضاع السياسية قد تحكم على نجاح العمل الدرامي "ماليا" في بعض الأحيان، مشيرا إلى "مسلسل الاجتياح" الذي لم يحقق عائدا ماديا لكنه حقق أكبر من ذلك وهو الجوائز والمكانة العالمية، نتيجة أن القنوات التلفزيونية قد لا تحب الاعمال التي تختلط بها السياسة".
وحول "الكوميديا الأردنية" وما شهده موسم رمضان الماضي، قال العواملة إن المشكلة تكمن باعتبار البعض "دراما سهلة"، والحقيقة أنها أصعب أنواع الدراما لكونها تحتاج عدة مقوّمات (نصّ، وقدرات ممثل، وقبول "خفة دم"، وغيرها من العوامل).
كما تطرّق العواملة إلى "أعمال أساءت للمنجز الأردني"، قائلا: "هناك مسلسل تناول معركة الكرامة، وأنا شخصيا لا أجرؤ على انتاج مسلسل حول هذا الموضوع بهذه الفترة الزمنية وهذه الموازنة وهذه الكيفية، فمعركة الكرامة إحدى مصادر فخر الدولة الأردنية الأساسية".
العواملة: لدنيا سياسيون متحدثون
خلال المقابلة، قادت عبارة العواملة أن "القادم أجمل"، الضيف للحديث عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ومختلف السياسيين، فقال: "رئيس الوزراء أكثر فهما منا كمتحدث وصاحب قدرات لغوية خاصة".
وتابع العواملة: "بالنظر إلى السياسيين كلهم، تجد لديهم قدرات عالية، فالدكتور بشر قوي، والدكتور عمر لديه عمق ثقافي، وسمير الرفاعي موسوعة من المعرفة والعقل المستنير والإلمام بحاجة القطاعين العام والخاص، لكن لماذا لا ينعكس هذا على الأرض؟ يجب أن تنعكس هذه الامكانيات على الحياة العامة".
وقال العواملة: "إذا كان هناك نية فالوصفة بسيطة، وهنا أشير إلى شخص غيور جدا على الصناعة نتعامل معه اليوم، وهو مهند البكري رئيس الهيئة الملكية للافلام، بعدما كان اهتمام الهيئة في مرحلة سابقة بالأعمال الأجنبية التي تأتي من الخارج للتصوير في الأردن".
مسلسل شارع طلال
وحول مسلسل شارع طلال، قال العواملة إنه وبمناسبة المئوية، قررنا انتاج مسلسل شارع طلال الذي سيمتد على مدار أكثر من (100) حلقة، تبدأ أحداثه منذ عام 1954 وينتهي بوفاة الملك الراحل الحسين بن طلال.
وقال العواملة إن الهدف من العمل أن يكون وثيقة تاريخية اجتماعية بتقنيات عالية الجودة.
ولفت العواملة إلى أن "العامود الفقري للمسلسل هو الكاتب مصطفى صالح، وهو ابن شارع طلال وابن عمان ورئيس تحرير صحيفة سابق، وله عدة نجاحات من نمر العدوان وراس غليص، وهو قادر على رصد المرحلة"، مشيرا إلى أنه أبلغ صالح: "نريد باب الحارة الأردني، وليالي الحلمية الأردني".
الوالد عدنان العواملة
لم يتمالك طلال العواملة نفسه لدى الحديث عن والده ومؤسس مجموعة المركز العربي الراحل عدنان العواملة، حيث هزمته العبرات وتساقطت دموع الابن الذي حمل المشعل بعد والده، دون أن يتحدث بكلمة غير "كان عصاميا ناجحا حقق أكثر من أهدافه".