تسجيل صوتك كعلامة تجارية



كل شيء جائز في عالم الذكاء الاصطناعي .. استنساخ أشخاص ووجوه .. تأليف قصائد وكتابة روايات .. حتى صوتك أصبح اليوم قابلا للبيع والشراء.

تبهرك التقنيات الجديدة كل يوم بما هو جديد، لكنها قد تتحول يوما من نعمة إلى نقمة ، وتكتشف بعدها أن الحياة ببساطتها وعفويتها وبتقنياتها المتخلفة كانت أجمل وأكثر حميمية.

آخر المتذمرين من هيمنة الذكاء الاصطناعي على العالم ، هم فئة الممثلين في صناعة الدبلجة الذين يبدون قلقا بشأن مستقبلهم بعد أن كانوا يعيرون أصواتهم لأفلام التحريك (الكرتونية) وألعاب الفيديو، حيث أصبحت شركات الإنتاج تستخدم أصوات "مركبة" تمزج فيها أصوات بشرية كثيرة من دون أن تدفع للممثلين الأصليين أصحاب هذه الأصوات أجورهم ،والأمر يتعدى هؤلاء إلى موظفي الرد على المكالمات في الشركات والبنوك ،فالتقنيات الرقمية باتت خطرا على وظائفهم.

ليس للدعابة ، ربما علينا التفكير في تسجيل أصواتنا كعلامات تجارية لحماية الملكية الخاصة ،بحيث لا يمكن لأحد استغلالها دون إذن ، فربما صوتك يصبح أكثر شهرة منك في عالم الذكاء الساحر والمثير أحيانا للسخرية.

يأتيك أحدهم في ضجيج شوارع مدينة صاخبة ليقول أغربوا عنا أنتم وأصواتكم النشاز ، وقد يتسول إليك آخر بتخليص العالم من صراخ وزعيق ونعيق هذا أو ذاك .

ربما اقترب عصر تقديم الروبوتات نشرات الأخبار لتقرأ النصوص وتحاور الضيوف بدل المذيعين ، وربما أيضا انتهى عصر توظيف آلاف المحاسبين والمصرفيين والفنيين في الشركات ، ولا داعي أيضا لأساتذة الجامعات وجيوش المدرسين ، طالما يمكن للخوارزميات ابتكار وتخزين ملايين المعلومات والحلول في آلة بليدة وشرائح رقائق لا وزن لها وتقوم بتعليم البشر بحرفية عالية .. ابتسم فقد بدأ عصر الذكاء الاصطناعي بغزو العالم وأول أسلحته هاتفك المحمول .