"داء كرون".. هل تقف بكتيريا في الفم وراء الإصابة بالمرض؟
يصيب داء "كرون" أربعة ملايين شخص حول العالم، ويسبب أعراضا منهكة مثل التعب المزمن والإسهال وآلام البطن وفقدان الوزن وسوء التغذية، بينما كشفت دراسة حديثة عن ارتباطه بـ"بكتيريا موجودة بالفم"، حسب تقرير لموقع "ساينس أليرت".
ما هو داء كرون؟
داء كرون هو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية، ويسبب تورم "التهاب" الأنسجة في السبيل الهضمي، وهذا قد يؤدي إلى المغص والإسهال الشديد والإرهاق ونقص الوزن وسوء التغذية، وفقا لموقع "مايو كلينك".
وقد يختلف موضع الالتهاب الناتج عن داء كرون في السبيل الهضمي من شخص إلى آخر، وأكثر منطقة يصيبها هي الأمعاء الدقيقة، وينتشر هذا الالتهاب غالبا في الطبقات العميقة من الأمعاء.
وقد يسبب داء كرون الكثير من الألم والإرهاق، ويمكن أن يؤدي أحيانا إلى مضاعفات تهدّد الحياة.
وبمجرد ظهور أعراض كرون، يظل المرض كحالة تستمر مدى الحياة، وعلى الرغم من وجود طرق للتحكم في تلك الأعراض، فلا يوجد له علاج حاليا، وفق "ساينس أليرت".
ما أسبابه؟
الأسباب الدقيقة لمرض كرون غير معروفة وربما ترجع إلى عدد من العوامل المعقدة والمتداخلة، منها الوراثية وأخرى ترتبط بالتدخين والنشاط المفرط بالقناة الهضمية.
وأظهرت الأبحاث أن "ميكروبيوم الأمعاء" يلعب دورا مهما في الإصابة بالمرض.
وميكروبيوم الأمعاء عبارة عن تريليونات من البكتيريا والفيروسات والفطريات، الموجودة داخل جسم الإنسان منذ الولادة.
وتلعب تلك الميكروبيوم دورا مهما في ضمان عمل خلايا الأمعاء بشكل صحيح، وتساعد البكتيريا الموجودة في أمعائنا أيضا خلايا المناعة لدينا على العمل كما ينبغي، مما يضمن في النهاية فعاليتها.
وتظهر العديد من الدراسات أن الأشخاص المصابين بداء "كرون" لديهم مجموعة "أقل تنوعا من بكتيريا الأمعاء"، ولديهم أيضا مستويات أعلى من أنواع معينة من البكتيريا التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الأمعاء.
ولكن ليس فقط بكتيريا الأمعاء هي التي تظهر علامات الخلل الوظيفي لدى الأشخاص المصابين بداء كرون، حيث تظهر الأبحاث أن البكتيريا الموجودة في الفم قد تكون مهمة أيضا في هذه الحالة الالتهابية.
ويحتوي "فم الإنسان" على ثاني أكبر عدد من البكتيريا بعد الأمعاء، ويبتلع البشر الملايين من البكتيريا الموجودة باللعاب يوميا.
وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بداء "كرون" لديهم بكتيريا مختلفة في أفواههم مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم هذه الحالة.
وحسب "ساينس أليرت" فإن هناك أنواعا معينة من البكتيريا الموجودة في الفم والتي قد تلعب دورا في الإصابة بـ"كرون".
وتوجد أيضا أنواع قليلة من البكتيريا التي توجد بشكل شائع في أمعاء الأشخاص المصابين بداء كرون مقارنة بالأشخاص أصحاب "الفم الصحي".
وتشير الأبحاث التي أجريت على البشر إلى أن بكتيريا فموية واحدة على وجه الخصوص، تسمى "Veillonella parvula" موجودة بكثرة في أمعاء الأشخاص المصابين بداء "كرون".
وتكشف أبحاث أُجريت على الفئران أن الالتهاب "يجعل من السهل على أنواع معينة من البكتيريا أن تنمو، مما يؤدي إلى تفعيل مفرط للخلايا المناعية وبالتالي اتساع الالتهاب".
وإذا كان الأمر نفسه ينطبق على بكتيريا الفم المرتبطة بالداء فقد يشير ذلك إلى أن فرط نمو البكتيريا والتهاب في الفم هو السبب الجذري المحتمل لـ"كرون".