تونس.. عزل خطيب جمعة استنكر إقصاء المعلمين والاهتمام بالفنانين (فيديو)
عزلت السلطات التونسية خطيب مسجد في ولاية القيروان بعد إلقائه خطبة جمعة تحدث فيها عن أوضاع المعلمين وأهمية العلم، مستنكرًا الاهتمام بالفنانين. وانتقد الخطيب معز السالمي في خطبة الجمعة 14 يوليو/تموز الجاري، إقصاء المعلمين في ظل تصاعد أزمتهم. وفي 10 يوليو/تموز الجاري، أعلنت السلطات التونسية إعفاء 350 مدير مدرسة من مناصبهم، وحجز رواتب شهرية لـ17 ألف مُعلم، على خلفية رفضهم معالجة تقييمات الاختبارات التي سلّمها المعلمون إلى الإدارة. ويحتج المعلمون من أجل زيادات مالية، وتقول النقابة إن الأجور ضعيفة ولا تتناسب مع ارتفاع كلفة المعيشة وغلاء الأسعار. وعلّق السالمي على قرار السلطات بعزله، وكتب عبر صفحته على موقع فيسبوك "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وقع إنهاء تكليفي في خطة إمام جمعة على خلفية خطبة الجمعة التي دافعت فيها عن المعلم وعن دور العلم في بناء الحضارات شكرا لدولتنا التي تؤمن بحرية الكلمة”. وكان السالمي قد قال في خطبته "يا أمة ضحكت من جهلها أمم، أمة تقدّر المغني”، وتابع أن "مغنيًا صعد فوق خشبة المسرح في تونس لمدة لا تتجاوز 45 دقيقة ونال راتب 1000 معلم”. وقال إن "المغني حصل على أجره من مال التونسيين”، ومضى إلى أن "الأمم تُعرف على قدر اهتمامها بالعلم وتتطور بالعلماء”، مشيرًا إلى أن كلامه مُهم وموجه للحاكم (في إشارة إلى رئيس الدولة قيس سعيّد). وتابع السالمي في خطبة الجمعة، أنه لا يمكن أن "نتحدث عن تطور والعالِم يهاجر إلى الخارج، والمعلم يهان والدكتور يسحل على التراب لأنه يطالب بأبسط حقوقه”. وتفاعل المدونون في تونس عبر مواقع التواصل مع عزل الخطيب، وكتبت الأكاديمية علجية ناجي "حتى من يقول الحق في البلاد يُهان.. لم تخسر شيئًا وشرف لك إنهاء التكليف”. وقال المدون شاهين سلمي "مرحبا بسنوات عجاف، مرحبا بالزيادات والانقطاعات، مرحبا بإغلاق الأفواه، مرحبا بالطوابير الطويلة، مرحبا بالبؤساء، مرحبا بدكتاتورية منتخبة”. وكتب الناشط توفيق السالمي "معز قال كلاما يستحق عليه العزل في أكثر من مرة، لكن الدولة لم تفعل. قبلت بالسيء ورفضت الجيد. دفاع معز عن المعلمين كان شرعيا وطبيعيا ولم يسكت عن الهجوم عن المعلم وعن تقزيمه وهذا يحسب له”. وكتب الناشط بلال دحيفت "يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمّة فهناك وسائل ثلاث: اهدم الأسرة والتعليم وأسقط القدوات والمرجعيات.. كلنا نعلم مكانة الأسرة والتعليم خاصة في هذا المجتمع البائس”. وقالت الأكاديمية مهنية مروشي "نحن في بلد من يقول الحق يُشق رأسه”. وشهدت السنة الدراسية الماضية أزمة بين وزارة التربية ونقابة التعليم، تعثرت خلالها المفاوضات بين الجانبين. وتتمثل مطالب النقابة في تحسين الوضعية المادية للمعلمين بزيادة أجورهم، بما يتناسب مع تراجع القدرة الشرائية وغلاء الأسعار، مع إيجاد صيغة لتسوية وضعياتهم المهنية.