حرب تلد أخرى (2 -2)
في اليوم التالي لوقف الحرب أخذت الكويت قرارا مفاجئا بزيادة انتاجها النفطي، وتم التركيز في تحقيق هذه الزيادة الانتاجية على آبار الرميلة الواقعة في المنطقة الحدودية المتنازع عليها مع العراق. ما أدى إلى انهيار الأسعار، وخلال أيام حذت الإمارات حذو الكويت.
استقر رأي القيادة العراقية أن ما يخدم العراق هو زيادة أسعار النفط، فاتهم دول الخليج والولايات المتحدة بأنها وراء انخفاض عائدات النفط، وبدأت مهاجمة الوجود العسكري الأمريكي في الخليج، واتهام الكويت بضخ كميات غير عادية من النفط إلى الأسواق، وأن الجانبين الأمريكي ودول الخليج يتآمران على العراق، وأخذت أجهزة الإعلام العراقية تكرر هذه الأقوال.
استغلت أمريكا الأجواء الإقليمية وظروف العراق الداخلية للضغط عليه للتخلص من أسلحته وجيشه بعدما أصبحت إيران أقل خطرا على الخليج من السابق، فبدأت حملات إعلامية أمريكية غربية ضد العراق بأنه بات يهدد جيرانه وأنه يسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل. ولكن الواقع أن أي خطوة خطاها العراق منذ وقف الحرب مع ايران وغزوه للكويت كان سببها اقتصاديا، وحاول بشتى الأساليب الخروج من أزمته وأطلق برنامجا للخصخصة، وسعى للتودد من دول الخليج، فلم تعط هذه الخطوات نتائج إيجابية بل زادت المتاعب الاقتصادية، كما ازداد الضغط الأمريكي لتحجيم قوة العراق.
تصعيد عراقي
في 17 تموز 1989 اغتنم صدام مناسبة ذكرى وصول حزب البعث إلى السلطة، وأطلق تحذيرا في خطابه ضد الكويت، وقال أن هناك مؤامرة تستهدف شعب العراق لتجويعه، وفي شباط 1990 حضر سرا إلى عمان للمشاركة في اجتماع مجلس التعاون العربي، واستغل الاجتماع مهاجما الولايات المتحدة واسرائيل، وبأن على أغنياء العرب أن يعطوا العراق أموالا، وأن يسامحوه على الديون التي بلغت 30 مليار دولار، وأن على زعماء الدول العربية أن يتفقوا على تحرير فلسطين بقيادة العراق.
لم يعجب الرئيس المصري حسني مبارك ما يقوله صدام، وبالرغم من تدخل الملك حسين للتوفيق بين الرئيسين، لكن مبارك أصر على المغادرة، لأن خلافه مع صدام أصبح يمس بجوهر النظام المصري والتزاماته تجاه اسرائيل وأمريكا ودول الخليج، ومنذ ذلك الحين تدهورت الأمور بين صدام ومبارك الذي أصبح لا يرى مانعا من إزاحة صدام، أما الملك حسين فقد أبقى على علاقاته المتينة بصدام.
في الثاني من نيسان 1990 أقدم صدام على إعلان موقف غير مسبوق، إذ ظهر في مؤتمر صحفي للرد على الحملة الدولية التي تتهم العراق بتطوير أسلحة دمار شامل، وبعد إعلانه بأن العراق يملك فعلا أسلحة دمار شامل والقدرة على إنتاج أسلحة ذرية، قال إن الصواريخ العراقية "ستحرق نصف اسرائيل إذا اعتدت على العراق". هز هذا الموقف الشرق الأوسط واحتل مانشيتات الصحف وتصدر نشرات الأخبار.
كانت الدول العربية تستعد لقمة طارئة في بغداد في 28 أيار 1990، فطلب صدام أن تكون اجتماعات القادة العرب سرية. وفي الجلسة الافتتاحية ألقى خطابا ناريا هاجم فيه الكويت والإمارات، لأنهما تنتجان كميات من النفط أكبر من الحصص المتفق عليها، وأن هذه الزيادة تشكل حربا اقتصادية، وعرض صدام لحل الأزمة مع الكويت شطب الديون المستحقة للكويت، وتأجير جزيرتي وربة وبوبيان ليصبح لدى العراق واجهة بحرية معقولة، ومنح العراق مليارت الدولارات لينهض باقتصاده. وعلى الرغم من تدخلات عربية عديدة لم يتغير موقف الكويت.
الخديعة والاستدراج
وبمواجهة العجز العربي أدرك العراق أن أمريكا تملك المفتاح في ردع الكويت عن سياستها النفطية، ولجس النبض الأمريكي استدعى طارق عزير سفيرة الولايات المتحدة في بغداد ابريل غالاسبي يوم 25 تموز 1990 إلى اجتماع، وهي سيدة تجيد اللغة العربية، وبدلا من لقاء عزيز دعاها المسؤولون العراقيون إلى مقابلة صدام، وفي هذا اللقاء شكا صدام من الضخ الزائد للنفط الكويتي بتشجيع من واشنطن، وأن هذا يرقى إلى مستوى حرب اقتصادية على العراق. وبعد أن استفاض في تفاصيل خلافاته مع الكويت واضطرار العراق لمعالجة الأمر، قالت غلاسبي :" إن الولايات المتحدة لا تتدخل في الخلافات العربية" وفهم صدام قولها كأنه ضوء أخضر من واشنطن.
كان العراق غافلا عن أبسط المعلومات عن الولايات المتحدة، وعن منظمات وقوى في واشنطن أقوى من ساكن البيت الأبيض، وكان من مظاهر ذلك إغفال القيادة العراقية عام 1990 مسألة تبليغ الرئيس العراقي عن المواقف الأمريكية التي قد لا تعجبه مخافة إثارة غضبه.
استمرت الوساطات العربية حتى اللحظة الأخيرة قبيل غزو العراق للكويت، إذ دعت السعودية الطرفين إلى اجتماع في جدة في 31 تموز 1990، وبعد فشل الاجتماع بأربع وعشرين ساعة، وفي الثاني من آب 1990، دخلت الدبابات العراقية الكويت واحتلتها بأربع ساعات.
التدويل
أصدر مجلس الأمن القرار (660) الذي ندد بالغزو العراقي، وهدد بفرض عقوبات على العراق، وتدخل الملك حسين لدى صدام الذي وعده بانسحاب قريب. ولكن الدول الكبرى كانت تتحرك في عالم كان فيه الاتحاد السوفييتي قد انهار، فأصدرت موسكو وواشنطن بيانا مشتركا طالب بانسحاب عراقي غير مشروط واستعادة سيادة الكويت، وتجميد أموال الكويت والعراق في العالم، وفرض حظر على بيع السلاح إلى العراق. وطلبت واشنطن من السعودية وتركيا وقف ضخ النفط العراقي عبر أراضيهما، وبدأت القوات الأمريكية تتحرك نحو الخليج.
الأردن والحل العربي
في الخامس من آب حصل اتفاق مبدأي على لقاء عربي في السعودية، يجمع مبارك والملك فهد والملك حسين. وكان الحسين قد عمل جاهدا لانجاح هذا الاجتماع، فأقنع صدام أن يعلن الانسحاب من الكويت إذا نجح الاجتماع. ولكن قبل الاجتماع ادعى مبارك أن صدام قد وعده في بغداد سابقا أنه لن يقوم بعمل عسكري ضد الكويت وهاجمه بشدة، في وقت كانت مصر ترسل وحدات عسكرية مصرية إلى السعودية، ما أدى إلى تراجع صدام عن تعهده للحسين بإعلان الإنسحاب، وفيما واصل الزعماء العرب التعبير عن رغبتهم في حل عربي وخاصة الملك حسين، كان موقف مبارك مفضلا ردع العراق عسكريا، وهو موقف كانت تعلنه أمريكا كل يوم.
عرض الملك حسين حلولا عملية لمساعدة العراق ومصر والسعودية للخروج من المواقف المتشنجة، فاقترح استخدام الجيش الأردني كعازل بين الكويت والعراق لتسهيل انسحاب الجيش العراقي بدون إهانة، لكن مبارك رفض هذه المقترحات فورا.
في عمان كان الملك حسين يتأهب للسفر إلى القاهرة لحضور مؤتمر القمة الذي سينعقد في التاسع من آب، واختار للرحلة طائرة ملكية أردنية اسمهما "بغداد"، رافضا اقتراح مستشاريه طمس الاسم.
أثناء القمة جدد الملك حسين اقتراحه لحل عربي معقول يؤدي إلى إعادة الأمور كما كانت عليه قبل 1 آب، إلا أن مبارك رد بعنف على الملك حسينن وتشاجر الزعيمان، وهاجم الملك حسين الرئيس المصري لأنه تعهد له قبل الاجتماع بحل عربي للأزمة، ولكنه كان في الحقيقة ينفض المخططات الأجنبية، حسب قول الملك حسين.
في 13 آب وصل الملك حسين إلى بغداد، وكان من المقرر أن يغدرها إلى واشنطن على أمل أن يجتمع ببوش ومعه رسالة من صدام أو مشروع خطة للسلام، والظاهر أنه كان لا يزال يعتقد بالحل ولو أن ذلك مخالفا لكل منطق، فالولايات المتحدة ومعظم الدول العربية كانت تقف ضد الفكرة. وعندما خرج من اجتماعه مع صدام كان متجهما، فقد فشل الاجتماع.
العد التنازلي للحرب
في السادس من آب تمكنت تاتشر من اقناع بوش الأب باتخاذ موقف قوي من العراق. وفي اليوم التالي وصل ديك تشيني وزير الدفاع الأمريكي إلى الرياض وطلب من الملك فهد قبول تمركز قوات أمريكية في السعودية للدفاع عن المملكة ضد غزو عراقي محتمل، وأدرك العراق أن عروضه الجدية بالانسحاب لن تلق تجاوبا لأن بعض الزعماء العرب والولايات المتحدة وبريطانيا كانوا عازمين على إخراج الجيش العراقي بدون اتفاق على الانسحاب، فرد صدام وأعلن في 8 آب أن الكويت هي المحافظة رقم (19)، وصدر قرار جديد عن مجلس الأمن يندد بالخطوة العراقية.
في السعودية وغير بعيد عن الظهران بدأت طلائع القوات الأمريكية بالانتشار. وذكرت مصادر البنتاغون أن نصف مليون جندي سوف يأخذون مواقعهم قبل نهاية الشهر.
اختلف الوضع عام 1990 عما كان عليه عام 1980، إذ لم يعد للعراق أي حليف عربي أو دولي هذه المرة ، باستثناء اليمن والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية. وشكل انضمام سورية إلى التحالف الدولي ضد العراق اكتمالا للصورة ، والواقع أن الذي دفع سورية إلى الانضمام إلى التحالف لم يكن مجرد علاقاتها السيئة مع العراق، إذ كانت تشعر بالعزلة عن عدد من الدول العربية المهمة وخصوصا مع مصر والسعودية، ثم أن السوريين أدركوا ما يجري في الاتحاد السوفييتي وكتلته الشرقية الداعمان لسورية.
أعلن السوريون بوضوح أن قواتهم موجودة في السعودية للدفاع عنها لا لمهاجمة العراق، وأنهم لا يسعون إلى حرب مع العراق. وكانوا يريدون حلا سلميا لا يضعف قوة العراق، لكن الموقف تغير عندما اندلعت الحرب.
فهم حافظ الأسد بخلاف منافسه صدام أن الحرب الباردة قد انتهت بانتصار تام للولايات المتحدى، وأنه لن يستطيع بعد الآن البقاء خارج النظام الدولي الجديد، تحت طائلة أن يكون بدوره ضحية لهذا النظام، وأن تدعيم موقف العراق لن يكون في مصلحة استقرار نظام حكمه، نظرا إلى المساعدات المالية الكبيرة التي تتلقاها سورية من دول الخليج، ولو أن سورية بقيت في معزل عن التحالف لكانت هذه المساعدات قد توقفت. وكان التدخل السوري في لبنان منذ عام 1975، عاملا أساسيا في الدور الإقليمي لسورية، وهو التدخل الذي ندد به العراق عدة مرات.
استعمل المال بكثرة لشراء الحلفاء، فدفعت واشنطن سبعة مليارات دولار لمصر و10 أخرى لتركيا، كما وعدت واشنطن والسعودية والكويت روسيا بمساعاد بلغت 6 مليارات. وفي اليوم الثاني من أيلول استقال الشاذلي القليبي أمين عام الجامعة العربية، وكذلك ممثل الجامعة في واشنطن كلوفيس مقصود احتجاجا على ما آلت إليه الأوضاع العربية.
حصل التدخل في حقبة زمنية أصبح الاستقطاب الدولي فيها من الماضي، وأصبحت الحرب الباردة في ذمة التاريخ. وقد بزغ نجم القطب الواحد متمثلا بدولة عظمى مفتونة بقوتها، وميلها لإظهار هذه القوة واستخدامها، وقد أخفق النظام السياسي في العراق في قراءته للوضع الدولي.
كان على القيادة العراقية أن تدرك أن اللعب بعلاقات القوة الدولية لن ينتج إلا كارثة، وأن الفشل في تقييم ردود الأفعال قد يجهض أية إجراءات متخذة، فمثلا سارعت تركيا إلى حشد قوة برية وجوية قرب الحدود العراقية الأمر الذي أجبر العراق على الاحتفاظ بقسم رئيسي من قواته للتحسب، ثم قامت تركيا بإغلاق أنبوب النفط العراقي المار من أراضيها وهو ما حرم العراق من الأموال التي يحتاجها، وقامت السعودية بإجراء مشابه، فتوقف ضخ النفط العراقي إلى الخارج.
وهكذا وبعد جهد دبلوماسي قاده بوش شخصيا ونفذ جزءا منه وزير الخارجية جيمس بيكر، تمكنت الولايات المتحدة من صنع جبهة دولية ضمت حلف الأطلسي وحلف وارسو – الايل للتفكك - وقائده الاتحاد السوفييتي، ووصل عدد الدول في هذا التحالف 50 دولة، من ضمنها دول عربية وإسلامية.
العاصفة
بدأ مجلس الأمن الدولي جلسة للنظر في مشروع قرار يجيز استعمال القوة ضد العراق، فضغطت واشنطن على أعضاء المجلس، للتصويت لصالح القرار، باستثناء اليمن الذي عارض القرار. وأعطى القرار مهلة حتى 15 كانون الثاني 1991 للانسحاب من الكويت. حاولت القيادة العراقية مرارا الانسحاب مقابل خروج آمن للجيش العراقي من الكويت، لكن الولايات المتحدة رفضت هذه العروض، وكان المطلوب تحجيم العراق والقضاء على قوته العسكرية، واستمر التوتر حتى 15 كانون الثاني، فأضاف العراق كلمة "الله أكبر" على العلم العراقي، وجملة " يا عراق يا منقذ العرب" إلى النشيد الوطني، واستعد للأسوأ.
بدأ الأمريكيون الحرب في 16 كانون الثاني، بغارات متتالية على أهداف داخل العراق، ولم يستطع العراق الرد على هذا الهجوم الساحق، ولم يستخدم أسلحة كيماوية، مكتفيا بضرب صواريخ سكود ضد اسرائيل والسعودية.
قبل الهجوم البري بأسبوع أذاع مجلس قيادة الثورة قبول العراق بقرار مجلس الأمن الدولي (660) القاضي بالانسحاب غير المشروط من الكويت، لكن بوش وصف الإعلان العراقي بالخادع وطالب باسقاط النظام، ورفض وساطة روسية تفسح المجال أمام الجيش العراقي لللانسحاب خلال 21 يوما لتلافي الهجوم البري، فعرض صدام تخفيض مدة الانسحاب إلى أسبوع، لكن بوش وافق على منح العراق 48 ساعة لسحب مئات الألوف من الجنود في الكويت وإلا واجه هجوما بريا ساحقا.
هنا انهارت معنويات القياة العراقية، فأمرت بحرق حقول النفط في الكويت، وضخ النفط إلى مياه الخليج مباشرة ، ولفترة طويلة اختفت الشمس في سماء الكويت. وعندما صدر أمر للقوات العراقية بالانسحاب بدأ تقهقر كبير وغير منظم. وحلت كارثة إضافية حيث استمرت قوى التحالف في الانقضاض على آلاف العراقيين، مدنيين وعسكريين أثناء انسحابهم من الكويت.
صدق العراقيون تصريحات نورمان شواركسوف أن الطائرات لن تضرب جيشا منسحبا، لكن مئات الطائرات الأمريكية هاجمت القوافل المتراجعة، وكانت النتيجة أن عشرات الالوف قضوا حرقا في آلياتهم.
نجح الإعلام الأمريكي في تصوير الحرب أنها ضد شخص واحد هو صدام حسين، في حين كان الهدف تدمير شعب العراق بكامله. ولم يتغير هذا الإسلوب في التعامل مع العراق منذ عام 1990 وحتى نيسان 2003، وكان يتم تصوير الأمر دوما بأن الحرب هي ضد شخص واحد حاكم في بغداد، أما عن ملايين الضحايا من الحروب التي أعادت العراق إلى العصر الحجري، وعن نهب ثرواته والقضاء على أجياله، فهذه خسائر جانبية كان على العراقيين قبولها "ثمنا لتحريرهم من صدام". حتى أن جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي صرح علنا :" سنعيد العراق إلى ما قبل عصر التصنيع". أما الرئيس مبارك فقد علق بالقول :" إنه أمر مؤسف سقوط ضحايا ولكن هذا دوما يحدث في الحرب".
لم يكن الرأي العام العالمي بدون ضمير، فقد خرجت التظاهرات الشعبية ضد التصرفات الأمريكية في عواصم العالم، واستقال بعض الوزراء الأروبيين، وكتب محللون عن أمور مخزية ضد الانسانية ارتكبت في حرب الخليج. ووصف بارتريك سيل هزيمة العراق بأن "العالم نسي أن العراق هو دولة عالم ثالث" وأنه لم يستحق واحد بالمئة من القوة التي جردتها الولايات المتحدة عليه، أكثر من ثلاثة أرباع المليون جندي مجهزين بأحدث الأسلحة والمعدات، وعلى الرغم من المجازر المروعة ألقت أمريكا العنان لطياريها ولم تردع استخدامهم اللامعقول للأسلحة القاتلة، في حين كان الطيارون يصفون الغارات بأنها "رحلة صيد للديك الرومي"، ما يكشف استهتار أولئك الطيارين بضحاياهم ومعاملتهم كأنهم أشياء لا بشر.
ولعل حرب الخليج ستدخل التاريخ كإحدى أكثر الحروب التي جربت فيها أسلحة جديدة ، إن لم يكن أحد أهداف الحرب تجريب تلك الأسلحة. وهكذا دمر العراق بنية مبيته من أجل ايجاد نموذج في بلاد الرافدين يذكر العرب والعالم برمته بأن القول الفصل في قضايا المنطقة هو الآن بيد الغرب وحده، ولكن إلى حين..