ماذا يعني استقبال الأردن لزوجة مروان البرغوثي؟

 


كشف الأردن مؤخراً عن لقاء جمع زوجة الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في الوقت الذي تتزايد فيه التساؤلات عن خلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
 

وقال الكاتب والمحلل السياسي الأردني حازم عياد إن "الأردن يسعى إلى إعادة ترسيم علاقته مجدداً مع السلطة الفلسطينية بعدما تراجعت سيطرتها على الأرض في الضفة الغربية... وحتى في الساحة اللبنانية نجد أنها بدأت تفقد السيطرة على مناطق نفوذها التقليدية هناك".

 
واعتبر عياد أن "محاولات الأردن الرسمي لترسيم العلاقة مجدداً مع السلطة الفلسطينية تتجه إلى مزيد من الانفتاح على القيادات التقليدية والشعبية في حركة فتح مثل مروان البرغوثي، وهذا ما أكده الاستقبال لفدوى البرغوثي في عمان".

ولفت عياد إلى أن "الحراك الأردني الرسمي، بات يجد له أثراً في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، لا سيما وأن عمّان لديها هواجس في أن تتراجع الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية نحو مزيدٍ من التدهور".
 

وأشار عياد إلى أن "البرغوثي قد يكون شخصاً يراهن عليه في تجميع صفوف حركة فتح مجددا، ومن ثم يخشى الأردن من الفراغ، ومن الممكن أن تكون ورقة البرغوثي هي الورقة الرابحة التي يبحث عنها الأردن".

وأعربت قيادات في السلطة الفلسطينية عن استغرابها من طريقة كشف الأردن عن زيارة فدوى البرغوثي، وصيغة البيان الرسمي الذي أعقب الزيارة، ومثار استغرابهم بحسب المصدر من أن فدوى البرغوثي مفصولة من حركة "فتح" ولا تمثل أي من مؤسساتها، ومن ثم "كيف يتم استقبالها بصورةٍ دبلوماسية كالذي حصل؟".
 

من جانبه، قال رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق الدكتور جواد العناني أنه لا يوجد ما يمنع الأردن من استقبال زوجة المناضل مروان البرغوثي، وفق رأيه.

وتساءل في حديث عن "الأسباب التي تمنع الأردن من استقبال زوجة مروان البرغوثي، خاصة أنه لم يؤثر سلباً في يوم من الأيام على الساحة الأردنية، ومن ثم لماذا لا نستقبل زوجة مروان البرغوثي؟".
 

وقال "لك أن تتخيل موقف الشعب الفلسطيني في حال أعلن عن رفض الأردن استقبال زوجة مروان البرغوثي، نحن نعلم أن لمروان البرغوثي شعبية كبيرة في الضفة الغربية، ومن ثم الأردن معني في استقبال زوجته والإعلان عن الزيارة بصفة رسمية".
 

وحول تحفظ بعض قيادات السلطة الفلسطينية على الزيارة والاستقبال، قال العناني: "بعيداً عن المسميات والإشكاليات هنا أو هناك، الأردن معني في تحقيق شيء ومنع شيء، والمهم هنا أن الزيارة تحققت ومنعنا حالة غضب فلسطينية فيما لو أعلن عن رفض الأردن استقبال السيدة البرغوثي، وفي نهاية الأمر مروان البرغوثي في الأسر فلماذا التخوف من هذه الزيارة؟".
 

وبحسب مراقبين، فإن استقبال الأردن لفدوى البرغوثي، ربما يؤشر على أن عمّان بدأت بالانخراط أكثر في محاولة إيجاد إجابة على سؤال لطالما تم طرحه، من سيخلف الرئيس محمود عباس في رئاسة السلطة الفلسطينية؟.
 

وسلمت فدوى البرغوثي عقيلة القيادي في حركة "فتح" مروان البرغوثي، المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رسالة من زوجها إلى الملك عبدالله الثاني عبر وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي.
 

وأكدت البرغوثي في الرسالة أن "أمن واستقرار وازدهار الأردن مصلحة وطنية فلسطينية عليا".
 

وشددت على "أهمية الدور الأردني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية ومدينة القدس، وأهمية دور الأردن في استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، واستعادة التضامن العربي".


(قدس برس)