لا صوت يعلو على صوت السلطة.. رفعت الاقلام وتحشرجت الكلمات في الحناجر



اليوم ننعى الحرية، ونؤبن الحقوق الدستورية التي أزهقتها التشريعات وفرغتها من مضامينها ومعانيها، وهذه ليست مبالغات او مزايدات او نظرة سوداوية مؤدلجة، هي وقائع سنعيشها حتما في قادمات الايام..

قانون الجرائم الالكترونية الجديد -المصادق عليه- سيدخل حيز التنفيذ بعد ثلاثين يوما، ثلاثون يوما سيضُبط بعدها الناس جميعا على الصامت، فلا صوت يعلو على صوت السلطة، ولا كلام فوق كلامهم، ولا اجتهاد خارج الصحن او داخله.. رفعت الاقلام وتحشرجت الكلمات في الحناجر..

وكأن هذه الانتكاسة وحدها لا تؤدي الغرض، وهذه الجرعة من العنت لا تشفي صدورهم، ولا تريح قلوبهم.. في الايام القليلة الماضية، يحكم ناشر وصحفي (خالد تركي المجالي ، احمد حسن الزعبي) بالسجن لمدد متفاوتة، احدهما يمضي محكوميته، والاخر ينتظر وما بدلا تبديلا ، ونحن عاجزون تماما..

ماذا بوسعنا ان نفعل، وقد قال القضاء كلمته، وهو السلطة التي سنظل نقول انها حصننا الاخير، وملاذ الباحثين عن العدالة ، ومقصد المتشبثين بحقوقهم وحرياتهم عندما تحاصرهم قوى الردة و تتغول عليهم السلطات..

اما بعد ..

خالد وأحمد، والله اني ابكيكما بحرقة كلما وضعت رأسي على وسادتي، ابكيكما كلما ضممت اولادي الى صدري، كلما قبلت جبين والدي، او هاتفت امي، او جالست اخوتي و اصحابي ، لانها تفاصيل حياتية يومية حرمتما منها قسرا..

هل نحن خائفون قلقون مما ال اليه حالنا؟ نعم صحيح .. فهل يريحكم خوفنا ؟ هل يسعدكم خذلاننا للناطقين بوجعنا؟

ان عجزنا يختصر الكثير من الجهد و الكلف ، فانتم تريدونها جمهورية موز، و نحن نريدها وطنا حقيقيا لنا جميعا.

اليوم انتصرت ارادتكم، وانهزمت ارادتنا، هنيئا لكم هذا النصر المؤزر ولا عزاء لابناء هذا الشعب الطيب..