اكشط واربح



لا زالت معاناة الشباب تزداد يوماً بعد يوم في ظل أوضاع اقتصادية متذبذبة وارتفاع الأسعار، والحكومة بدورها تحاول جذب استثمارات لخلق فرص عمل للشباب تناسب مؤهلاتهم ومهاراتهم، على الرغم من تلك الجهود قدرة الشباب على بناء مستقبلهم يراوح مكانه، والحلول المطروحة لم تستطع إزاحة كابوس قلة ذات اليد بسبب عدم الاستقرار الوظيفي وانخفاض الأجور خاصة شريحة العمال تحديداً الذين يعملون بنظام المياومة.

ربما حملة المؤهلات العلمية قد يتمكنون من ايجاد عمل لكنه براتب لا يرضي طموحات معظمهم ولا يغطي المصروفات التي يحتاجون، والأمر يصبح أصعب إذا ما أراد الشاب الزواج، سيفكر ملياً لأنه سيترتب عليه مسؤوليات والتزامات ونفقات فوق طاقته. لذا يلجأ البعض منهم إلى الجمع بين وظيفتين، وهذا من الصعوبة بمكان جهد بدني ونفسي كبيرين، قد يجره إلى مشاكل صحية في غنى عنها، أو التفكير في العمل خارج البلاد، ليتمكن من الزواج أو إكمال دراسته وتوفير المال لبناء بيت المسنقبل بيت الزوجية، ليتخلص من هموم دفع الإيجار شهرياً سعياً وراء الاستقرار الاجتماعي والمالي.

والبعض الآخر يتسلل اليأس إلى نفسه، فليس لديه الرغبة في البحث عن وظيفة ولم يعد يشعر بالحماس كما كان عندما أنهى دراسته الجامعية، فتبخر الحلم الذي كان يراوده بأن الوظيفة جاهزة تنتظره وما عليه إلا أن يتسلمها.

الأصل أن مرحلة الشباب هي مرحلة الجد والسعي لا الركود والخمول وانتظار هطول الفرص الوظيفية من كل حدب وصوب، فصار يسلك الطريق الأسهل لكنه مجهول العواقب، يدخل مسابقات ويمني النفس بربح آلاف الدنانير لتريحه من عناء البحث عن عمل.

اكشط واربح قد ينقله إلى عالم الراحة وتحقيق جميع أمنياته كعصا سحرية يشير بها فتجعل أحلامه حقيقة، ومن منظور واقعي الحل الوحيد أن يسعى الشباب ويضعوا نصب أعينهم الجد والاجتهاد للوصول إلى غايتهم بدل القعود وانتظار المستحيل.