وزارة التربية والموارد البشرية أبدع دولة الرئيس في مفاجأتنا
أمس في تغيير اسم وزارة التربية والتعليم ونقلها نوعيًا وربطها بإنتاج الموارد البشرية، فلم يكن للتعليم غاية أسمى من إعداد المواهب وإدارة الإبداع، وليس سرًا أن نقول إن الموارد البشرية حاليًا تسمي بإدارة المواهب والإبداع ، فالمجتمع لم يعد بحاجة إلى "الحفّاظ"، من ذوي التسعة وتسعينات بمقدار حاجته إلى مصممين ومبتكرين ومبدعين ومجددين وعاملي معرفة بأنواعها: التطبيقية والفنية والاستراتيجية، كلنا نتوق لإنتاج المواهب لا الحفاظ! ولذلك فأنا أعتبر ما قاله الرئيس أبرز تحديث
مما يقولون!!
ليس مهمًا القول كان يجب أن يكون الأمر بعد حوار وطني، لكن الإبداع قد يكون عملًا فرديًا، بل يحق لنا أن نقول ربما كان للرئيس وعي ذاتي متقدم ومعزز بخبراء غير ظاهرين، لأن ما حوله من مجالس تربوية هي أعباء عليه
"بالكاد" قدرتها على إدارة تراجع التعليم أو إدارة الفشل!
لقد يذكر كثيرون أننا غيرنا في بداية الستينات اسم وزارة المعارف إلى وزارة تربية وتعليم،
وعلقنا آمالًا عريضة على ذلك،
غير أن النتائج كانت متواضعة!
فلم يرافق الاسم الجديد على سموّه أي تعديلات مستحقة! فلم يتغير شيء، ولم يشعر الوطن بأي
تحسن في تربية النشء، بل ربما
شكى كثيرون من قلة الدين وقلة الأدب وانتشار ما هو غير تربوي!!
إذن؛ نحن أمام تغير جديد ونقلة مهمة جدًا ومتناسبة مع متطلبات عصر المعرفة والذكاء الطبيعي والاصطناعي! بل دخلنا نظريًا في الموارد المطلوبة بشريًا وتنمويًا. ولكي لا يكون التغيير اسميًا ، فإن المطلوب من دولة الرئيس ما يلي؛ وهذا أمل لا طلب،
ولا يجوز أن نخاطب رئيسًا مجتهد
بغير الأمل والتمني!
١-تطوير فلسفة التربية بما يناسب الفكر الجديد والمهام الجديدة ، والاستماع إلى الأصوات المهمشة بدلاً ممن هم في الحوزة والجيب! وهذا يتطلب حوارًا وطنيًا لم أعهد أحدًا ممن هم في الساحة قادرون على ذلك!
٢- تطوير قيادات التعليم بدءًا من إداراته ومجالسه ولاعبيه الأساسيين والاحتياطيين، وقد يتطلب ذلك جراحات بالمنظار وغير المنظار، وإرادة قوية، وقدرةً. فمن فشلوا في التعليم "الحفظي" لن يقدموا لنا تعليمًا
وموارد بشرية مؤهلة.
٣-تغيير بنية التعليم ومناهجه ومواده وخططه الدراسية ونوعيته وبرامجه بما يناسب التغيير، ولا أظن دولة الرئيس يجهل أم مصنع إنتاج المناهج
ينتج وفق خط إنتاج قديم، وخطة دراسية عفا عليها الزمان؛ دولة الرئيس في السعودية التي دربناها قبل عشر سنوات وضعوا خططًا دراسية مدهشة وبتخصصات حديثة!
٤- أمًا المدارس، فهي قضية أخرى، تحتاج عشرات التجديدات:
من معلميها إلى غرفها!
التغيير دولة الرئيس إيجابي، ولكن لا نتوقف عند تخوم الشكل!
ونتذكر جميعًا أن من صنع فشلنا التربوي غير قادر على توفير متطلبات نجاح الفكر الجديد.