هل كلام المسؤول الاردني عليه ضريبة ؟
كتب زيان زوانة -
بالأمس الأربعاء 30/8 وجه رئيس الوزراء بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي على برنامج جديد للإصلاح الإقتصادي ، ويوم الأحد 27/8 وفي ختام أعمال " خلوة البحر الميت" أعلن نائب رئيس الوزراء للشؤون الإقتصادية عن إمكانية عدم اللجوء إلى اتفاقية لبرنامج جديد مع الصندوق!
هذه الوقائع تشير "لسوء قنوات" تواصل الحكومة مع بعضها وضعف عملها "كفريق"، ما يضعف الثقة بها وبما يصدر عنها، خاصة في قضية لها تشعبات محلية وخارجية، كما يؤشر عموما لضعف الخطاب الرسمي.
منذ أسبوعين صرحّ مدير العلاقات العامة في بنك HSBC العالمي ، ورئيس مجلس الأعمال البريطانية الصينية ، بأنه يرى أن حكومته البريطانية "ضعيفة " أمام الضغوط الأمريكية التي تطالبها بتقليص علاقاتها التجارية والإقتصادية مع الصين ، وأن على الحكومة البريطانية أن تراعي المصالح البريطانية بدلا من تنفيذها الأعمى للمطالب الأمريكية.
طبعا إعتذر المسؤول البريطاني لاحقا ، قائلا أنها وجهة نظره الشخصية ، وحرص البنك على تأكيد ذلك في بيان منفصل .
كذلك استقالت وبعد تدخل الحكومة البريطانية ، المدير التنفيذي لبنك NatWest البريطاني بسبب حديثها لمندوب الBBC عن بعض تفاصيل حساب الرئيس السابق لحزب بريطاني والذي أغلقه البنك ما أحدث ضجة حول البنوك البريطانية ودرجة سيطرتها.
يثير التصريحان المتناقضان لرئيس الوزراء الأردني ونائبه تساؤلا حول دور الخطاب الرسمي ومصداقيته ، وحول أدبيات وقواعد العمل العام عامة وهل تشمل جميع البلدان أم تختلف من بلد لآخر أم أنها بين هذا وذاك أم أنه لا وجود لها أصلا ، وهل " المساءلة " إحدى ركائز العمل العام فعلا أم أنها مجرد " يافطة " ، وهل المسؤول الأردني يدرك ذلك ويدرك سبب فجوة الثقة بينه وبين المواطن ؟ أيا كان الحال ، فقد أشعرني بالتعاسة ، مدركا أن تعاستي لا تقدّم ولا تؤخر.