قلبي سجين




ماذا تبقى للمعلّم أن صودرت منه الأبجدية؟ ماذا تبقى للبشير إن أحرقت رسالته واعتقل وحيه؟ ماذا تبقى للحسون ان اجروا لحنجرته عملية جراحية ؟ ماذا تبقى للكاتب إن كُسر قلمه ودُلق حبره وحوّل الى الجنايات "ألمه "؟..ماذا تبقى لنا من الحياة إن كان الماضي مجرّد حنين ،والحاضر أنين، والمستقبل في قبضة المجهول..

أنا مثل السجين ، لا ابدّل ملابسي الا عند الزيارة ، أو مراجعة عيادة الطبيب ، أتقلب على سريري ، أراقب سقف المهجع المقشور ، أحرق الأيام أنفثها دخان و لحظات ، الشهر مجرّد "باكيت" فيه 30 سيجارة ..أطفئ يوماً وأشعل يوماً بمنتهى المرارة..كلام الناس مجرّد طنين ، لا أفهمه ، لا يعلق في ذاكرتي ، ولا أستطيع ترديده ، ما أصعب أن يتحوّل المرء من عاشق الى وطنه الى مجرّد "ظنين"..لا أستطيع أن آخذ شهيقاً كاملاً ،فحصّتي من الاكسجين محدودة ، لا أستطيع أن أطلق تنهيدة كاملة ،فالزفرات أصبحت معدودة.. صدري زنزانة انفرادية وقلبي سجين..

يا رب "يوسف" كن عوننا ، أنت تعرف صبرنا وصدقنا وطهرنا ، يا رب يوسف متى ستنتهي السنين العجاف ، دفتري منذ شهور لم ينبت فيه حرف وقلمي يضربه الجفاف ، يا رب "يوسف" لقد استنسر في أرضنا البغاث..كلما "استيئس" الرسل أغثتهم بنصر وكرامة.. عبادك نحن فمتى نغاث؟..يا رب "يوسف" وعزتك وجلالك.. أن ألقى وجهك على ما أنا عليه..احب ألف مرة "مما يدعونني اليه"..


Ahmedalzoubi@hotmail.com