الناطق الرسمي لا ينطق خارج دائرة الاعلام الحليف والصديق..

 


كتب أحمد الحراسيس - 

لعلّ حكومة الدكتور بشر الخصاونة من أكثر الحكومات التي أظهرت عداء لوسائل الإعلام إن لم تكن الأكثر عدائية؛ في عهدها تراجع مستوى الحريات العامة وتحديدا حرية الصحافة بشكل غير مسبوق حسب تقرير مراسلون بلا حدود الذي وضع المملكة في المرتبة (146) من أصل (180) دولة. والحقيقة أن الأمر غير مرتبط بالتشريعات العرفية التي جرى اقرارها فحسب، بل بالممارسات اليومية لأعضاء الحكومة ونهج تعاطيهم مع وسائل الإعلام.

خلال الأيام الماضية، كررت الاردن24 محاولات التواصل مع وزير الاتصال الحكومي، فيصل الشبول، من أجل الحصول على توضيح أو ردّ أو تعليق أو نفي أو تأكيد للعديد من الأخبار التي نُشرت عبر وسائل إعلام محلية وعالمية، غير أن جميع المحاولات اصطدمت بتعنّت الوزير الشبول واصراره على موقفه بعدم الظهور الإعلامي، تاركا بذلك الفضاء العام والفضاء الالكتروني نهبا للشائعات والتحليلات وربما الأخبار الكاذبة.

ومن بين أبرز الأخبار التي حاولت الاردن24 الحصول على ردّ أو تعليق أو توضيح من الوزير الشبول بشأنها كان "اتهام رئيس قوات الحماية من الإشعاع والكيميائية والبيولوجية في القوات المسلحة الروسية الفريق إيغور كيريلوف، الولايات المتحدة باجراء أبحاث بيولوجية في الأردن"، والأنباء التي أثيرت حول "اجراء تعديل وزاري على حكومة الخصاونة"، بالاضافة إلى "اعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطة لاقامة سكة حديد تربط الاردن بالكيان الصهيوني وعدة دول في الشرق الاوسط"، وغيرها من الأخبار التي نشرتها وسائل اعلام عالمية.

الشبول، وهو الناطق باسم الحكومة، يخالف التوجيهات الصريحة التي أطلقها الملك عبدالله الثاني نهاية العام الماضي، عندما أكد "أهمية التركيز على حق وسائل الإعلام والمواطنين بالحصول على المعلومة، والتواصل المستمر مع وسائل الإعلام المهنية"، فالقاعدة في محاربة الأخبار الكاذبة تقوم على دحضها من خلال بثّ الأخبار الحقيقية، وهذا ما لا يمكن تطبيقه دون وجود مصدر رسمي يصرّح بالحقيقة وينشرها من خلال وسائل الإعلام، وهو الدور الذي لا يقوم به وزير الاتصال الحكومي..

انكفاء الشبول وعدم ظهوره عبر وسائل الإعلام يعني بالنتيجة انقطاع خطوط التواصل مع المواطن، وبالتالي ابقاء المواطن مغيّبا عن خطط الحكومة ورؤيتها بل ورؤية الدولة.

الحقيقة أننا في الاردن24، نحاول أن نتواصل مع المسؤولين الرسميين حتى نضمن التوازن في التغطيات وبثّ الرأي والرأي الآخر، ونحاول أن نتواصل أيضا مع الشبول باعتباره الناطق باسم الحكومة، إلا أنه يرفض الاجابة على اتصالاتنا لأسباب قالها ونمسك عن ذكرها هنا، والأصل بالناطق باسم الحكومة أن يكون الأكثر نشاطا وتواجدا وحضورا في وسائل الإعلام، وأن يتعامل مع وسائل الإعلام على قاعدة المساواة دون أن يكون هنالك تصنيف وفرز لوسائل الإعلام، فجميع وسائل الإعلام المحلية مرخّصة وتعمل وفقا للقوانين والأنظمة التي أقرّتها الحكومة نفسها، وتعمل بروح وطنية.

خلال سنوات عملنا في مهنة الصحافة، تعاملنا مع وزراء إعلام كانوا منفتحين تماما على وسائل الإعلام جميعا بشكل كبير، وآخرون كانوا مقلّين في الظهور الإعلامي، لكن لم نتعامل من قبل مع حكومة ووزير يضيق صدره بالنقد ويكون هناك معايير غير مهنية في التعاطي مع الصحفيين ووسائل الإعلام وما تنشره هذه الوسائل.