"عاصفة متطرفة " علّمت "الطائرات المروحية" السباحة!

فاجأت العاصفة العنيفة "دانيال" الجميع بما في ذلك الخبراء الذين لم يصدقوا أن تصل إلى هذا الحد من القوة، وبعد اليونان وتركيا وبلغاريا ضربت شرق ليبيا بعنف غير مسبوق.


تحولت العاصفة "دانيال" إلى إعصار حقيقي مع اقترابها من شواطئ ليبيا الشرقية، وكانت درنة المدينة الليبية المقابلة لجزيرة كريت اليونانية، الأكثر تضررا بشريا وماديا.

العاصفة استمرت في التمون على السواحل الشرقية الليبية وبلغت سرعة الرياح في مدينة بنغازي وما جاورها من جهة الشرق إلى 80 كيلو متر في الساعة، وسالت المياه من الأمطار الغزيرة فيضانا عارما في شوارع درنة لا يقف أمامه أي سد.

 

 

هذه الظاهرة الطبيعية وصفها الأستاذ في الجيولوجيا التطبيقية الديناميكية وفي إدارة الكوارث إفثيميوس ليكاس بأنها "ظاهرة طبيعية متطرفة تحدث مرة واحدة في الألفية".

وفي تصريحات تلفزيونية قال ليكاس: "بالنظر إلى أن ظاهرتين تحدثان مرة واحدة في كل ألف عام جرتا في غضون أربع سنوات، كما كان حالنا ايضا مع إيانوس قبل ثلاث سنوات، يجب أن نفكر كيف يمكننا هيكلة في اليوم التالي".

العالم اليوناني المتخصص أعرب عن اعتقاده بأنه "من وجهة نظر البعد البيئي، فإن هذه العملية برمتها والتي هي جزء من العمليات الطبيعية للوقت الجيولوجي تعد طبيعية "، مشيرا في هذا السياق إلى أن "سهل ثيساليا (في وسط اليونان) تم تشكيله بمثل هذه الأحداث الضخمة على مدى 2 مليون سنة الماضية".

الأكاديمي اليوناني لفت إلى أن التأثير على البيئة ينظر إليه اليوم "من وجهة نظرنا الخاصة، من وجهة نظر حياة تدوم 50 أو 100 عام على الأكثر".

الخبراء يرون أن عاصفة "دانيال " ظاهرة ناجمة عن انسداد يحدث نتيجة دخول منطقة ضغط عال بين منطقتين منخفضتي الضغط، مشكلة إثر ذلك الرمز أوميغا " Ω".

أستاذ إدارة الكوارث في جامعة أثينا يوضح استثنائية ظاهرة العاصفة "دانيال" بالإشارة إلى أن منطقة "فولوس" وسط البلاد في مقاطعة "ماغنيسيا" تلقت جراء هذه العاصفة 150 مليون طن من الماء والطين في يوم وتحد فقط، كما أن الأمطار التي هطلت على شبه جزيرة بيليون بلغت كميتها 750 ملم فقط في الفترة من منتصف الليل وحتى الساعة الثالثة من مساء يوم الثلاثاء الماضي، في حين أن المتوسط السنوي لهطول الأمطار في أثينا لا يتعدى 400 ملم.

 

Video Player
 
 
 

العاصفة الاستثنائية في هذه المنطقة والتي جعلت الطائرات المروحية العسكرية اليونانية "تسبح"، يصف حجمها المفاجئ كونستانتينوس لاغوفاردوس، مدير الأبحاث في مرصد أثينا الوطني، بالقول :"لم نصدق التنبؤ تقريبا. هذا رقم لم نره من قبل. إنه غير واقعي".

الدرس المستفاد من هذا القدوم المفاجئ للعاصفة الاستثنائية "دانيال" بحسب كريستوس زيريفوس، أستاذ فيزياء الغلاف الجوي، أن العالم يتجه إلى زعزعة استقرار كاملة للمناخ، وأن مثل هذه الظواهر الشاذة ستعود إلينا!

المصدر: RT