عشوائيات من غير هد ى ولا نور
فما بين العمل وعجلة الزمن وتحديدا هنا في منزلي في حين كنت أنا ما بين ترتيب هندامي والأشياء الخاصة من حولي وإذا بي ألمح رصاصة وقد إستقرت في زاوية من زوايا شرفتي بيتي أو كما نقول بالعامية البرندا وهو الإسم المتعارف لدينا فنحن لانؤمن حتى في أبجدية الحروف العربيه حتى أننا ما عدنا نهتم إلى جوهر الكلمه وإلى مفرداتها العربيه لتعود البرندا إلى حقيقة أصلها وهي كلمه لاتينيه ترمز إلى المكان الممتد على طول المنزل و الذي هو بيت الأمان والاستقرار با الأصل ولكن دعوني أعود بكم إلى محور الحديث الأساسي في توصيل ما يجول في خاطري من أفكار في تلك اللحظة التي وقع بصري على الأرض وفي عيني ألمح طيف إبنتي الصغيره وأنا أصور في مخيلتي هول المشهد وكيف لو أن أحد من أ فراد أسرتي في تلك اللحظة كان ضحية لتلك الرصاصة فبدأت أنسج في مخيلتي صور أبنائي الأعزاء وأنا أذكر في نفسي بأننا جميعا نحب الجلوس في هذا المكان ففي كل بيت توجد تلك الشرفات والزوايا التي نلجأ إليها وقت الغروب فلكل منا قصه يسردها بشكل يومي في جو عائلي لا يخلو من الفرح والهم في آن واحد ولكنها تغيرت معاير الزمان فأخفت معها جزءاً من العادات والقيم التي تربينا عليها منذ الأزل فما عاد الجار يعلم بأن في بيت جاره فرح إلا من صوت الرصاص الطائش الذي يرمي به إلى الأعلى يصوب يمينا أو نحو الشمال قليلا لعله يذهب الرصاص إلى أعلى مكان بعيدا عن حارته التي يسكن فيها هكذا يشعر بالأمان والطمأنينة وهو يعلم جيدا بأن الأماكن التي صوب تجاهها هي منطقه يسكنها الأحياء ولكنهم الأموات في صمتهم الدائم لأنهم يعلمون بأن الأمر مكرر لديهم وهم أيضاً في قفص الإتهام برغم من المصائب التي كانت سوف تحل بهم لولا لطف الله في ذلك اليوم الذي يفتقر إلى تاريخه وعنوانه من يد رصاصة مجهول إلا أننا سنبقى الشعب الذي يعيش على البساطة والبركه وطيبة القلب والتسامح إلى الحد الذي يصف سذاجة الموقف والتهاون في حقوقنا حتى لو كان حساب أرواح أبنائنا