في وقت الخطر.. كيف تنجو وعائلتك من الفيضانات والأعاصير؟
لا يمكن إيقاف عاصفة أو إعصار قادم إلى المنطقة التي تعيش فيها، لكن يمكن للإنسان اتخاذ خطوات تحميه برفقة عائلته، من تلك الكوارث الطبيعية.
وتقدم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC) عدة نصائح للبقاء بأمان خلال العواصف والأعاصير، مشددة على أنه من المهم اتباعها قبل وأثناء وبعد الكوارث.
وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، باتخاذ خطوات أساسية مسبقة، حال اقتراب حدوث عاصفة أو إعصار، بما في ذلك "وضع خطة شخصية طارئة، للتعامل مع الكارثة المحتملة".
وشددت على أهمية "متابعة واتباع التعليمات الصادرة عن سلطات الأرصاد الجوية، وعدم تجاهل أوامر الإخلاء، إن لزم ذلك".
كما قالت إنه "من الضروري تخزين المواد الغذائية الأساسية في المنزل والسيارة، بالإضافة إلى الإمدادات الطبية، وفهم المخاوف الصحية والطبية لكبار السن".
ضربت عاصفة "دانيال" القوية عدة مدن شرقي ليبيا، وتسببت في دمار سدين في درنة وفيضانات دمرت نحو ثلث المدينة وتسببت في مصرع أكثر من خمسة آلاف شخص، وفي تقديرات أخرى نحو 20 ألفًا.
وصف مسؤولون ليبيون سواء في الحكومة المكلفة من البرلمان في الشرق، أو حكومة الوحدة الوطنية في الغرب، ما تواجهه البلاد بأنه أمر غير مسبوق، وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" فهناك عوامل جغرافية ومتعلق بالمناخ تسببت في هذه الكارثة وفي مصرع الآلاف بسرعة كبيرة.
وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أيضا، بـ"طباعة المستندات المهمة (مثل أرقام هواتف الطوارئ) قبل وقوع الإعصار".
ويمكن أن يؤدي انقطاع التيار الكهربائي أثناء وبعد الإعصار، إلى منع الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت، عندما يكون الإنسان في أمس الحاجة إليها.
وتنصح الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة (NOAA) بأن يكون لديك "من الطعام والماء والدواء غير القابل للتلف، ما يكفي كل فرد في عائلتك لمدة 3 أيام على الأقل".
ومع انتشار المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت، حث خبير الأرصاد الجوية والمتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية الأميركية، جون مور، الناس على "التأكد من أنهم يعتمدون على مصادر موثوقة للمعلومات، مثل وسائل الإعلام المحلية، وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية"، بحسب شبكة "سي بي إس" الأميركية.
عند وقوع العاصفة أو الإعصار
أما أثناء وقوع العواصف أو الأعاصير، فتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بـ"الابتعاد عن مياه الفيضانات، واتباع التحذيرات بشأن الطرق التي غمرتها المياه".
وأكدت أيضا على "ضرورة عدم قيادة السيارة في المناطق التي غمرتها الفيضانات، كون السيارات أو المركبات الأخرى لا تحمي من المياه، وإنما يمكن أن تنجرف أو تتوقف في المياه المتحركة".
وتطلب السلطات الأميركية من الناس، ارتداء "سترة النجاة" إذا كان من الضروري قيادة السيارة في مياه الفيضانات، أو بالقرب منها.
وتعد الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة، السبب الرئيسي الثاني للوفيات الناجمة عن الأعاصير المدارية التي تصل إلى اليابسة، بحسب خدمة الأرصاد الجوية الأميركية.
كما توصي السلطات بغسل اليدين بالماء النظيف والصابون إذا لامس الشخص مياه الفيضانات. كما يمكن استخدام المناديل المطهرة التي تحتوي على الكحول إذا كانت المياه أو الصابون غير متوفر.
ويمكن أن تحتوي مياه الفيضانات على العديد من الجراثيم التي قد تضر بالصحة، بما في ذلك المواد الكيميائية الخطيرة، والنفايات البشرية، والماشية والحيوانات البرية أو الضالة، وخطوط الكهرباء المتساقطة، وغيرها من الملوثات التي يمكن أن تسبب الأمراض.
بعد الكارثة
وبعد انتهاء الكارثة الطبيعية، توصي السلطات الأميركية بـ"اتباع احتياطات السلامة قبل العودة إلى المنزل الذي غمرته المياه".
وشددت على "ضرورة عدم دخول المبنى المتضرر، حتى تحدد السلطات المحلية أنه آمن، إذ يمكن للأعاصير أن تلحق الضرر بالمباني وتجعلها غير آمنة".
تتوالى المشاهد التي توضح حجم الكارثة التي حلت بمدينة درنة في شرق ليبيا بسبب إعصار دانيال، ما بين جهود جمع الجثث والبحث تحت الأنقاض وفي البحر عن مفقودين، والمستشفيات التي تعج بالمصابين، وانقطاع الكهرباء.
وأشارت أيضا إلى "أهمية الاعتناء بأي جروح أو إصابات لمنع العدوى"، لا سيما أن خطر الإصابات أثناء وبعد الإعصار والكوارث الطبيعية الأخرى يظل مرتفعا.
وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بـ"عدم استخدام الأجهزة الكهربائية المبتلة، وإيقاف تشغيل التيار الكهربائي عن المنزل إذا كان الجهاز المبتل لا يزال متصلا بالكهرباء".
وفي حالة انقطاع التيار الكهربائي، فيجب استخدام المصابيح الكهربائية بدلا من الشموع.
كما تذكر التوصيات، أهمية التخلص من الأطعمة التي ربما تكون قد لامست مياه الفيضانات أو العواصف. ويمكن للأطعمة غير الآمنة أن تسبب الأمراض، حتى لو كان شكلها ورائحتها ومذاقها طبيعيا.
الحرة