يوم فرح مميز في البادية الجنوبية نسجت خيوطه (40) قصة نجاح تسلحت بالحِرَف اليدوية
يوم فرح مميز في البادية الجنوبية نسجت خيوطه (40) قصة نجاح تسلحت بالحِرَف اليدوية
جمعية تدريب وتأهيل المرأة الأردنية الخيرية صانعة الفرح
اتحاد الجمعيات الخيرية قدم المال وزغاريد النشميات ألهب الأجواء
الشيخه منيفة هارون الجازي تواصل مسيرة والدها وشقيقها في خدمة مجتمعها
كتب : عبد الله اليماني
بدعوة من فارسة البادية، الشيخه منيفة هارون الجازي، رئيسة (جمعية تدريب وتأهيل المرأة الأردنية الخيرية) ، توجهنا باتجاه (أذرح) حيث مركز الأميرة هيا بنت الحسين التنموي.
حيث تلتف الخريجات حول (الشيخة) يسألنها متى يأتي راعي الاحتفال لتخريجنا . إنهن متلهفات لرؤية الوزير ، لحظة تسليمهن شهادات التخريج، ومن بعدها يبدأن العمل في المهنة متسلحات بالعلم ألي تلقين.
محظوظات شقائق الرجال في اذرح ب ، الشيخه منيفة ، التي تواصل الليل في النهار من اجل إدخال السعادة في كل بيت وقلب من قاطني اذرح .
ترى الخريجات يعملن وأعينهن تراقب المستقبل ، فكل منهن تنتظر هذا اليوم فتقول : مبارك؛ الآن أصبحت إنسانة متسلحة بمهنة منتجة ، أصنع بصمتي في طريق مستقبلي، لأتجاوز الفقر ومآسيه.
في هذا اليوم تكتب الخريجة حروف مستقبلها حيث تتوجه ، بكل محبة ، إلى سوق العمل والإنتاج ، فالسيدة التي بلغت من العمر ، عتيا كانت حاضرة ، تفتخر أنها هي التي صنعت هؤلاء النسوة ، برغم أنها لم تدخل المدرسة ، لكنها تعلمت من الجدات والأمهات والعمات والخالات .
وهي اليوم تعلم بناتها . وتقدم هذا النموذج الرائع ، بكل عفوية وطيب خاطر لم تدرس في المدارس واقول : إنهن فنانات في عملهن ومكافحات.
يوم الفرح في أذرح في البادية الجنوبية ، كان بدعم مباشر من الاتحاد العام للجمعيات الخيرية ، المتمثل برئيسه الدكتور عاطف عضيبات ورفاقه أعضاء لجنة الاتحاد الكرام . هؤلاء الذين يقفون إلى جانب المحرومين على مساحات الوطن، يزرعون الفرح
على وجوه وشفاه المحتاجين .
اليوم في أذرح وبموقف إنساني نبيل سطره د. عاطف عضيبات ، عندما أصر على التقاط صورة مع إحدى الخريجات، وقد رأيتها أن أرض الاحتفال لا تسعها من شدة فرحها ، وأن المكان أضاء أمامها ، والابتسامة لا تفارق شفتاها.
وأمام هذه الوجوه التي تشع آمالا مشرقة ، وأحلاما كبيرة وقف راعي الاحتفال الدكتور عاطف عضيبات ، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الخيرية ، فارتجل كلمة، أشاد فيها بالقيادة الهاشمية، وبالأردن الذي ننتمي إليه . كما عبر عن شعوره بالفخر والاعتزاز في معان الأبية التي لها وقع خاص في تأسيس الدولة الأردنية ، ووضع لبنتها الأولى.
وأضاف عضيبات : منذ أن كلفت برئاسة عمل الاتحاد ، ومعي ثلة من زملائي الأكارم ، عملنا على مأسسة الاتحاد ، بحيث اعتمدنا على دعم المشروعات المولدة لفرص العمل . ونأمل أن نقدم لها الأموال التي تجعلها توفر مزيدا من فرص عمل وتكون أكثر إنتاجية .
ينبعث من شذى ، رائحة شذى عملها من خلال مشروع التمكين الاقتصادي والاجتماعي الذي يموله الاتحاد العام للجمعيات الخيرية ، الذي يهدف إلى خلق فرص عمل للنساء الأقل حظا في منطقة أذرح في معان ، وتمكن هذا المشروع من تدريب وتأهيل (40) نشمية من نشميات أذرح ،على إنتاج حرف يدوية تراثية ، تضم نسيج البسط ، وفن الخياطة والتفصيل والخزف وإعادة التدوير .
كانت من بينهن شابة اسمها الآنسة شذى تعد شعلة من الحيوية والنشاط ، تسأل الخريجات عن مدى رضاهن عما قدم لهن خلال الدورة ، وما هو المطلوب بعد التخرج .
شكرا لمن زرع الفرح في نفوس صاحبات قصص النجاح ، شكرا صاحبة الحيوية والنشاط المبدعة الانسة ( شذى قطيشات ) .. صانعة مشروعات الخير والنماء في اتحاد الجمعيات الخيرية ، شكرا الأستاذ عياش كريشان عضو لجنة الاتحاد ، وشكرا جزيلا الأستاذ احمد كريشان رئيس اتحاد معان .
والشكر موصول إلى ابن البادية ، رئيس بلدية الأشعري نصار الجازي، والشكر معطر بحبات الهيل وفزعة الغانمين يوم تصهل الخيل لرجل الميدان الملم بكل ما يهم الإنسان والأرض التي نحبها الأستاذ محمد الرفايعه مدير القضاء . الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة في مجال عمله اليومي . والنقيب مراد الشحاحدة رئيس المركز الأمني .
الشيخه منيفة تميزت في العمل التطوعي الاجتماعي الخيري الإنساني ، فقد استطاعت أن تثبت وجودها بكل كفاءة واقتدار، فاسمها متناغم مع عملها الخيري ، وكلاهما يدل على الآخر ، وبالتالي هي غنية عن التعريف ، فقد أخذت من اسم والدها المغفور له : المناضل الشيخ هارون ، وأخيها المغفور له معالي الدكتور عبدالله الجازي ، صفات الكرم والجود والمحبة والخير والعطاء ،خيوط نسجوها من نور ونار على امتداد الوطن وخارجه ،بكل صدق وأمانة وإخلاص .
الشيخه منيفة ، شامخة في أعمالها ، كقبيلتها ونبل أخلاقهم ، شموخها عنوان نجاحها. بهذا اليوم ( 40) خريجة كتبن حروف مستقبلهن على منجزاتهن ،حيث يتوجهن ، بكل محبة ، إلى سوق العمل والإنتاج .
وبكلمات مختصره تقول : الشيخه منيفه الجازي من وطن الانجازات والمعجزات المستمر كسيل أمطار الخير ، بهمة أبنائه الأوفياء ،الذين كل يوم يصنعون منجزا جديدا ، اسعد الله أوقاتكم وألف شكر على تلبيتكم لمشاركتنا تخريج بناتنا .
وتجول الوزير والحضور في معرض الذي تم إنتاجه من قبل الخريجات واحتوى على كل فن، معرض اُبهر الجميع .
شكرا ولنا لقاءات بعد الانطلاق في إقامة مشروعات إنتاجية تعود بالنفع والفائدة على الخريجات .
ومنذ افتتاحه عمل المركز على تدريب وتأهيل ما يزيد على (1200) متدربة من البادية الجنوبية ، في المجالات كافة ، سواء كانت مهنية وإدارية وتثقيفية. وسط تصفيق كبير وتفاعل كبير من الحضور ، أدت الفرقة الهاشمية فقرات دينية وأناشيد وطنية نالت استحسان الحضور ، وأدوا رقصة الدحية . وبعد الحفل وزع راعي الحفل الدكتور عاطف عضيبات الشهادات والدروع إلى المكرمين الذين أسهموا في نجاح الدورة ، ودعم مسيرة مركز ، سمو الأميرة هيا التنموي الذي تم افتتاحه عام ( 2008 ) م. التابع لجمعية تدريب وتأهيل المرأة الأردنية الخيرية .من اجل تحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمرأة في قرى البادية الجنوبية وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا لتكون عنصرا منتجا وعضوا وشريكا رئيسا في التنمية .
لقد استطاع هذا المركز من إقامة العديد من المشروعات التي تخدم أهالي المنطقة ومنها: مشروعات ، صحتنا في وجبتنا ، ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة ، والملحق الشبابي .
ومن المؤمل في القريب العاجل أن يتم إنشاء روضة المستقبل للأطفال ، بالتعاون بين وزارة التنمية الاجتماعية ومشروع الحضانات النموذجية والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة .حيث جرى تدريب مجموعة من فتيات المنطقة من قبل المجلس الأعلى .
ويقدم المركز مساعدات عينية ونقدية ، وتوزيع طرود خيرية وحقائب وحرامات وملابس ، وإقامة أيام طبية مجانية ، بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإسلامية وجهات أخرى .
لقد أمضيت يوما غير الأيام التي ، مضت من عمري الصحافي ، عشت تفاصيل دقائقه وساعاته التي أمضيتها في ( أذرح ) الخير والعطاء ، والرجال الأشداء الذين صنعوا من أسمائهم ، في قصص المجد عنوانا خالدا تتناقل قصصه الأجيال بفخر واعتزاز .هؤلاء الذين شاركوا في حروب فلسطين ، والأردن ، وفي الوطن العربي كانوا عناوين تطوره وازدهاره.
من عمان صباحا مع شروق الشمس ، انطلقنا قاصدين معان ، كانت أميرة الركب، الشيخة منيفة هارون الجازي ،والسيدة سمر الفاعوري ، وغادة الجازي ، ومشرف المشروع م. علي النوايسة ، والسيد أبو وديع ، وكاتب السطور .
يا الله ما أجمل أن تصنع انجازا ، يخدم الآخرين ، ويدخل الفرح والسعادة قلوبهم وبيوتهم ، الذين ينتظرون لحظة قطف نتاجه بفارغ الصبر.
وعدنا من اذرح ونحن نردد ما سمعناه من المفاجئة التي قدمتها أمام الحضور الفرقة الهاشمية :
يأرب تحمي لنا أردنا على الرأس عقالنا
يا أبو حسين حنا فزعتك لعيونك أرواحنا
يا أردن ترابك غالي أنت مسك وترابك حنا