مجتمع جديد

 يعيش المجتمع في حيرة ، وحياة اشبه بالتناقض ، جراء الظروف التي فرضت (بضم الفاء) عليه بغية أحداث تغيرات اجتماعية ، وحياة مجتمعية جديدة ، غير التي تعود عليها او يعرفها منذ أن وجد على الدنيا .

ويبدو ان هذه التغيرات وكل ما يدور بفلكها من تفاصيل، يعيشها مجبرا ، دون اي تدخل او رغبة منه .

قكل ما يحدث حولنا ، او يستجد في حياتنا ، يبدو أنه ليس عبثا ، او صدفة بل أقرب الى الرغبة او السعي في أحداث حالة جديدة. و تغيير ماء ، لم نفهمه بعد ، او ندرك اهدافه ومراميه ، خاصة بعد سلسلة من التطورات والأحداث التي مررنا بها دون ان تضع امامنا اي خيارات.
وكأنها طريق واحدة لا بديل لها ، ولا منفذ الا منها ، لا يعرف احدا نهايتها

واصبح المجتمع يعيش معها ظروفا غاية في التعقيد والتشابك، افقدته القدرة على التفكير والتركيز،، لجهله بمقاصدها ومصدرها احيانا .
او ان عملية الإدراك قد تأتي متأخرة بعد ان يكون قد انغمس مع الجديد وتفاعل مع الرتوش بأسلوب أقرب الى الفوضى والعشوائية لانعدام الخيارات.


فالمجتمع ما زال غير مستعد للانسجام معها لتسارعها.وحرقها لكثير من المراحل التي اجبرته وقادته للقفز عن الكثير منها.

او لانه ايضا لم يكون شريكا بها ولم يؤخذ برأيه باي من تفاصيلها الحقيقية، كما انها لم تراعي أولوياته وبعض الثوابت التي تعود عليها، كما لم تأخذ بمبدأ التدرج وتهيئة الأرضية المناسبة، او تراعي الظروف الصعبة التي مر وما زال يعيشها.
حيث تعرض المجتمع لسلسة من الاجراءات دون تمهيد ، رافقها حزمة تحديات وازمات داخلية وخارجية، احدثت هزات قوية في داخله أثرت على جميع اركانه الحياتية ،مما نتج عنها بعض الاضطرابات السلوكية غير المفهومة التي تحتاج إلى وقت لتفسيرها او استعادة أتزانها و ضبطها بما ينسجم مع الواقع او التأقلم مع ما هو مطوب .
لذلك فان هذه التطورات التي تحدث في مجتمعنا بكل هذه السرعة دون استعمال "الفرامل " قد تحدث ارتدادات عكسية او ينتج عنها مزيج غريب غير الذي نسعى اليه .

فيرفض الانسجام لعدم تطابق عناصر التجربة التي لا نعرف درجة التأكد من نجاحها.

فكل ما نعرفه انه نتيجة خلط بعض العناصر وإضافة بعض المواد، لا تتعدى احدى اثنتين ، اما إنتاج مادة جديدة بأشكال ومواصفات وخصائص جديدة تختلف عن ما كان قبل عملية الخلط والغليان .

او فشل التجربة لعدم موائمة بعض العناصر او زيادة جرعتها .

وبالتالي انفجار التجربة او المادة الجديدة التي قد تحدث فوضى في المكان.
الدستور