المطالبة بحل الدولتين.. هل بقي امل؟!



تتجدد بين حين وآخر المطالبة بما اصطلح عليه " حل الدولتين ". فهل هذا الحل ممكن التطبيق، حسب المفهوم العربي، أم المفهوم الإسرائيلي، في المستقبل القريب أو البعيد ؟

وللإجابة على هذا السؤال، دعونا نتعرف على ما كتبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بن يامين نتنياهو في كتابه " مكان تحت الشمس "، والذي أصبح يشكّل سياسة ثابتة، تتّبعها الحكومات الإسرائيلية المتوالية، بغض النظر عمن يرأسها، وأقتبس :

"إن وجود دولة فلسطينية لابد أن يلزم إسرائيل عاجلا أم آجلا، بالدخول في مجابهة خطرين شديدين يهددان وجودها : جبهة شرقية قومية متحدة مع العراق، أو جبهة إسلامية متطرفة بزعامة إيران.
لذا فإن المطالبة بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، تتعارض كليا مع السعي لتحقيق سلام حقيقي. إذ أن وجودها يضمن حالة عدم استقرار ونزاع مستمر، يؤدي في النهاية إلى حرب حتمية.
كما أن هذه المطالبة تتجاهل وجود دولة فلسطينية قائمة حاليا. فأرض إسرائيل الانتدابية كبيرة لدرجة تجعلها قادرة على استيعاب دولة يهودية صغيرة إسرائيل، ودولة أكبر لعرب فلسطين، تلك التي تدعى الأردن.
هنالك حل للنزاع بين الشعبين، يتمثل بإقامة دولتين: دولة للشعب اليهودي المقيم غرب نهر الأردن، ودولة عربية للشعب العربي الذي يقيم معظمه شرقي النهر. لكن الفلسطيني الذي اختار العيش في الضفة الغربية، يجب عليه الاعتراف بحقيقة أنه اختار أن يكون أقلية، في منطقة خاضعة لسلطة الدولة اليهودية. ولا يحق له المطالبة بدولة فلسطينية ثانية في الضفة الغربية، مثلما لا يحق لعرب إسرائيل المطالبة بدولة فلسطينية ثالثة في الجليل ورابعة في النقب ". انتهى الاقتباس.

* * *

بعد كل هذا الكلام الذي أصبح يشكل سياسة ثابتة، لكل الحكومات الإسرائيلية، هل بقي من أمل في تحقيق حلم الدولتين حسب مفهومنا، والذي نصدح به في مختلف المناسبات، على كل المنابر المحلية والدولية، والذي يقابله الجانب الإسرائيلي بالتجاهل والغطرسة، والاستمرار بسياساته التوسعية، التي تكرّس الأمر الواقع، مسندا بالعديد من القوى الدولية.

وهل يمكن أن نكفّ عن هذا الحلم، ونجد أسلوبا أكثر نجاعة وفعالية، لتحقيق الهدف الذي نسعى إليه، إذا كنا نقصد فعليا، تحرير الأرض المغتصبة ؟


التاريخ : 24 / 9 / 2023