التعديل الحكومي السابع.. ترقيع لا يخفي العيوب وترياق غير مفيد لعلة باقية



كتب محرر الشؤون المحلية - تعديل وزاري سابع على حكومة الدكتور بشر الخصاونة انضم فيه خمسة وزراء جدد للفريق الوزاري ، مقابل خروج وزيرين اثنين فقط ، ليصل العدد الكلي الى ٢٩ وزيرا ، وهو رقم كبير نسبيا ..

الداخلون الجدد هم : ناديا الروابدة و وسام التهتموني و رائد ابو السعود و مهند مبيضين و حديثه الخريشه ، و المغادرون فهما : فيصل الشبول و محمد النجار ..

هذا التكديس او الحرق المستمر للاسماء في حكومة واحدة لا يمكن تفسير غايته الا في اطار محاولة الرئيس ان يوسع من دائرة المشاركين معه في تحمل العبء الاخلاقي للاداء الحكومي .. يبدو ان الرئيس يريد ان يسحب من جميع الارصدة لتعويض ذلك النقص الهائل في ارصدته شعبيا ..

عقدة هذه الحكومة مرتبطة بعوامل و معطيات لا يمكن ان تساهم التعديلات المستمرة في حلها ، مهما استحضر الرئيس من اسماء و اوزان ثقيلة او خفيفة ، فما هو الفرق الذي يمكن ان يحدثه الوزراء الجدد وخاصة ان بعضهم من حديثي العهد بالعمل العام و سيشغلون جميعا وزارات غير سيادية ؟!!

الناس لا تعرف لماذا اجرى الخصاونة تعديلا سابعا على حكومة لم تنجح في تحقيق انجاز واحد او حتى اختراق واحد في اي من الملفات الهامة ، على حكومة قيل انها جاءت لتنفذ اصلاحات سياسية واقتصادية وادارية ،و بالنتيجة لم نر للان انعكاسا ايجابيا واحدا في هذه الملفات جميعا ، لا بل شهدنا نقيضها تماما ..

اما الارباك الكبير الذي رافق هذا التعديل ، و تسرب كل ما يحدث من مداولات متعلقة به في اروقة مراكز القرار ، فانه يشي بأن هناك مشكلة كبيرة ،لا سيما ان وسائل الاعلام التي نشرت هذه التسريبات هي وسائل محسوبة على الحكومة واجهزتها ..

على كل حال ، الرئيس الخصاونة اخذ فرصة كاملة ، وامضى فترة كاملة في الدوار الرابع ، لم يشتغل تحت وقع الاحتجاجات الشعبية او ضغوطات حرب اقليمية او جائحة دولية او ضغط اعلامي داخلي او خارجي ، الخصاونة اجرى سبعة تعديلات في ثلاث سنوات ، وهو رقم قياسي ، بمعنى انه اشتغل في ظروف تسمح له بتنفيذ برامجه -اذا كان لديه برامج - و ترك بصمات ايجابية يذكرها الناس ،الا انه للاسف لم يستثمر هذه الفرص وهذه المساحات التي لم تتاح لغيره ، و بالمقابل ظل مسكونا بهواجس الاستهداف ، الامر الذي دفع مراكز القرار الاخرى للخروج عن طورها ، و محاولة تحصينه حتى تبدد هذه الهواجس ولكن دون جدوى ..

مبارك التعديل السابع على حكومة الدكتور بشر الخصاونة ، و عقبال التعديل الثامن و التاسع و العاشر ، ولا عزاء للوطن ..