الصحفيّون وتقاعد الضمان
كتب موسى الصبيحي - خلال أقل من أسبوع فَقَدنا بصورة مفاجئة صحافيَّين عزيزين هما المرحوم جمال حداد ناشر الوقائع الإخبارية، والمرحوم نضال سلامة مدير تحرير جراسا نيوز.
وكوني على تواصل مستمر مع الزملاء في الجسم الصحفي والإعلامي بشكل عام، فإنني على دراية بالظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها كثيرٌ منهم، وأعلم حجم معاناتهم والضغوظ التي يعملون فيها، وأعلم أن بعضهم غير مشمول بنظام الحماية الاجتماعية، وأن البعض ليس لديه مصدر دخل سوى ما يكسبه من مزاولة مهنة الصحافة، ولذلك كنت دائماً أسأل الأصدقاء منهم عن اشتراكاتهم في الضمان الاجتماعي، لا من قبيل الامتثال لأحكام قانون الضمان الذي يُلزِم بشمولهم فحسب بل من قبيل الحرص على مصالحهم وحمايتهم وضمان حصولهم على دخل عندما يواجهون أيَّاً من المخاطر الاجتماعية مثل فقدان العمل والتعطل، والشيخوخة، والمرض، والعجز، وإصابات العمل، والوفاة.
إنهم فئة مهمة في المجتمع كما هو حال فئة الفنانين، ولكل من الفئتين نقابة ينتسبون إليها، ولكن أين الحماية التي توفرها أي من النقابتين لمنتسبيها، وهل هي كافية..؟!
قانون الضمان يُلزِم المواقع الإخبارية المرخّصة بالتسجيل لديها، أي يعاملها كمنشآت خاضعة لأحكامه، ومن واجب أصحابها تسجيل كل منْ يعمل فيها بالضمان وتسجيل أنفسهم أيضاً إذا كانوا عاملين فيها أيضاً كأصحاب عمل عاملين في منشآتهم أو عاملين لحسابهم الخاص.
أعرف من خلال تواصلي مع الزميل المرحوم جمال حدّاد بأنه كان مشمولاً بالضمان حتى تاريخ وفاته، ولكنني لست متأكّداً من شمول الزميل المرحوم نضال سلامة الذي كان دائماً يوجّه لي أسئلة قُرّائه حول موضوعات الضمان، لكن لم يسبق أن سألته عن اشتراكه هو بالضمان وإنْ كنتُ أُرجّح أن كان مشمولاً. ففي حالات الوفاة الطبيعية يخصص يوفر الضمان للمؤمّن عليه تقاعد الوفاة الطبيعية وشرط الحصول على هذا الراتب أن يتوفر للمؤمّن عليه (24) اشتراكاً على الأقل بالضمان منها (6) اشتراكات متصلة وأن تحصل الوفاة أثناء فترة اشتراكه بحيث لا يكون منقطعاً عن الاشتراك، وأغلب الظن أن هذا ينطبق على الزميلين حداد وسلامة يرحمهما الله.
على النقابة ومؤسسة الضمان أن تُنسّقا معاً من أجل شمول كافة أعضاء النقابة بمظلة الضمان الاجتماعي، وأن يسعيا بكل جديّة للعمل على توسيع مظلة الضمان لكافة الصحفيين دون استثناء، وكذلك الأمر بالنسبة لنقابة الفنّانين الأردنيين، فمظلة الضمان هي مظلة الحماية الاجتماعية الأرحب وهي حق من حقوق العاملين وأفراد أِسَرهم، وفي هذا فإنني أُشدّد على التأكيد على شمول كافة العاملين في المواقع الإخبارية التي تكاثرت بصورة ملحوظة وتضم نخبة غير قليلة من الصحفيين والإعلاميين بشكل عام.
رحمَ الله الصحفيين الصديقين جمال حدّاد ونضال سلامة وأسكنهما فسيح جناته.