غدا الاغلاق الحكومي



ليلة الأول من أكتوبر( تشرين اول) اذا لم ينجح الكونغرس الأميركي بتمرير خطة تمويل ليوقعها الرئيس لتصبح قانوناً سيتوقف العاملون في الموسسات الحكومية غير الضرورية عن العمل والذين يزيد عددهم عن أربعة ملايين موظف ومن المستحيل التنبؤ بالمدة التي سيستغرقها الاغلاق مع انقسام الكونغرس بين مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون وبين مجلس النواب الذي يتزعمه الجمهوريون.

اكثر من سبعة ملايين امريكي بينهم نساء وأطفال يعتمدون على برنامج المساعدات الغذائية سينقطع عنهم التمويل وستتوقف العديد من الخدمات الحكومية وستغلق الحدائق العامة أبوابها وسيحصل الموظفون الفيدراليون على إجازة بدون راتب وسيتأثر التصنيف الائتماني لحكومة الولايات المتحدة الامريكية سلباً .

الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي مصرون على موقفهم بتخفيض الانفاق بمقدار ١٢٠ مليار دولار وعدم تمرير خطط تمويل إضافية وهذا من شأنه عرقلة التوصل الى اتفاق قبل منتصف ليلة السبت ٣٠/٩/٢٠٢٣ وبالتالي فالاغلاق الحكومي الثاني والعشرون قادم لا محالة وربما يكون هذا الاغلاق الأطول والاصعب على الولايات المتحدة الامريكية بعدما وصلت المديونية الى اكثر من ٣٣ تريليون دولار وحالة الانقسام السياسي التي اصابت البلاد.

الأسواق العالمية تراقب بحذر شديد وهناك تخوف من تداعيات على أسواق الأسهم والعملات والذهب بعد حدوث الاغلاق الحكومي، وستعلق الوكلات المالية اصدار البيانات االاقتصادية وخاصة بيانات التجارة والإسكان والانفاق الاستهلاكي وغيرها من الموشرات ويبدو ان تأثير ارتفاع التضخم مع زيادة أسعار الفائدة ايضاً سيزيد من الأعباء المالية المفروضة على الاقتصاد الأمريكي بالتزامن مع الاغلاق الحكومي المنتظر .


* الكاتب خبير اقتصادي