التساويات واللا تساويات في النظام التعليمي الأردني!
تدعي الأنظمة التعليميه بشكل عام أنها تركز على العدالة والمتساويات على حد تعبير حسني عايش، ولعل في مقدمتها متساويات المدة، حيث يلتحق جميع الطلبة معًا في سنٍّ واحدة، وفي توقيت واحد محدّد للجميع، وفي وقت واحد، وينهون اليوم المدرسي معًا، والعام الدراسي معًا!
والتساويات الثانية أنهم يدرسون المناهج نفسها، والكتب ذاتها، والأساليب نفسها.
أما التساويات الثالثة، فهي نظام امتحانات، وتقويم واحد.
والتساويات الرابعة، هي في الخضوع لأنظمة وقوانين واحدة.
إنّ جميع هذه المتساويات هي
تساويات في المدخلات والعمليات؛ لكن هناك العديد من اللامتساويات في المخرجات، ولعلّ أبرزها ما يأتي:
1_ اللاتساوي بين مدارس الذكور والإناث، حيث تتفوق الإناث في جميع التقويمات المحلية والدولية. ولم نجد تفسيرًا علميّا لهذه اللاتساويات!
2_ اللاتساوي بين مدارس الريف والمدينة، حيث تتفوق مدارس المدينة كثيرًا، ولم نجد بعد تفسيرًا لذلك سوى أن مدارس المدينة على ضخامة فصولها تتفوق على مدارس القرى التي تعاني من تخلخل في عدد الطلبة في الصف الواحد.
3_ اللاتساويات بين مدارس الحكومة، والمدارس الخاصة،
حيث تتفوق المدارس الخاصة على الحكومية، علمًا بأن مدارس الحكومة أكثر انضباطًا، ومعلميها أكثر تأهيلًا!، ولم يذكر أحدٌ أسبابًا تعزى لها هذه اللاتساويات.
4_ اللاتساويات بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية في المنهاج المدرسي، لصالح العلوم الطبيعية، علمًا بأن معظم مشكلاتنا هي في نقص القيم الإنسانية.
5_ اللاتساويات بين فرص الالتحاق بالجامعات، حيث لا تُنصَف مدارس الريف إلّا بالكوتا.
6_ اللاتساويات بين فرص العمل بين الذكور والإناث، وبين خريجي المدارس الخاصة والحكومية.
7_ اللاتساويات في المهارات الحياتية، ومهارات الإتيكيت بين طلبة المدينة، والبنات، والخاصة وزملائهم الآخرين.
المهم في كل هذا، أنّ أحدًا ما لم يفكر في ردم المسافة، واللاتساوي
بين مختلف اللامتساويين.
ولم يفكر أحدٌ ما بأنّ هذه اللامتساويات لن تحل بفرض التساويات في الامتحانات والكتب!
إن هذه التساويات غير عادلة، وغير أخلاقية. فاللامتساويات لن تحل إلّا بلا تساويات أخرى مثل المناهج والامتحانات، فلا يجوز أن يخضع اللامتساوون لأدوات متساوية! لعلهم يعقلون!!!